لازم نبدأ نفكر بجدية قالها حمدوك بعد ثلاثة سنوات من الحكم بقلم:صلاح الدين حمزة الحسن

لازم نبدأ نفكر بجدية قالها حمدوك بعد ثلاثة سنوات من الحكم بقلم:صلاح الدين حمزة الحسن


08-18-2021, 11:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1629324361&rn=0


Post: #1
Title: لازم نبدأ نفكر بجدية قالها حمدوك بعد ثلاثة سنوات من الحكم بقلم:صلاح الدين حمزة الحسن
Author: صلاح الدين حمزة
Date: 08-18-2021, 11:06 PM

10:06 PM August, 19 2021

سودانيز اون لاين
صلاح الدين حمزة-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



جاء في الخبر ان السيد رئيس الوزراء حمدوك و أثناء تدشين المبادرة التي تبرأ منها الغرب "اركو مني" و الشرق "ترك" و الشمال "جاكومة" و الوسط "هجو" و اليسار "الشيوعي" و اليمين "الامة" ، قال : " نحن لازم نبدأ نفكر بجدية و لازم نبدأ العمل بكل جد".
▪️حكامنا و سلاطيننا و قادتنا و كبراؤنا و أئمتنا و شيوخنا في كل الأزمان يجلسون هناك في الامكنة العالية و السرادق المظللة و المكاتب المكيفة الهواء و يستخدمون السيارات الفارهة و الازياء الجميلة و المخصصات العالية و الوجبات الدسمة و الحراسات المشددة و السفريات المتعددة و السياحة المريحة غير المعقدة ، اما نحن "الشعوب الساذجة" نقف حفاة عراة جوعي عطشي و ينادوننا و يقولون لنا "ايها المواطنون الشرفاء" ، و نصفق ونهلل ونكبر لهم و نرفع ايدينا ملوحين بعلامة النصر.
▪️في كل الازمنة و في كل الأمكنة نقف و ننتظر ،، و نقرأ و نشاهد ونستمع الى اخبارهم ، و نتناقش داخل مركبات النقل و المواصلات و في سرادق العزاءات و المآتم و الافراح و في المقابر و في صفوف الوقود و البنوك و المخابز و علي ملاعب الكرة و منصات التواصل الاجتماعي الخيالية ، و حول "بائعات الشاي" ، نتشاجر و نختلف و نتخاصم و ربما نتقاتل من أجلهم ، الاخ ضد أخيه ، و القريب ضد قريبه ، و الجار ضد جاره ، و الصديق ضد صديقه ، و الزميل ضد زميله ، ونستقطع من الأموال على شحها لنشتري الصحف التي تمجد قادتنا و لنشترك في القنوات التي تتبع قادتنا اينما حلو غادر السيد فلان ، غادر مولانا فلان ، وصل الزعيم فلان، وصل القائد فلان ، اجتمعت اللجنة ،، إجتمع البرلمان ،، إجتمع مجلس الوزراء ،، أعلن الوالي .. قرار بإعفاء وزراء ،، قرار بتعيين وزراء ،، هذا حالنا و هذا حال قادتنا.
▪️القادة و الكبراء و الزعماء كلهم ، شرقا و غربا و شمالا و جنوبا و يمينا و يسارا مستعربين و قوميين و افريقيين و رأسماليين و اشتراكيين و وحدويين و استقلاليين و علمانيين و متأسلمين ، ديكتاتوريين و عسكريين و ليبراليين كلهم سواء ، عملهم ، ليس من اجل شعوبهم . و كلما أحس أحدهم بخوف من انتزاع الكرسي الذي يجلس عليه نادي المواطنين: "أخرجوا إلي ثورتكم" ، و بلغة اليوم : "أصح يا ترس" ، و نخرج نحن السذج مرة أخرى إلى الشوارع الكئيبة المتسخة و تظلنا الشمس المحرقة و نهتف "عاش فلان" ، "فلان امل الامة" ، "شكرا فلان" .. و القادة هناك في الأعالي في المكاتب المكيفة الهواء يحرسهم الأمنيين و الشرطيين و المراسميين ، ينظرون إلينا من على شاشات التلفزة و الفضائيات و يضحكون و لسان حالهم يقول :- "نجحت الخطة" ، أي أنهم استطاعوا أن يستخدموا الشعوب لتثور من أجلهم وهم يأتوا ليسرقوا مجهودات الشعوب .
▪️للاسف يذهب السلاطين و يأتي سلاطين اخرون و يسيرون على نهج سلفهم في البهرجة و الصرف و الاحتفالات و الراحة لأنفسهم، و الظلم و الجور و الفقر و الجهل لشعوبهم ، و كالعادة يتحدث الزعماء و القادة و الساسة الجدد عند تنصيبهم و يقولون : "أيها المواطنون الثوار الأحرار" ، "سنفعل من اجلكم كذا و كذا و كذا" ، و يصفق الناس لهم ثم ينفض الجمع و يستقل القادة و حاشياتهم سياراتهم و من خلفهم و عن يمينهم و يسارهم الحراس و الامنيين . و ينتشر المواطنون "الثوار الأحرار الأشراف" يمنة و يسرة يتزاحمون في الطرقات و في مواقف النقل و المواصلات يهيمون بحثا عن وسيلة توصلهم إلى منازلهم البائسة البعيدة ، يتزاحمون ، و يتسابقون و يتشاجرون بحثا عن مقعد و يظلون هكذا حتى ساعات متأخرة من ليلة الاحتفال املا في الوصول إلى أماكنهم الطبيعية :-
-️الي الصحاري القاحلة البعيدة.
-️الي الشوارع و الطرقات غير المعبدة المليئة بالحفر و المكدسة بالقمامة.
-️الي ورش الحديد المتسخة بالزيوت السوداء و مخلفات الصيانة.
-️الي الأسواق المكتظة بالبضائع الكئيبة البائرة و "القوقو".
-️الي المطاعم المليئة بالمأكولات غير الصحية و الأخرى منتهية الصلاحية .
-الي مواقف السيارات المكشوفة غير المظللة و المكتظة.
-️الي المزارع الفقيرة الي الماء و البذور المحسنة و الاسمدة و المبيدات و الاليات.
-الي المدارس والمعاهد و الجامعات الحزينة الفقيرة الي ابسط مطلوبات التحصيل العلمي .
-الي المساجد و الخلاوي القرانية التي تنعدم فيها المطلوبات التي تعين علي العبادة من فرش و صرف صحي و نظافة و نظام و امان.
▪️أما القادة و الكبراء و الساسة والزعماء بعد أن ينتهي حفل التنصيب ، ينتقلون إلى مكاتبهم و قصورهم و فنادقهم و منازلهم بحراسة امنية مشددة خوفا علي ارواحهم الغالية ، و عند وصولهم يديرون شاشات التلفزة لمشاهدة قنوات الأخبار المختلفة و لينظروا إلى الجماهير التي جاءت واستقبلتهم و صفقت وهتفت لهم ، ويتباهون، باعدادهم ، ويقولون :"لقد نجحت الخطة أنها حشود كبيرة " ، "انها مليونية الاحتفال" .
▪️هذا حالهم منذ قديم الزمان و هذا حالنا منذ قديم الزمان .

صلاح الدين حمزة الحسن

باحث

[email protected]