لماذا تعتقد الشرطة وأجهزة الأمن والجيش والدعم السريع وحرس الحدود وحرس الصيد أن المواطن ( المدني ) مستباح بالتلاتة فهو ليس مؤدباً وغير مرتب وغير منظم وغير منضبط ويحق ضربه وسحله والتنكيل به وبأسرته واستحقاره والاستهزاء به في أي مكان وزمان ليكون عبرةً لغيره لأنه مجرد شخص مدني ( بهيمه ساي ) ؟ يا لها من جريمة فاحشة وخيانة عظمى أن تصبح شخصاً مدنياً في السودان ، عندها لن تجد حقاً ولا باطلا ولن تستطيع أن ترد حتى مجرد الاعتبار لشخصك أو حتى لوالديك ان تمت إهانتهما أمام ناظريك فقط لأنك مواطن مدني ! لماذا لا نرى حزم وحسم الشرطة في الجرائم التي تتعلق باغتصاب الاطفال والسرقات النهارية؟ لماذا لا نرى جبروت الشرطة عندما يتعلق الأمر بتسعة طويلة وتجار المخدرات والمهربين والمختلسين؟ لماذا لا تنشط الشرطة ومن خلفها ( ناس المحلية ) إلا في مطاردة ستات الشاي والباعة المتجولون واطفال ( الدرداقات ) الذين يكسبون أجرهم بعرق جبينهم رغم الشمس الحارقة والجوع والمرض ، لماذا لا نرى الطاقات المتفجرة لأفراد الشرطة إلا حينما يتعلق الأمر بقمع المتظاهرين المدنيين السلميين؟ وفي المستشفيات ضد الطواقم الطبية لماذا اصلاً تحمل الشرطة شعار ( الشرطة في خدمة الشعب ) وهي تمارس معه كل هذه الممارسات الغير كريمة وغير أخلاقية فقط لأنه مواطن مدني؟! لا يحق للشرطة وبقية الأجهزة الأمنية أن تعتدي على المواطنين المدنيين بالضرب أو الشتم أو الإهانة والاستفزاز حتى تجد سبباً لممارسة ساديتها على الإطلاق ، فهناك قوانين يجب أن تطبق في ظل الوضع ( الديمقراطي الحر ) على الجميع دون محاباة أو تغطية لأي شخص مدنياً كان أو عسكريا ، فالعدالة القضائية هي وحدها التي تفصل في القضايا وليس الشرطي أو رجل الأمن ، فمهمة الشرطي أو رجل الأمن أن يقدمك إلى العدالة مع استيفاء الشروط القانونية والدستورية لذلك دون انتهاك حقوقك أو انسانيتك أو كرامتك ، يجب إعادة تأهيل كل الأجهزة العسكرية والامنية بما يتوافق والقوانين والتشريعات والنظم . فالاعتداء السافر الذي تعرضت له الدولية مروة ومن معها عار على دولة تريد العدالة والحرية ولا تستطيع كبح جماح عناصرها الشرطية والامنية التي يبدو أنها تنتظر مجرد نظرة من اي شخص حتى تستخدم القانون لتنتصر لنفسها دون وجه حق . عبدالماجد موسى /لندن ٢٠٢١/٨/١٨
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة