Post: #1
Title: ألحقني يا دكتور واللّهِ ما بقدر ….. بقلم:طه يوسف حسن
Author: طه يوسف حسن
Date: 08-11-2021, 12:46 PM
11:46 AM August, 11 2021 سودانيز اون لاين طه يوسف حسن- مكتبتى رابط مختصر
تعجبت كثيراً خلال زيارتي الأخيرة للسودان من الكم الهائل لحاملي درجة الدكتوراة، و البلد تعاني من غضب الطبيعة و غضب السياسةتعيش أسواء حالاتها الإقتصادية و التنموية, البيوت تشكو قلة ال############ان، البيت الواحد فيه إثنين من حاملي الدكتوراة PHD و البقيةماجستير، حاملي هذه الألقاب يجب أن يكونوا مؤسسات فكرية Think tank و أداة فعلية لتغيير الواقع المرير و لكن للأسف البعض منهم عبء على المجتمع يتقلدون هذه الدرجات العلمية ليخاطبهم المجتمع بكلمة ( يا دكتور).
عندما إلتحقت بكلية الأداب جامعة جنيف لتعلم اللغة الفرنسية قسم اللغة الفرنسية و أدابها Ecole des Langues et Civilisation Françaises لاحظتُ أن لا أحد في مجلس الأساتذة حاصل على درجة الدكتوراة لأنها ترفٌ أكاديمي.
PHD درجة أكاديمية يقدم حاملها البحوث و الأوراق التي تحدث المعجزات وتغير واقع البشرية فإن لم تحدث آثر وتأثير فهي ليست إضافةتنموية إنما إضافة معنوية لحاملها يتبختر بها في صالونات الأفراح و صيوانات العزاء ليستمتع بكلمة ( يادكتور).
في سويسرا مثلاً تتوجه فئة قليلة من الشباب إلى الجامعات , التعليم التطبيقي و المهني Poly Technic يتمتع بشعبية أكبر، حيث يسلكثلثا الشباب هذا الطريق.
أما درجة البرفيسور فهي درجة علمية و ليست أكاديمية تُمنح لمن له خبرات متراكمة و مساهمات في المجتمع و بحوث نادرة و لا تُمنح إلا بعدتجارب حياتية وأحياناً تقدم في العمر.
أستاذ علم الآثار السويسري Archeologist شارلز بونيه منحته جامعة جنيف مؤخراً درجة البرفيسور بعد الإنجاز و الإعجاز في إكتشافالآثار السودانية في منطقة كرمة و معاناته لمدة أكثر من أربعين سنة للعيش في بيئة قاسية لإكتشاف الهوية السودانية مُنِح هذا اللقب عندماإكتشف أن أصل الحضارة الفرعونية في جنوب الوادي ( شمال السودان).
كلمة بروف Prof بالغة الفرنسية تعني أستاذ المرحلة الثانوية و الجامعيه، يطلقونها الطلبة على أساتذتهم في هذه المراحل.
خلاصة القول نريد من هولاء المستنيرين أن يغيروا لنا حال البلد بغزير علمهم و وافر معرفتهم و بحوثهم التي تُطبق على أرض الواقع نريدلهذا اللقب الأكاديمي أن يُصبح أداة إجتماعية ليس فقط مكانة إجتماعية.
حاملي درجة الدكتوراة من كثرتهم و وفرتهم أصبحوا كالفنانين الذين تعج بهم القنوات الفضائية و صالات الأفراح و صالونات الإنس والسهر.
و أخيراً ألحقني يا دكتور واللهِ ……..ما بقدر عاينت و أنا عيّان ممنوع من السكر
|
|