:مناوي حاكما:بداية التمرد والعصيان على السلطة المركزية بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري

:مناوي حاكما:بداية التمرد والعصيان على السلطة المركزية بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري


08-19-2021, 01:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1629377011&rn=0


Post: #1
Title: :مناوي حاكما:بداية التمرد والعصيان على السلطة المركزية بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 08-19-2021, 01:43 PM

12:43 PM August, 19 2021

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر



مناوي حاكما....علي وزن ( أديب ملكا) ..تلك المسرحية الخالدة التي كتبها الشاعر الفيلسوف الإغريقي( سوفوكليس ) في القرن الخامس قبل الميلاد..وخلال تلك الفترة الممتدة من ما قبل الميلاد وحتي ولوجنا الألفية الثالثة من بعد الميلاد ، قد تناول هذا العمل الدرامي ميئات المرات المسرحيون وبأشكال ورؤية مختلفة علي خشبة المسارح العالمية..كما استفادت منه مدارس علم النفس الحديثة ومنها مدرسة التحليل النفسى لفرويد في نظرية ( عقدة أوديب)... حيث العلاقة ( المتعدية) ما بين الولد وامه والبنت وابيها ( وكل فتاة بأبيها معجبة ).
مسرحية ( وأديب ملكا ) من أبرز تداعياتها التراجيدية ، عندما يقدم الإبن علي قاتل أباه ويتزوج بوالدته، مصداقا لنبوة عرافة ( معبد دلف) التي قالت بذلك، كما تكمن الخطورة في تلك الميثولوجيا وتكرراها في حياتنا عبر الأجيال.. كما جسدها الفلم السوداني ( ستموت في العشرين ).
تتكرر المأساة ..ولكن ربما بوجوه أخري وشخصيات مختلفة..مع اختلاف المشاهد والنتائج...ولكن تظل ( الثيمة المسرحية ) باقية ..لتذكرنا بالكره والتمرد والعصيان الذي يدور في مجتمعاتنا ، عندما يكره الموظف مديره..والتلميذ استاذه..والضعيف، عندما يستقوي، فينقلب على ولي نعمته
مسرحية (مناوي حاكما..أو( ملكا )لا فرق، ليست ببعيدة عن أحداث مسرحية ( اوديب ملكا ) أو ( مأساة أوديب) أو ( وأديب الطاغية) وكلها أسماء لذات المسرحية الإغريقية، حيث لأبد أن تتحقق نبؤة عرافة معبد دلف..بتمرد الفتي الأبنوسي ويعصي أوامر مليكه الذي جاء به من الغابات والجبال والأحراش ، ونفخ فيه من سلطاته، وجعله حاكما عاما لإقليم دارفور قبل كل الأقاليم التي لم يتم ترسيم حدودها حتي الآن..ورغم ذلك يرفض التوجيهات بأن يكون عضوا في الآلية التي كونها رئيس مجلس الوزراء لتنفيذ مبادرته الوطنية.
كيف يرفض وهو موظف في دولة لازالت مركزية السلطات في أهم مفاصلها الدستورية...كيف ترفض والأمر ليس تشريفا لك بل هو تكليف لحاكم ولاية دارفور؟وفي تقديري...فإن السودان مبشر خلال الفترة القادمة بتنصيب أكثر من ( ملك) ، وكل الحكام الجدد سوف يسلكون ذات الطريق في رفض التعليمات والتعينات والتوجيهات التي تصلهم من المركز...وتلك هي ، لعمري، بداية الانفصال لولايات السودان...خاصة الطرفية...
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]