يا مواطني منطقة ( حلايب ) لا تلومِـــوا الشعب السوداني !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد

بسم الله الرحمن الرحيم

يا مواطني منطقة ( حلايب ) لا تلومِـــوا الشعب السوداني !!

يا مواطني منطقة ( حلايب السودانية ) الشعب السوداني يعرف جيداَ تلك الحقائق في أرض الواقع ،، ويعرف جيداَ أن تلك الظروف الحياتية التي توفرها لكم الحكومة المصرية ( المحتلة ) أفضل ألف مليون مرة من تلك الظروف الحياتية التي كانت سائدة في ظلال حكومات السودان المتعاقبة ،، ولو ظلت منطقة ( حلايب السودانية ) بنفس الوتيرة والمنوال السابق تحت سيادة العلم السوداني لكان مصيركم الآن ذلك البكاء والجحيم كما هو الحال لكافة أفراد الشعب السوداني في مناطق السودان في هذه الأيام السوداء الكالحة الكئيبة البائسة ،، وهي تلك الأحوال التي يكابدها الشعب السوداني في جميع مناطق السودان شرقاَ وغرباَ وجنوباَ وشمالاَ ووسطاَ ،، حيث تلك الويلات والأنات والآهات والأوجاع ،، وحيث ذلك الغلاء والبلاء وقلة الأمن والأمان ،، وحيث ذلك القتل والإبادة في الكثير من مناطق السودان ،، وحيث ذلك الخطف والسلب والنهب عند منتصف النهار !! ,, وحيث تلك الصفوف الطويلة في هجير الشمس أمام المخابز وأمام محطات الوقود ،، وحيث تلك المبالغات في أسعار السلع والخدمات ! ،، وحيث ندرة وغلاء الأدوية والتطبيب والشفاء في البلاد ،، وحيث أن أقل قيمة لعلبة دواء من الأدوية فوق المليون جنيه سوداني !!،، وحيث أن حبة ( الأسبرو ) الواحدة في البلاد بملغ 200 جنيه سوداني !،، وحيث تلك العيشة السوداء الكالحة في كافة مجالات الحياة ،، وحيث مواجهة الظلام والحرارة الشديدة لساعات طويلة لعدم توفر الطاقة الكهربائية ،، وحيث ذلك الظمأ والعطش الشديد لقلة توفر المياه في الدور والأحياء ،، وحيث الحياة في ظلال دولة لا توجد فيها حكومة بمعنى الحكومة الحقيقية المعروفة في أرجاء العالم !!،، تلك الحكومة التي تبالي وتهتم بشئون الشعب السوداني ،، ولسان حال المواطنين في منطقة ( حلايب السودانية ) في هذه الأيام يلوم ويعاتب الشعب السوداني ويردد عبارات : ( مالكم علينا يا الشعب السوداني ؟؟؟؟؟؟ ،، لماذا تحسدوننا على تلك الحياة الكريمة الهانئة الرغدة التي نعيشها تحت سيادة العلم المصري ؟؟؟ ،، ونحن أبناء منطقة حلايب متوفرة لنا اليوم كافة موجبات السعادة والرفاهية الضرورية لحياة الإنسان ،، فلماذا تريدون لنا حياة البؤس والشقاء والجحيم كما هو الحال في مناطق السودان شرقاَ وغرباَ وجنوباَ وشمالاَ ووسطاَ ؟؟؟ ،، ومنطقتنا في هذه الأيام تشهد تلك النقلة النوعية الكبيرة في كافة مجالات الحياة ،، حيث تلك البنية التحتية التي تقام في منطقتنا على قدم وساق ،، وحيث تلك المدارس والمنشآت التعليمية التي تعلم أبناءنا مجاناً وعلى أعلى المستويات ،، وحيث تلك المستشفيات والمراكز الصحية التي تعالج المواطنين في منطقتنا مجاناَ ودون مقابل )،، فيرد الشعب السوداني على مواطني منطقة ( حلايب السودانية ) ويقول لهم : ( نحن الشعب السوداني نعرف جيداَ تلك الفوارق الكبيرة بين الحياة بدولة السودان وبين الحياة في أية دولة أخرى في العالم ،، ولكن تلك هي الضرورة التي تفرضها المكانة والسيادة والكرامة ،، فالأرض هي الأرض ،، والسيادة هي السيادة ،، والحقوق هي الحقوق ،، والكرامة هي الكرامة ،، وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح ،، وتلك الحياة السوداء الكالحة التي يعيشها الشعب السودان منذ استقلال البلاد تمثل قدراَ مقدراَ في جبين الشعب السوداني ِ،، والمخلوق لا يستطيع أن يتهرب من القدر المقدر بأي شكل من الأشكال ،، وعليه أن يتمسك بالصبر والتحمل ،، وبالتالي فإن على أفراد الشعب السوداني أن يتحملوا تلك المشيئة المكتوبة أينما يتواجدوا في بقاع السودان ،، ولا يمكن لأبناء المناطق في السودان أن يتهربوا من تلك الأقدار والمشيئة تاركين فروض الوطن والوطنية ،، ولو فتحنا الأبواب أمام كل من يريد التواجد في دول الرفاهية والسعادة لما بقيت ضمن خريطة السودان منطقة واحدة من مناطق السودان ! ،، ولهرب الجميع إلى بلاد الآخرين في تلهف شديد وشغف ،، وذلك فقط من أجل أن ينالوا جرعة سعادة واحدة في حياتهم قبل الممات !! ،، فيا أهلنا الأخيار الطيبين بمنطقة ( حلايب السودانية ) أصبروا وصابروا وكونوا برفقة الشعب السوداني الذي يخوض ويكابد الجحيم لسنوات وسنوات ،، فإذا صبرتم وتحملتم تلك الويلات والمشقات مع الشعب السوداني فإن موعدكم الجنة بإذن الله في نهاية المطاف !!!! ) .