السائحون القحاطة والسائحون الكيزان بقلم:د.أمل الكردفاني

السائحون القحاطة والسائحون الكيزان بقلم:د.أمل الكردفاني


07-25-2021, 04:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1627226518&rn=0


Post: #1
Title: السائحون القحاطة والسائحون الكيزان بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 07-25-2021, 04:21 PM

03:21 PM July, 25 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




كنا كلما انتقدنا نظام البشير وانهيار الدولة، خرج لنا سايح من (سايحيهم)
وقال:
البشير هو الأنشأ كبري كذا وكبري كذا وطريق كذا وطريق كذا، هو الفتح جامعات في ولايات السودان، هو ...الخ.
ثم يشتمنا باعتبارنا شيوعيين كفرة..
واليوم السائح القحاطي يأتي فيقول ما قاله صنوه، حمدوك اعاد العلاقات الخارجية وصرف عنا شيطان الحظر، ...الخ
ويصف كل من ناهض هذه الأوهام بالكوز المسلم.
فلا كنا شيوعيين كفرة ولا صرنا كيزان مسلمين ولا ما قالوه حقيقة...إنما كل يغني على ليلاه..
كل التداعيات منذ ما قبل سقوط البشير تؤكد أنه لا شيء جديد وحقيقي ينبئ بمستقبل مستقر سياسياً أو اقتصادياً، بل نرى أن المسألة تتجه بقوة نحو تمكين جديد لأولاد صغار السن من الشمال بغرض السيطرة على الرأسمال قابضين على الاقتصاد القومي. وبالتالي مسيطرين على موجهات الحكم تحت رقابة الاستخبارات الدولية، بالشراكة مع العسكر، وأن العلاقة بينهم وبين العسكر (سمن على عسل)، رغم المسرحيات التي يتبادلون فيها تلك الأدوار لتشتيت انتباه الشعب عنهم. تماما كما يفعلون في شرق السودان بضرب النسيج الاجتماعي وتقسيم مكوناته القبلية كما فعلوا في دارفور والنيل الأزرق من قبل، وسابقا جنوب السودان حينما كانوا يدعمون رياك مشار وأتور وغيره، بغرض استنصار بعض المكونات بهم ومن ثم السيطرة على موارد الشرق أو على الأقل منعه من أخذ حقوقه، وثرواته المتلتلة في جيوب شركات التعدين الفاسدة.
لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، فعندما يرفض حمدوك والعسكر القيام بمؤتمر جامع، حتى لا يكونوا أقلية وحتى لا يحصل الجميع على حقوقهم بالتساوي، فإن هذا الخلل لن يؤدي لإستقرار الدولة، ولا لاستقرار ما ينفذونه من أجندة خارجية تخصهم وتخص مصالحهم. بل على العكس، ستظل البلد ملتهبة، وسيتكاثر المطالبون بحقوقهم، كالجوكي الذي ما أن يسدد قيمة شيك حتى (يطلع ليه بلاغ بشيك جديد).
فاسلوب الجوكيات هذا ووضع طاقية هذا في رأس ذاك ليس بحل بل تغذية لمزيد من الإنهيار، وتفاقم تقيح الجروح، وتعفنها، مما سيسفر أخيراً عن استئصال الطرف المريض. وفي النهاية لن يجد الشماليون أنفسهم إلا في سريحة صغيرة تمتد من الجيلي وحتى حلفا.
ولكي نتجنب جميعنا هذه النتيجة المؤلمة، فيجب أن نجلس جميعنا على الأرض بلا استثناء أو محاولات تذاكي وفهلوة، للخروج بصيغة حكم وإدارة قومية، ومساواة حقيقية لا عطية يد عُليا ليد سفلى(عطية جوبا الكاذبة، والدوحة من قبلها وانجمينا ..الخ).
هم جميعهم يرفضون تلك الحلول الجذرية لأنه ليس في صالحهم التخلي عن مكتسباتهم وانتقاص ثرواتهم وسلطاتهم. لكنهم لا يدركون بأن ذلك سيحدث بطريقة أسوأ مما لو حدثت المساواة بطريقة سلمية ونوايا صافية. لأننا في القرن الحادي والعشرين، وفي عصر الفضائيات والانترنت، والعالم لم يعد حملاً بريئاً بل يرى ويفهم ويعرف كل شيء. ويعرف الحق من الباطل، والمبادرات الوهمية (كمبادرة حمدوك) من المبادرات الجادة، وكل شخص أصبح يعرف مصلحته جيداً في هذا البلد.
لذلك نرجوا أن لا يستمر حمدوك في تضييع زمنه وزمننا، وأن يصبح أكثر جدية في إدارته للدولة، فنظام رزق اليوم باليوم فشل فيه الكيزان وكانوا أشد منه قوة وأكثر نفيرا.