قوات نظامية .. مرة أخرى ..! بقلم:هيثم الفضل

قوات نظامية .. مرة أخرى ..! بقلم:هيثم الفضل


08-25-2021, 04:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1629863172&rn=0


Post: #1
Title: قوات نظامية .. مرة أخرى ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 08-25-2021, 04:46 AM

03:46 AM August, 25 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح –



قبل أن يجِف مداد ما نشرتهُ في هذا العمود يوم أمس الأول ، والذي كان موضوعه الحُريات العامة وحقوق الإنسان في ظل التعاملات اليومية التي تطرأ بين منسوبي القوات النظامية وفي مقدمتهم الشرطة مع رجل الشارع العادي في مُلابسات ومواقع مُختلفة ، وعبر وقائع كثيرة كان آخرها ما تعرضت لهُ المطربة مروة الدولية من ضرب وسحل وإفراط لا مثيل لهُ في إستعمال القوة من قِبل مجموعة شرطية تعدَّت على مُجمل حقوقها القانونية ، وكذلك على الأعراف والأخلاق السودانية الأصيلة المُتعلِّقة بشكليات ومضامين التعامل مع المرأة ، حتى في حال الإختلاف معها أو حال تجاوزها للقانون.

وقبل أن نتحرَّى ردود أفعال القيادات الشُرطيه تجاه ما طرأ من إحتجاجات وإنتقادات لذلك السلوك المشين الذي تعرَّضت لهُ مروة من باب أنها فقط مُجرَّد (إمرأة سودانية) ، تستحق الإحترام الذي تفرضهُ الأعراف والأخلاقيات والقيَّم السودانية ، كما تستحق أيضاً نيل حقوقها الإنسانية والدستورية التي تكفلها لها مباديء المسار الديموقراطي الذي إنتظم البلاد ، تفاجأنا مساء أمس بخبر تعرُّض الزميل الصحفي الجسور والمناضل النزيه الأستاذ / علي الدالي ، الذي لم يهدأ لهُ بال ولم يستكين لهُ مداد في مواجهة الظلم والإستبداد الإنقاذي حتى سقط وباد ، ولقى في ذلك ما لقى من إعتقالات وتعذيب وتشريد ، والفاعلون أيضاً وكما جرت العادة مجموعة تابعة هذه المرة للإستخبارات العسكرية ، والسبب كما أورد مرافق الأستاذ علي مُجرَّد حادث مروري بسيط ، تدَّخل لمعالجته الأخ علي الدالي بالحُسنى ، ولكن كالعادة تأبى (ثقافة) الإستبداد وإحتقار العامة لدى بعض النظاميين إلا أن تسود في مثل هذه المواقف ، إفتخاراً وتكُبَّراً يدفعهم بلا شعور إلى حسم الأمور بالقوة المُفرطة ، دون إعتداد بأخلاق ولا قيَّم ولا قانون ، وقد أدَّى هذا الإعتداء الغاشم إلى إصابة الأستاذ علي الدالي بإصابات بالغة أودعته مستشفى إمبريال في غيبوبة تامة حتى ساعات متأخرة من مساء أمس الإثنين ، نسأل الله لهُ عاجل الشفاء (البدني والنفسي).

والسؤال الذي يفرض نفسهُ : هل يعي المُنادين بإعادة هيكلة القوات النظامية من منظور(الشكليات) المُستهدفة تغيير الشخوص ، أهمية إعادة هيكلة (مضامين) الثقافة العسكرية لدى بعض منسوبيها ؟ ، فالكثيرون من منسوبيها الذين يجوبون الشوارع يعتقدون أن المعيار الأساسي الذي (يُفرِّق) بينهم وعامة الناس من المدنيين مهما بلغت مقاماتهم المعرفية والمهنية ، ليس سوى إحتكارهم حيازة السلاح وقُدرتهم على المُبادرة بإستعمال القوة المُفرطة لحسم قضاياهم ومشكلاتهم الشخصية التي تواجههم كل يوم ، هذه الحادثة لا أظنها ستمرُ مرور الكرام لرمزية الأخ علي الدالي لدى كافة ألوان الطيف الصحفي وإتفاق جميع المنظومات الصحفية القائمة الآن على شخصهِ في المستويين المهني والنضالي ، وبالرغم من أن الكثيرين من أبناء شعبنا الباسل يتعرَّضون يومياً لمثل هذه الإنتهاكات الحقوقية الغاشمة ، إلا أن وقوعها يوم أمس في حق صحفي نزيه ومهني ومُتفَّق على أخلاقياته مثل علي الدالي يُعطي مؤشِّراً لا يدانيه شك في أن مسارنا الديموقراطي الوليد لا يسير في الإتجاه الصحيح ، طالما أن الصحافة السودانية ومنسوبيها ليسوا في مأمن من القوات النظامية (التابعة) لحكومة الثورة التي تدَّعي قيادة البلاد نحو (بر الأمان الديموقراطي) الذي لا معنى للسعي نحوهُ بكل تلك التضحيات التي سبقت إنتصار الثورة ، إن لم يحمي الحُريات وحقوق الإنسان ، ويدعم نهوض المرأة من كبوتها الحالية ، ويحقِّق فعلياً وليس شكلياً المساواة والعدالة وحرية الرأي وقداسة كرامة الإنسان السوداني.

<قوات نظامية .. مرة أخرى.docx>
<هيثم الفضل.jpg>