تلك الجزيرة بقلب العاصمة السودانية تعاني من فوبيا التقدم !! بقلم الكاتب السوداني/ عمرعيسى محمد أحمد

تلك الجزيرة بقلب العاصمة السودانية تعاني من فوبيا التقدم !! بقلم الكاتب السوداني/ عمرعيسى محمد أحمد


07-25-2021, 07:43 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1627195436&rn=0


Post: #1
Title: تلك الجزيرة بقلب العاصمة السودانية تعاني من فوبيا التقدم !! بقلم الكاتب السوداني/ عمرعيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 07-25-2021, 07:43 AM

06:43 AM July, 25 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

تلك الجزيرة بقلب العاصمة السودانية تعاني من فوبيا التقدم !!

هنالك فرق شاسع بين التمسك بالحقوق المشروعة الثابتة وبين التمسك بذلك القديم البالي الذي لا يجاري ولا يواكب العصر ،، السجلات في أروقة الأراضي تؤكد بأن تلك السواقي في طول الجزيرة وعرضها هي ملك خالص لأهلها دون أي جدال أو نقاش ,، ولم تكن في أية لحظة من اللحظات موضع نزاع وانتزاع ،، ولا يلوم أحد أهل تلك الجزيرة حين يتمسكون بتلك الجزيرة وبتلك الأراضي والسواقي المشروعة ،، ولكن قد جاء الوقت ليجلس أهل تلك الجزيرة حول مائدة مستديرة مع بعضهم البعض ليتناولوا أمر تلك الجزيرة من الألف للياء ،، وأن يتدارسوا ويتفاكروا في تلك السبل والوسائل الحديثة التي ترتقي بالجزيرة إلى الأحسن والأفضل ،، جاء الوقت لتتحول تلك الجزيرة لتواكب متطلبات العصر والتكنولوجيا ،، ولا يعقل إطلاقاً أن يكتفي الناس في تلك الجزيرة فقط بذلك الجسر الذي يربط الجزيرة بالبر الجنوبي أو بالبر الشرقي أو بالبر الغربي ،، وذلك الإنسان الذي يزور تلك الجزيرة لأول مرة يتفاجأ بمقدار العشوائية والتخبط الشديد في كافة مجالات التخطيط العمراني والإسكاني بتلك الجزيرة ،، حيث لا توجد إطلاقاً تلك اللمسات التي تؤكد بأن تلك الجزيرة كانت تواكب الحداثة في يوم من الأيام ،، بل ظلت تتمسك بذلك القديم البالي رغم تلك العيوب الكثيرة والكثيرة ،،والصورة العامة لتلك الجزيرة حالياَ تؤكد بأن تلك الجزيرة تخلو كلياَ من تلك الطرق والشوارع الواسعة المستقيمة في أية ناحية من نواحي الجزيرة ،، كما أن تلك المناطق الإسكانية تخلو كلياَ من تلك اللمسات الجميلة ومن تلك الميادين التي تواكب المكانة العصرية لجزيرة تتواجد في قلب العاصمة السودانية ،، وبالمختصر المفيد فإن ذلك المثل السوداني الشعبي الشائع يجري على تلك الجزيرة ،، حيث ذلك المثل الذي يقول : ( من برا هلا هلا !! ومن جوة يعلم الله ) ،،، الأطراف في تلك الجزيرة العاصمية توحي بأن تلك الجزيرة تواكب العصر بكل القياسات ،، بينما أن تلك الحقائق في أرض الواقع وفي أعماق الجزيرة تؤكد بأن تلك الجزيرة تعيش بعيدة عن مظاهر العصر بكل القياسات .

ذلك الموقع الجميل الذي تحتله الجزيرة في قلب العاصمة السودانية يقتضي تلك النقلة النوعية الجديدة العاجلة ،، وفي نفس الوقت يقتضي من أهل الجزيرة أن يتجردوا من ذلك التمسك الأعمى لمظاهر الماضي العقيمة بأي شكل من الأشكال ،، ويبدو أن عادة التمسك بالأعراف القديمة هي عادة موروثة من الأصول ( النوبية ) التي ينتمون إليها في الأساس ،، وهي نفس العادة والأفكار البالية المتوفرة لدى البعض من أبناء ( النوبة ) بالشمال السوداني ،، حيث هؤلاء الأبناء الذين لا يفرقون كلياً بين التمسك بالآثار النوبية التاريخية المفيدة الهامة القيمة وبين التمسك بتلك المناطق والأحجار والجبال النوبية بحجة الاحتفاظ بالحضارة النوبية !!،، منتهى الجهل والبلاهة لمعاني التمسك بالحضارة ،، ومنتهى النقص في معدلات التفكير ،، وهو ذلك الجهل المطبق المقرون بالتعصب الشديد في بعض الأحيان ،، وذلك الجهل والتمسك بالأحجار والجبال كان السبب الأساسي في عدم تقدم بلاد النوبة نحو الأمام في يوم من الأيام ،، وتلك الحقائق تؤكد بأن دولة ( الصين الشعبية ) التي تعد من أكثر دول العالم التي تملك تلك الآثار والحضارات التاريخية لم تتوقف إطلاقاَ عن التخطيط والبناء والتعمير في لحظة من اللحظات بحجة الحفاظ على حضاراتها التاريخية القديمة ،، ولم تحتفظ بتلك الأحجار والجبال والصخور دون المساس كما ينادي به البعض من أبناء النوبة البلهاء ،، بل هي تلك الدولة العظمى التي تخرق الجبال التي تعج بتلك الآثار التاريخية،، وتوجد تلك الأنفاق لآلاف وآلاف الكيلومترات في أعماق الجبال من أجل إرساء تلك البنية التحتية التي تفيد البلاد ،، وتقيم الآلاف والآلاف من السدود والجسور في أرجاءها دون تلك التحفظات البلهاء ،، ومع الأسف الشديد يوجد اليوم بين أبناء النوبة هؤلاء الذين لا يفرقون بين الاحتفاظ بالآثار وبين الاحتفاظ بالأحجار !!