حتاما الصمت على ما يبيته طالبان لنساء مسلمات بقلم:عبد الله علي إبراهيم

حتاما الصمت على ما يبيته طالبان لنساء مسلمات بقلم:عبد الله علي إبراهيم


08-13-2021, 05:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1628873038&rn=0


Post: #1
Title: حتاما الصمت على ما يبيته طالبان لنساء مسلمات بقلم:عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 08-13-2021, 05:43 PM

04:43 PM August, 13 2021

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




تنشغل أمريكا بغطاءين للوجه هذه الأيام. فالإقبال على أشده بين أهلها لاقتناء “السونوفيا" وهي كمامة إسرائيلية أثبت الاختبار أنها تمتص ٩٩٪ من الفيروسات المعدية بالكوفيد. فالكمامة مغطاة بطبقة من أكسيد الزنك الذي يقتل الفيروسات والفطريات، وصالح لارتدائه مرات عديدة. وتعرضه الشركة الإسرائيلية المنتجة كمفخرة لصناعة بلدها.
أما الغطاء الآخر الذي تنشغل به أمريكا فهو الخمار الذي سيضربه طالبان على النساء وهي تنتقص أفغانستان من أطرافها لتحتل ٦٥٪ من أرضها زحفاً نحو كابول. وسمعت في الأنباء قبل قليل عن أحد الأمهات في كابول قالت إنها اشترت لبنتها الطالبة الجامعية خماراً تغطى به رأسها من باب الحيطة متى وصل التتار. just in case
أزعجتني شفقة الأمريكيين بجماعتين ممن تركوهم خلفهم في أفغانستان: النساء اللائي تحررن بفضلهم و"العملاء" الذين خدموهم في "القوالة" والترجمة وغيرها. وحزنت أن يصير تحرير المرأة الأفغانية بغير المسلمات والمسلمين تقوى لله، وأن يكون والعمالة ل"الكافر" شيئاً واحداً. وهذا التحرير للمرأة، متى اتفق لنا أن يتم بواسطة قوة محتلة، عاد بنا إلى تكييف الاستعمار الأوربي عند أهله. فعقيدتهم أنهم ما قاموا به إلا لأنه مهمة الرجل الأبيض التي بعض جوهرها استنقاذ المرأة من براثن الرجل المسلم وغير المسلم. وقلت لزميلاتي، اللائي أكثر وثائقهن للتحرر حجة ورواجاً على أيامنا هي سيداو الأمم المتحدة، إنكن ربما طلبتن مواطنتكن من غيركن تكففاً.
بدأت طالبان في الاقتصاص من النساء. فوقع تفجير في مايو الماضي لمدرسة سيد الشهداء للبنات ترك ٣٠٠ جريحاً معظمهم النساء . لم تتبن التفجير جماعة ما. ولكن التوقيع لا يخفى. وتقول مؤشرات لجنة الأمم المتحدة لحماية المدنيين من عواقب الصراعات الحزبية إن وتيرة القتل تزايدت في أشهر ٢٠٢١ الأولى بنسبة ٤٧٪ من العام الماضي. والنساء والأطفال قريب من نصف الضحايا. وسمعت من امرأة على الأخبار أنهم منعوا النساء في المدن التي احتلوها من ورود السوق.
لا يبدو أن لأمريكا طاقة ولا مزاجاً للجم طالبان. فالرئيس بايدن صريح القول إنه لا يشعر بأي وخز في سحب قواته من أفغانستان، ولا يفقد غميضه جراء ذلك. فهم بذلوا وسعهم لتدريب جيش وطني أفغانستاني ولهم إسناد له بسلاحهم الجوي، وعلى حكومة أفغانستان أن تشيل شيلتها. وأقصى ما فعل أن بعث بمندوبه لقطر لكي يحث الطالبان على العودة لمائدة التفاوض مع حكومة أفغانستان لحل متوافق عليه. وهذه حيلة من عَدِم الحيلة. فما الذي يجبر الطالبان للعودة للمفاوضات في حين أينعت كابول وحان قطافها؟ وآخر ما في جعبة بايدن من تهديد لطالبان أنهم لن يعترفوا بدولة تستفرد بها طالبان عنوة. كأن ذلك سيفقد طالبان غميضها.
لا أعرف خذلانا للدين أنكى من صمت المسلمين عما يبيته الطالبان للمرأة في أفغانستان، بل ما شرعوا في ارتكابه بحقها. فخطتهم شر أريد بالإسلام أضر من كاريكاتيريات غربية أوحلت وتبذلت تستفزنا فنهرج هرجاً بائساً نسيء به للإسلام مرة أخرى ونظن أننا نحسن إليه. لم تحدث دولة قطر، التي استضافت مفاوضات طالبان وحكومة أفغانستان والأمريكيين، بصوت عال ذبيح الرحمان جهاد، الناطق الرسمي باسم طالبان في الدوحة، أنها ستطرده من أرضها ضحى إن لم تكف طالبان عن مشروعها لإذلال نساء مسلمات. لم نسمع من الدول الإسلامية رسمياً أنها لن تعترف بهم إن مسوا شقائق الرحمن بسوء وستكون خصيمها يوم القيامة. وكانت السعودية والأمارات وباكستان وأخرى وحدها التي اعترفت بدولة طالبان الأولى.
واستغربت صمت السعودية التي اكتشفت إقليم النساء عندها من قريب فزودتهن بمدرب لكرة القدم وفتحت فصول الكاراتيه لتعليمهن سبل الدفاع عن أنفسهن. واسترخصت صمت علماء المسلمين الذين يسمعون رنة "كفر" في مريخ منهج دراسي فيزبدون هوساً. ولم نسمع من هيئاتهم بقلوبها الشتى بين جدة والدوحة التي قلمها مسلول لشاتم الراعي الصالح. ولم نسمع من الحركات الإسلامية التي انكفأت على محنها السياسية ولم تعد تحيط بالدين الذي خرجت لتحكيمه بين العالمين. أما حركة الإسلاميين عندنا هنا فلننتظرها لتخرج من ربقة عارها بحق الإسلام. فلا أعرف ناهشاً للإسلام لم يجد بغيته منه في نحسها وفظاظتها وصغرة نفسها. ولا أعفى الحركات المدنية والعلمانية على اعتزالها ما سيقع ويقع على نساء أفغانستان. وربما كان عزاؤهم سوء ظنهم المكين في الإسلام. فليس بوسع هذا الدين في نظرهم أن ينتج سوى طالبان والكيد للمرأة.
سيقول كثيرون غداً مكاء وتصدية إن طالبان ليست الإسلام. سينكرونها حطب كما أنكروا بوكو حرام. وكفى الله المؤمنين شر رد من ليس بالإسلام إليه بالحسنى، أو بالمواقف الصارمة التي تلجمه دون الإساءة إليه. وأذكركم بكلمة لدارس للإسلام معاد له هو رتشارد بايب لو أذكر جيداً. فحين كثر القول عن ما هو الجهاد؟ وهل هو جهاد أكبر أم أصغر؟ قال كفوا عن التشقيق والسفسطة. فالجهاد هو ما نرى المجاهدون يقومون به أمام ناظرينا. فإذا أهان طالبان المسلمة النساء أمام عيون كاميرا العالم فسيكون ذلكم هو الإسلام. Live with it
شاغل أمريكا الآن غطاءان. إسرائيلي يقي من فيروس الكرونا وآخر أنشوطة ستأخذ برأس المرأة الأفغانية بيد طالبان فتذروها من مسرح الحياة. والمسلمون ولا بغم.
طريقان شتى مستقيم وأعوج