اهلي جد الشيوعيين أدعموا حمدوك حتى لا تسقطوا من الطائرات بقلم:د.حامد برقو عبدالرحمن

اهلي جد الشيوعيين أدعموا حمدوك حتى لا تسقطوا من الطائرات بقلم:د.حامد برقو عبدالرحمن


08-18-2021, 02:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1629292949&rn=0


Post: #1
Title: اهلي جد الشيوعيين أدعموا حمدوك حتى لا تسقطوا من الطائرات بقلم:د.حامد برقو عبدالرحمن
Author: د. حامد برقو عبد الرحمن
Date: 08-18-2021, 02:22 PM

01:22 PM August, 18 2021

سودانيز اون لاين
د. حامد برقو عبد الرحمن-sudan
مكتبتى
رابط مختصر





(1)
بعد عقدين من الزمان عادت الإستخبارات الباكستانية الي الحكم في أفغانستان القاحلة عن طريق ذراعها المتشدد حركة طالبان .
ليشهد العالم بإندهاش بالغ إنهيار الجيش الحكومي أمام مسلحي طالبان باسلحتهم اليدوية و مدفعيتهم الخفيفة. هذا رغم ما صرفه الغرب من تدريب و عتاد لتجهيز الجيش الافغاني خلال العشرين سنة الماضية.
(2)
يبدو ان رعاة المتشددين في كل من الدوحة و إسلام أباد قد لقنوا حلفائهم - طالبان دروسا في ادارة الموقف ، و لا ندري ان كانت الحركة ستسير على ذات النهج ام مجرد تكتيك مؤقت لإمتصاص الفزع المحلي و الهلع العالمي .
على نقيض ما فعلته بالرئيس الرابع لأفغانستان الدكتور محمد نجيب الله - عندما اقدمت الحركة على إعدامه في ساحة عامة في سبتمبر 1996 ؛ أعلنت حركة طالبان عفوا عاما عن جميع موظفي الدولة كما اعلنت سماحها بذهاب النساء للعمل و مواصلة الاناث للدراسة.
وهي امور مضيئة في العتمة التي خيمت على كابل في يوم أمس الاول .
(3)
تآكل الدول و الأنظمة ثم إنهيارها يرجع بالدرجة الاولى الي الظلم الإجتماعي الناتج عن تسلط فئات معينة و تصدرها للمشهد الوطني دون اعطاء الاخرين فرص متكافئة أو حتى منصفة . ذلك ما ظل يحدث في أفغانستان خلال العقود الست الماضية.
الدكتور عبدالله عبدالله ،وزير الخارجية الأسبق و الذي نافس الرئيس البشتوني اشرف غني كان قد فاز بالانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2019 . برغم ان عبدالله عبدالله نفسه من اب بشتوني لكن نسب الي قومية والدته ليبصح طاجيكيا وهو سبب عدم تمكنه في الوصول الي القصر الرئاسي الذي لم يعتاد على غير بشتوني . كما هو الحال في السودان مع المنحدرين من الهامش السوداني.
النزاع بين الرجلين ( عبدالله و اشرف غني ) و الذي إمتد الي أشهر قبل الاتفاق على تقاسم السلطة بتدخل من الغرب قد اضعف جميع مؤسسات الدولة. بل خيب آمال الولايات المتحدة فقررت الانسحاب و ترك الحبل على القارب الافغاني ليسبح الي حيثما يشاء ، و قد كان .
(4)
فرحة عارمة إجتاحت اوساط الاسلاميين بوصول طالبان الي كابل. ذلك مجد مزيف لأن لا مكان في عالمنا اليوم لحكومة بعقلية القرون الوسطى.
أمام طالبان خيارين احلاهما مر : أما ان تستمر في خطها المتشدد لتحافظ على كيانها الداخلي متماسكا لبعض الوقت قبل ان تنهار بالحصار و المقاطعة الدوليين ، أو ان تنفتح على الناس و العالم كما اعلنت و بذلك حتما ستفقد الحكم عن طريق صناديق الإقتراع مع حدوث إنشقاقات داخلية الي حد الاقتتال الداخلي بين البراغماتيين و المتشددين بتطرف.
نخلص القول بأن حركة طالبان قد وصلت ذروتها و بدأ عدها التنازلي نحو الإندثار ، لكن للاسف كل ذلك يحدث على ظهر الأرض الافغانية التي بها المدنيين العزل من النساء و الأطفال و الشيوخ .
(5)
مازلت على قناعتي بان النظام الذي قاده المخلوع عمر البشير لحكم البلاد لا علاقة له بالاسلام أو الاسلاميين من حولنا ؛ كانت منظومة من اللصوص الكذابين القتلة إستغلوا الدين لأغراضهم الشريرة ، لذا يجب ان لا يفرحوا بعودة طلبان - هم لن يعودون .

من المحن السودانية ان تجد حزبا بإرث الحزب الشيوعي يسعى لإسقاط الحكومة التي هو جزء منها.
يقيني ان الشيوعيين السودانيين قد خُلقوا للمعارضة فقط.
بالتأكيد لن يعود الكيزان و لا أشباههم الي حكم البلاد و لن يتساقط الشيوعيون من الطائرات الروسية و لا الكوبية كما حدث للافغان مع الطائرات الامريكية بعد سقوط كابل ؛ لكن مخاوفي ان تفضي معارضة الحزب الشيوعي لحكومة الثورة الي إضعافها، الأمر الذي سوف يحفز العسكريين الانقلابيين للإستيلاء على السلطة ليسقط الناس من دفارات السجون ، لا طائرات الغرب او الشرق المغادرة لمطار الخرطوم .



د.حامد برقو عبدالرحمن
[email protected]