مش لما ننظفو أول..!! بقلم:كمال الهِدَي

مش لما ننظفو أول..!! بقلم:كمال الهِدَي


08-03-2021, 03:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1628001422&rn=1


Post: #1
Title: مش لما ننظفو أول..!! بقلم:كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 08-03-2021, 03:37 PM
Parent: #0

02:37 PM August, 03 2021

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





تأمُلات



. كلما علقنا على الأوساخ والقاذورات التي تغمر عاصمتنا غير الحضارية، اكتشفنا أن الوضع أسوأ بكثير عما علقنا حوله.

. وكلما وقفنا على بؤس شارع أو سوق وجدنا ما هو أشد منه بؤساً وقذارة.

. الفيديو المرفق للسوق المركزي بالخرطوم، عاصمة هذا السودان البلد الكبير العريق الذي يتباهى أهله بجمال خصالهم وانفتاح أذهانهم وأصالة معدنهم، والأهم من ذلك بدينهم.

. شيء مقرف لحد القرف أن يكون هذا حال سوق يبتاع منه الناس ما يدخل بطونهم، وفي عاصمة بلد فجر أهله واحدة من أعظم الثورات في العصر الحديث.

. يفترض أن نخجل جميعاً من أنفسنا يا قوم ونحن نعيش ونتسبب في تكديس كل هذه القاذورات.

. ولا أعرف ما هي مهام السيد والي الخرطوم، ولأي سبب يخرج كل صباح في حلة زاهية متوجهاً لمكتبه في الولاية!!

ولاية هذا حالها يفترض أن يطأطيء أي مسئول فيها رأسه خجلاً ويترجلوا جميعاً عن مناصب لا يقدمون من خلالها أبسط ما يُتوقع من أي مسئول.

. ونحن أيضاً كمواطنين لابد أن نستحي من أنفسنا على تعايشنا (المرضي) مع كل هذا الوسخ.

. ولا أظن أن شعباً في هذا الكون يفوقنا وسخاً وقذارة ولا مبالاة لدرجة أن تنتاول أكلنا من وسط العفن.

. أحد أهم شعارات الثورة التي رفعها الشباب تمثل في (حا نبنيهو) ، ولا أدري كيف لشعب عاجز عن تنظيف بيئته وشوارعه وأسواقه أن يبني وطناً!

. من يتابع قنواتنا الفضائية و(يشوف) الوجوه المفسوخة والملابس الأنيقة والاعلانات الباذخة، أو الوجبات الدسمة، أو يتابع النقاشات حول هذه المطربة أو ذاك الفنان، أو يدخل الكثير من البيوت المفروشة بأفخم الأثاث لا يصدق أن هذا الشعب هو ذات الشعب الذي يحتمل، بل ويساهم في كل هذه القذارة التي تملأ الشوارع والأسواق وجُل الأماكن العامة.

. لن تنظف عاصمتنا إطلاقاً طالما أننا لا نتضايق من الوسخ ولا نقرف من القاذورات.

. لن تنظف مدننا ما دام مسئولينا أبرد من ألواح الثلج وفي غياب قوانين ولوائح تفرض على الفرد أن يتعامل مع الأماكن العامة والشوارع مثلما يتعامل مع بيته الذي يحرص على نظافته وترتيبه وجمال محتوياته.

. سلوكياتنا في الشوارع والأسواق والساحات العامة لا تمت للإسلام أو التحضر بأدنى صلة، ولنبدأ بالاعتراف بهذه الحقيقة عسى أن يقودنا ذلك للخطوة التالية.