لمبة د . منصور الحمراء بوزارة الشباب و سفة سلك بقلم:عواطف عبداللطيف

لمبة د . منصور الحمراء بوزارة الشباب و سفة سلك بقلم:عواطف عبداللطيف


08-07-2021, 04:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1628349642&rn=1


Post: #1
Title: لمبة د . منصور الحمراء بوزارة الشباب و سفة سلك بقلم:عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 08-07-2021, 04:20 PM
Parent: #0

03:20 PM August, 07 2021

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




انتدبت من وزارة الخارحية للشباب رحب بي الوزير د منصور خالد ودخلت برفقتهلمكتبه لاخذ تعليمات تسيير العمل .. أولها كان السماح لي بفض الرسائل السريةحتى المختومة بالشمع الأحمر .. اقصي اليمين طاولته عليها راديو بخارطة العالموطقم كراسي للضيوف بغطاء دمور أبيض وسجاد صوف صناعة أمدرمانية .. أستغربت طلبه تركيب لمبة شبيهة باشارات المرور بباب مكتبه.. ولكن سرعان مااستوعبت مغزاها … وأنا أخذ توقيعه علي رسائل عاجلة و تبقي دقائق لاجتماعمهم ..فاذا " بروف بأحدى الجامعات " يفتح الباب و " يتاوق " لملمت اوراقي سريعالتنبيه بعدم الدخول فاذا به يزاحمني بالمدخل فرجعت للخلف وانا اترجاه الدكتورعنده اجتماع ...
وظل د . منصور غائصا بالاوراق لا يعيره أنتباها … لكنه دلف فرفع الوزير عيناه .. عفوا عندي اجتماع ..فتصبب " ضيف الغفلة " عرقا وخرج مطاطئ الرأس .. وكانموقفا محرجا و بيان بالعمل لتقديس الوقت وضرورة اللمبة الحمراء فحينما تضاء لاأحد يدخل و رويدا رويدا أستوعبها البعض .. وأخرين تندروا منها تماما كما تندرالريس نميري حينما تغاضب معه وقال قولته الشهيرة " د . منصور قائل وزارةالخارجية لبس كرفتات " ظللت أطبع فقط مكاتبات الوزير ومسودات خطب الريسالتي يكتبها د منصور والتي هي مدرسة فكرية متفردة .. احيانا يأتي أبو عاج دونضجيج و ان وجد باب السياج مغلق يضع يده علي الحاجز ويقفز بكامل جسدهبرشاقة للبرندة التي تضم مكتب الوزير والوكيل أحمد عبدالحليم والسكرتارية .. يومارجع الساعي بالقهوة دون ان يقدمها وقال لي الوزير عايزك .. نعم يا دكتور .. انظريلاظافره .. فذهبت للبوفيه وكانت سانحة لتنبيه بضرورة النظافة وتقليم الاظافروتقرر ان يرتدي الساعي جلباب وعمامة.. ماذا كان فاعل طيب الله مرقده ان حضر " سفة " خالد سلك !!!!
لم يحدث اطلاقا أن تناول أكل بالمكتب ولم يلتقي بشلة " طق حنك " أذكر شابسوداني جاء من المانيا وتداول بأمر مشروع المدينة الرياضية والتي تحولت فيالعهد البائد لفلل ومساكن وووو .. اشار لي يوما لزهرة انتهى موسمها فحرصتالنزول للحديقة الصغيرة المواجهة للمكاتب ورغم انني لم أكن على دراية بمواسمالازهار فاجتهدت مع المزارع لتكون في كامل القها .. نعم انها حكايات صغيرةأسجلها للمقارنة بين الامس واليوم فتقفز امام ناظري الطاولات والكراسي المفخخةوالستائر التي تتماوج ما بين الاحمر والبني والازياء المتنافرة والعمائم المزركشةالتي تمثل بون شاسع ما بين اوضاع المواطن المطحون في معيشته ومكاتب رئاسيةكقصور ألف ليلة و ليلة .. في يوم مشهود وصلت باكرا فاذا به امام سيارته علي أهبةالانطلاق يحادث مدير العلاقات العامة فيصل السيد لاعب التنس المعروف ولاول مرةينتهرني.. أما زلت هنا ؟ وأين أكون ؟ بالمهرجان … أنا أصلا ليس باللجنة .. فيركضفيصل وياتي بديباجة يلصقها بالسيارة التي انطلقت بي بسرعة فائقة لاستادالخرطوم بشارع النيل المغلق أمام المرور وصلت للمنصة و كنت أحمل نسخة خطابد.منصور الافتتاحي … دقائق ووصل الرؤساء جمال عبدالناصر والقذافي ونميريضيوف البلاد احتفالا بالعيد الاول لثورة مايو .. ومن هناك لشارع النيل حيث أولوأكبر مهرجان جماهيري شبابي ثقافي ادبي ترفيهي يعج بالفرق المسرحيةوالموسيقية .. مصور مجلة المصور المصرية أخذ لنا لقطة وبرفقتي طيبة الذكر ليليالمغربي وماجدة وثلاثتنا نحمل صورة مكبرة لقائد ثورة مايو جعفر نميري وعليهاتوقيعه .. وبداية الدوام كانت مجلة المصور توزع بالخرطوم وعلي صفحتها الاولىصورة الرؤساء وتحتها صورتنا … البعض مندهشا كيف تم ذلك فاقول لهم مازحة انالطائرة التي وصل بها القذافي اخذتنا للقاهرة وتم تصويرنا ورجعنا مععبدالناصر…. ان العمل بوزارة الشباب كان مدرسة للتعلم في كل فنون الحياةوالحيوية بزخم الانشطة والفعاليات وانموذج يحتذى في الانضباط وحوش الوزارةضم نجوم المجتمع الممثل الفاضل سعيد السباح كيجاب الشاعر الدبلوماسي الهاديادم حسن مختار والمفكر المقعد عبدالله كنت اسعد بوضع رزمة اوراق علي حكرهفيملاؤها بحروفه والمغني القلع وعائشة الفلاتية التشكيلي شبرين شانتير وابوجبلهاشم الزبير ..ابراهيم عبدالقيوم الدر عبدالله سلمي الكارب والعميد عبدالفتاح حمدوحين تغاضب د منصور لم يلملم اوراقه فقط بل وضع وثيقة بخطط وبرامجلسنوات قادمات اطلق عليها" حصيلة عام وأستشراف علي المستقبل " وكان لي شرفطباعتها ليس هذا فحسب بل ظل منً جاء بعده يقلب صفحاتها لتسيير دفة الوزارة…الكثيرون في هذه الايام يغادرون كرسي الوزارة ويتركون خلفهم صحراء قاحلة .. فمن لا يجيد الزرع هم من تأكلت الاوطان بخنوعهم وخواء فكرهم ..ذهب د منصورخالد لنيويورك وجاء بعده .. ليبقي للحديث بقية
عواطف عبداللطيف
[email protected]
--
Awatif Abdelatif