نقود البلهاء بقلم:د.أمل الكردفاني

10:07 PM July, 28 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

أمريكا علمت البشر من أين تؤكل الكتف، تدفع مليار ومائتي الف قرض تجسيري وتأخذه في اليوم الثاني من صندوق النقد وفوقه فوائد تستقطع من قروض أخرى..قبلها حصلت على مئات الملايين من الدولارات لتعويض شهداء المدمرة كول من حكومة حمدوك، بواقع قرابة عشر مليون دولار لكل أسرة، في حين لم تحصل اسر شهداء فض الاعتصام إلا على لوك سيرة الشهداء عند كل مسؤول انتهازي يبدأ حديثه بالترحم على ارواح الشهداء ثم يعمل (رايح) بعد أن حصل على منصبه.
طيب عاملوا اسر شهداء السودان مثل أسر شهداء امريكا..
ما علينا، في النهاية، كل شاة معلقة من عرقوبها.
علمت امريكا البشر الفكر الرأسمالي المتوحش، كيف تستغل كل إمكانياتك لتحصل على المال، وجعلت العالم قاسياً جداً بدون أي رحمة ولا دعم اجتماعي، لذلك ارتفعت معدلات الجريمة بشكل كبير، لأن الإنسان الذي لا يفهم من العالم سوى كسب المال سوف لن يرعوي عن اقتراف أي سلوك للحصول على المال.
العدالة الإجتماعية التي نادت بها الثورة ذهبت أدراج الرياح كما ذهبت دماء القتلى هدراً، وحمدوك سيحول السودان إلى دولة إما أن تملك فيها مالاً أو تموت فيها تحت السلم. لأن الحكومة رفعت يدها عن أي دور اجتماعي. وهذا خطر جداً لدولة تعاني من ضعف البنية التحتية، وانهيار القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية، وتنتشر فيها الرشوة وباقي صور الفساد.
لقد تعلم الإنسان السوداني السرقة وأكل مال الحرام، بسبب فساد الكيزان، وكان من المفترض أن تأتي الثورة لتعدل الموازين، لكنها سُرقت عبر تجمع الوهميين وباقي قحط، وتقاسمها أراذل القوم وشذاذ الآفاق، من عملاء وجواسيس ومتملقين وانتهازيين.
هناك كارثة كبرى، ليست اقتصادية، بل كارثة أن نتحول لدولة لا يهتم فيها البني آدم سوى بقلع القروش من يد الآخرين واللقمة من أفواههم، هذه كارثة كبرى.
لقد اصبح الإنسان السوداني يعتقد أن هذا الأمر طبيعي، أي أن يسرق أموال الآخرين.
هنتك تسعة طويلة الذين يخطفون الموبايلات، ولكن هؤلاء أقل خطرا من تسعة طويلة الذين يسرقون أموال الشعب بالملايين، أموال المزارعين والرعاة والموظفين وستات الشاي، والعمال.
عدنا مرة أخرى لفساد لا يقل عن فساد الكيزان، رغم أننا طالبنا منذ أول يوم بإقرار (قانون إبراء الذمة)، حيث يجب على كل مسؤول أن يكشف عن ذمته المالية أمام الشعب وإلا فعليه أن يستقيل أو لا يعمل في الوظيفة العامة. لكن القحاطة بأسرهم تجاهلوا ذلك ووضعوا مادة تافهة في الوثيقة الدستورية هي مجرد تكرار لقانون الكيزان.
لماذا لم يقم أي مسؤول في لجنة التمكين بالكشف عن ممتلكاته قبل وبعد تقلده للعمل في اللجنة؟
لماذا لم يفرض على الوزراء الكشف عن ممتلكاتهم قبل وبعد العمل في الوزارة؟
ما هي ممتلكات البرهان؟ ومن أين حصل عليها؟
ما هي ممتلكات التعايشي؟ ومن أين حصل عليها؟
ما هي ممتلكات الكباشي؟ ومن أين حصل عليها؟
ما هي ممتلكات حميدتي؟ ومن أين حصل عليها؟
ما هي ممتلكات حمدوك؟ ومن أين حصل عليها؟
ما هي ممتلكات خالد سلك؟ ومن أين حصل عليها؟
ما هي ممتلكات وجدي صالح؟ ومن أين حصل عليها؟
ما هي ممتلكات....؟ ومن أين حصل عليها..
ما هي ممتلكات مريم الصادق؟ ومن أين حصلت عليها؟
ما هي ممتلكات مدني جرادل؟ ومن أين حصل عليها؟
ما هي ممتلكات نصر الدين؟ ومن أين حصل عليها؟
سأقوم يوما ما بإيراد بعض القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد والكسب غير المشروع في الدول العربية والغدول الغربية (خاصة إيرلندا الشمالية، وأستراليا) بالإضافة إلى بريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية لتعرفوا كيف يكون إبراء الذمة الحقيقي وليس (كلفتة) حكومة حمدوك المتواطأة مع العسكر..
ومبدئياً فللنظر للقوانين التالية:
١- ألزم القانون الجزائري أي موظف عام بواجب التصريح بممتلكاته قبل وبعد وأثناء توليه الوظيفة العموميى في المادة (٤) من القانون. وتعاقب المادة ٣٦ على عدم التصريح أو التصريح الكاذب بالحبس ٦ أشهر إلى خمس سنوات وبالغرامة. ويحتوي التصريح حسب المادة الخامسة جردا للأملاك العقارية والمنقولة التي يحوزها الموظف او اولاده القصر ولو في الشيوع خارج او داخل الجزائر.
٢-اللائحة التنظيمية للقانون العراقي والتي ألزمت الموظفين باقرارات الذمة عن ممتلكاتهم بل وعن ديونهم بما يشبه أوامر UWOs البريطاني والإيرلندي.
٣- المواد من ٥ وما بعدها من قانون رقم ٦٤ للتصريح بالمكاسب المصري.
فأين نحن من هذا وغيره؟
طبعا لن يضعوا أي قانون حقيقي لأنهم لا يتصارعون حول السلطة من اجل التنمية بل من اجل الفساد..والفساد لا يعيش في ظل انظمة قانونية قوية.
إن البكتريا والحشرات لا تعيش الا في القمامة والاوساخ والمراحيض..
أجارنا الله وإياكم.
عذرا للأخطاء الإملائية صلحوها براكم