الزبون التعيس .. ! بقلم:هيثم الفضل

الزبون التعيس .. ! بقلم:هيثم الفضل


08-05-2021, 04:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1628134385&rn=0


Post: #1
Title: الزبون التعيس .. ! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 08-05-2021, 04:33 AM

03:33 AM August, 05 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح -



لم نزل نحن أهل السودان من أكثر الشعوب المتشبثة بعاداتها وتقاليدها وعموم ثقافاتها المحلية ، وذلك في واقع الأمر شيئ إيجابي إذا ما أُخذ من زاوية الحفاظ على التاريخ والهوية وكذلك تأصيلاً لعاطفة الإنتماء إلى الأرض والبيئة والمجتمع الكبير ، غير أن بعض تلك العادت والتقاليد والمفاهيم ، في حقيقة الأمر غير صحيحة وسلبية ومُضره ، ويكون التخلي والتبرؤ منها معولاً إيجابياً في سبيل ضمان أمان وتطور المجتمع بالقدر الذي يجعلنا مؤيدين لكل التفاعلات الرسمية والمجتمعية الداعية إلى التخلص من مثل تلك العادات ، والتي يكون بعضها مُضراً بحياة الإنسان الجسدية والنفسية ، كعادة ختان الإناث أو الزواج المبكر للفتيات اللائي لم يتجاوزن مرحلة الطفوله ، والبعض الآخر من تلك العادت الضارة يكون له أثر على حركة التنمية الإجتماعية والنمو الإقتصادي للفرد والجماعة ، وربما إمتد أثرهُ إلى وصم الأمة بأجمعها بصفات هي في الحقيقة ليست مطلقة في كل فردٍ فيها ولكنها مؤثِّرة لدي الغير خصوصاً في الخارج ، مثال ذلك أن كماً هائلاً من الإخوة الخليجيين يعتقدون إعتقاداً جازماً بأن السوداني كسول ولا يقوى العمل المضني ، ولم يكن ذلك إلا عبر ملاحظتهم لمجموعة من العادات والتقاليد التي نتوارثها ، ثم نقوم بنقلها معنا إلى خارج البلاد لتصبح نمطاً يشتهر به السوداني ، ثم يتطوَّر ليضع الإنطباع لدى الغير من المتفحِّصين لسكناتنا وحركاتنا بأننا لا نكترث لفضيلة العطاء في العمل والمثابرة ، والعادات هي عمل متوارث وجماعي يأخذ شرعيته من إلتفاف الناس حولهُ وإقرارهم الضمني بجوازه إلى أن يصبح عُرفاً ، أقول هذا وأنا أتأمل في حال ثقافة التجارة والبيع والشراء في أسواقنا ، عندما تدخل محلاً لبيع المواد الغذائية أو لبيع الملابس ، تجد البائع ومساعديه يجلسون القرفصاء حول طبق الطعام ، وعندما تدخل ينظرون إليك نظرة المُستثقِل ، مما يجعلك وأنت المُشتري أو الزبون تشعر بالحرج وكأنك أتيت في الوقت غير المناسب أو تطَّفلت على قومٍ يأكلون ، وكنت قد عملتُ في المملكة العربية السعودية زهاء الإثني عشر عاماً ، لا أذكر فيه البته أني دخلت محلاً أو مكتباً يقدم سلعة أو خدمة لأجد من يبيع أو من يستقبل العملاء فيه يتناول وجبه ، ولم أجد (لعادة) الفطور أو عموم الأكل في مكان العمل شبيهاً في أيي مكان زرته خارج السودان كما يحدث هنا ، بقالات وصيدليات ومحال تعمل طوال اليوم في بلدانٍ شتى ولا أدري متى يتناول القائمين عليها وجباتهم ، وللحقيقة من المؤكد أنهم يأكلون ولكن بنظام وتناوُب وسرعة ودون أواني وصواني وأباريق ومفارش على أبواب المحلات ، متى تنتهي في بلادنا عادة الأكل (الموهَّط) أثناء ساعات العمل فيما يسمى بوجبة الفطور ، وها أنا وغيري نعاني من وجبتي الغداء والعشاء في كثير من مراكز الخدمات التجاريه والمحلات الصغيرة والكبيرة ، نحن أناس لا نفقه في أمر التجارة شيئاً من زاوية إحترام العميل أو الزبون وإكتساب وُدهِ ليعود مرةً أخرى للشراء ، أهل حضرموت أساطين التجارة في العالم لديهم مثل يقول (التاجر مطية الزبون) .. ترى هل نرعوي.

<الزبون التعيس.docx>
<هيثم الفضل.jpg>