حُسن الظن ( المؤقَّت ) ..! بقلم:هيثم الفضل

حُسن الظن ( المؤقَّت ) ..! بقلم:هيثم الفضل


08-04-2021, 10:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1628071105&rn=0


Post: #1
Title: حُسن الظن ( المؤقَّت ) ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 08-04-2021, 10:58 AM

09:58 AM August, 04 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح – هيثم الفضل



أنا على قناعة تامة لا ينازعها الشك ، أن الثقافة الجمعية للشعوب قابلة للتغيير والتبديل والتعديل ، بسبب تأثير (سلوكيات) وتوجٌهات الحكومات ، خصوصاً إذا كانت هذه الحكومات شمولية ويُسيطِّرعليها إتجاه آيدلوجي وفكري واحد ، كما يدعم ذلك أيضاً توفَّر شرط بقاءها وتشبُّثها بالحكم أزماناً طويلة ، تماماً كما كان أمر الإنقاذ البائدة ، فالفساد الحكومي على مستوى مؤسسات الحكم السياسي والإداري وما يكتنف إجراءاتها وقراراتها ومعاملاتها من تجاوزات تتصادم مع مباديء العدالة والمساواة وإيفاء الحقوق لمستحقيها ، هو من بابٍ آخر (دعوة) صريحة لعامة الناس و(توجيه) واضح المعالم للمجتمع ، لتبَّني وممارسة مُجمل الإختلالات الأخلاقية والقيِّمية التي (تتسِق) مع مظهر ومضمون حركة الفساد بكافة أشكالها داخل منظومة الدولة ومؤسسات القطاع العام والخاص ، لتنساق في النهاية نحو التأثير السلبي على كافة المُعاملات التي تجري بين العامة أياً كان شكلها ومضمون ، كما أنها سوف تتراءى واضحة في أساليب ومناهج تحليل الوقائع والحُكم على الأشياء.

فمن شدة فُقدان الناس ثقتهم المبدئية في رجُل السلطة ، أصبح كل ما يمكن أن يُشير إلى نزاهته وإنحيازه للعدالة والتواضع وعدم الإلتفات للمصالح الشخصية ، هو بـ (الضرورة) حالة من (التمويه) المُتعمَّد للتغطية على فسادٍ ما ، قد تكون فرضية وجوده تحتمل إلى حدٍ بعيد عدم المثول في الواقع ، فالوضع النفسي العام لرجُل الشارع المُنهك بصعوبات الحصول على ضروريات الحياة ، فضلاً عن ما تم إختزانهُ في الوجدان الجمعي فيما سبق من فسادٍ غير مسبوق وظُلم إجتماعي غير مطروق ، يدفع الناس (قسراً) إلى إفتراض سوء النوايا ، وإعتبار كل مسئول وصاحب سُلطة (مُتهَّم حتى تثبت براءته).

والشواهد كثيرة على منصات التواصل الإجتماعي ووقائع (ونسات) المدينة ، فإن زار حميدتي البرهان للتهنئة بالعيد ، فسَّر الناس ذلك بمحاولة توافُّق بين العسكر والدعم السريع للإلتفاف على مشروع إندماج كافة الجيوش في قوة عسكرية وطنية واحدة ، وما من دليل على ذلك ، وإذا قرَّر مبارك أردول مدير عام شركة الموارد المعدنية تنزيل مبدأ تواصل القيادة الإدارية مع الكوادر الدُنيا في الشركة إلى أرض الواقع عبر قيادة حافلة الترحيل الخاصة بصغار الموظفين يوم الأحد الماضي ، إعتبر البعض ذلك نوعاً (التذاكي) و(المُبالغة) في الترويج لوصف نفسهُ بالتواضع ، وإن تحدَّث رئيس الوزراء عن أهمية (وحدة داعمي الثورة) من المؤمنين بمبادئها وشعاراتها (كمؤشِّر) إستراتيجي لنجاح مُخطَّطات التغيير والخروج من عُنق الزُجاجة ، فسر بعضهم ذلك بأنه دعوة صريحة (لمصالحة) مع المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية.

نحتاج إلى الكثير من الوقت الذي يتيح لنا قدراً (معقولاً) من التجارُب في التعامل مع الكثير من الوقائع (خارج) إطار ذاكرتنا المليئة بمرارات الماضي ، حتى نستوعب مبدأ التفكير الإيجابي ، والإنطلاق من بؤرة التفاؤل وحسن الظن ، فمثلما يرى البلجيكيون إستخدام رئيس وزرائهم الدراجة الهوائية للوصول إلى مكتبه كل يوم شيئاً عادياً وطبيعياً بل (واجباً) ومن الضرورة أن يكون ، أتمنى أن يأتي يوم على السودانيين أن يؤمنوا ولو من باب (حُسن الظن المؤقَّت) أن قياداتهم ونافذيهم وأصحاب السلطة في بلادهم على قدرٍ لا يقبل الشك (مبدئياً) من النزاهة والتواضع والعفة والإنحياز للعدالة والقوانين والأنظمة ، وأن الإستثناء والوضع غير الطبيعي هو أن يكون بينهم فاسد ومُعتدٍ على حقوق ومُكتسبات المواطن والوطن.
<حُسن الظن المؤقَّت.docx>
<هيثم الفضل.jpg>