الشعب المنتج.. من الخاسر!! بقلم:كمال الهِدي

الشعب المنتج.. من الخاسر!! بقلم:كمال الهِدي


08-27-2021, 02:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1630070674&rn=0


Post: #1
Title: الشعب المنتج.. من الخاسر!! بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 08-27-2021, 02:24 PM

01:24 PM August, 27 2021

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات



. صديقنا الدكتور فخر الدين عوض مهموم بمسألة الانتاج ولذلك نراه يغمر الفيس بوك كل يوم ببوستات تحثنا كشعب على الانتاج وتنتقد الحكومة على عدم اهتمامها بالانتاج الذي يفهم أي صاحب معرفة محدودة بالاقتصاد أنه السبيل الوحيد لنهضة أي شعب.

. وإن كنا كأشخاص غير متخصصين في الاقتصاد نتوجع كل يوم لعدم اهتمام حكومة (المؤسس) دكتور حمدوك بمسألة الانتاج، فما بالكم بحجم الألم الذي يعتصر قلوب الخبراء الاقتصاديين أمثال د. فخر الدين وغيره.

. منذ الأسابيع الأولى لتشكيل هذه الحكومة ظلننا نردد أن التوجه للخارج لن يحل أي مشكلة ما لم تصاحبه جدية على المستوى الداخلي وإرادة حقيقية لدفع عجلة الانتاج في هذا الوطن المليء بالثروات والموارد.

. وبالرغم من أن حلوق خبراء الاقتصاد والزراعة والبيطرة والتعدين جفت وهم ينصحون حكومة (التطنيش) هذه بضرورة تغيير العملة ودفع الانتاج وانفاذ القوانين والضوابط التي تساعدها في احكام السيطرة على العديد من ملامح تخريب الاقتصاد، إلا أنهم يضربون بكل هذه النصائح عرض الحائط.

. واهم من يظن أن كل ذلك يفوت على الشقين العسكري والمدني في هذه الحكومة.

. فجميعهم يدركون تماماً أن نهضة بلد مثل السودان لابد أن تعتمد على الاستغلال الأمثل لموارده الغزيرة.

. لكن هل سألت نفسك يا عزيزي المواطن الداعم لهذه الحكومة ( ظالمة أو مظلومة) عن المتضرر من استغلال مواردنا وثرواتنا.

. بالطبع لن تخسر أنت ولا أنا ولا أي حتى مسئولي حكومتنا، الخاسر الأكبر من استفادة وطننا الشاسع الثري من موارده هو بعض القوى الإقليمية والدولية التي ظلت تستفيد من هذه الموارد التي تُباع لهم بتراب القروش بسبب حكام عديمي الوطنية والنخوة لم يهمهم على الدوام سوى تغزير حساباتهم المصرفية ولو على حساب وطنهم وأهلهم.

. والمحزن أن هذا الوضع استمر حتى بعد ثورة ديسمبر العظيمة التي قُدمت فيها أطهر الأرواح وأزكى الدماء.

. لو أن ابتسام السنهوري وساطع وبقية متخاذلي قوى الثورة أتاحوا المجال لخيرة شباب الوطن لإكمال ثورتهم كما أرادوا لها بعيداً عن شراكة العساكر المشبوهين لعرف هؤلاء الثوار كيف يأتوا بحكام يصونون للوطن سيادته ويحفظون موارده.

. لو لا تخاذل المتخاذلين وباعة الأوطان لتوقف تهريب ذهبنا وثرواتنا منذ لحظة سقوط المخلوع ونظامه البغيض.

. لكن المؤسف أن شيئاً من هذا لم يتحقق وما زلنا نتابع تكسب العديد من البلدان من ثرواتنا، بينما يشكو مواطن هذا البلد لطوب الأرض من الفاقة.

وفي ذات الوقت يستمر بيع الوهم لبعض البسطاء والمستنيرين ( الأرزقية والمجاملين) الذين غلبوا مصالح الأفراد على مصلحة الوطن دوماً.
.
.لن نهنأ بعيش كريم قبل أن نمنع الآخرين من سرقة مواردنا وثرواتنا في وضح النهار.

. والمثير للقرف والاشمئزاز أننا نشكر سارقي ثرواتنا ليل نهار على ما نسميه بالمساعدات والعون وهو في الواقع القاء الفتات لنا مما ينالونه من بلدنا بطرق غير مشروعة.