فلذات أكبادكم يا أهلنا! بقلم:كمال الهِدي

فلذات أكبادكم يا أهلنا! بقلم:كمال الهِدي


07-22-2021, 10:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626989436&rn=0


Post: #1
Title: فلذات أكبادكم يا أهلنا! بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 07-22-2021, 10:30 PM

09:30 PM July, 22 2021

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تأمُلات



. لم أصدق عيني وأذني للوهلة الأولى حين وقعتا وسمعتا بعض ما جاء في فيديو منقول عن قناة الجزيرة.

. فقد استضاف أحد مراسلي القناة طفلين سودانيين لم يتعديا الخامسة عشرة كانا ضمن ضحايا الأشرار من تجار البشر الذين ظلوا يصطادون شباب بلدنا بإغراء الهجرة لغرب يظن هؤلاء الشباب أن كل شيء فيه سيكون يسيراً، وأنهم سيحظون هناك بعيشة هانئة بعيداً عن منغصات بلدنا التي تحصى ولا تعد.

. لكن أن يتمكن منا الاحباط وخيبة الأمل في حكوماتنا المتعاقبة درجة أن تضحي بعض الأسر السودانية بصغارها من أجل دولارات بعيدة المنال فهذا ما صعقني وآلمني حقيقة.

. مهما اشتدت بنا الكروب وضاقت بنا سبل العيش فلا يصدق عاقل أن تبيع بعض العائلات أبناءها بهذه الأثمان الزهيدة.

. وهب يا رب العائلة (الجشع المستهتر) أن ابنك الذي لم يبلغ سن الرشد قد بلغ مقصده سالماً معافى، ولم تتخطفه أسماك القرش، أو يهدد حياته الوحوش الأوغاد تجار البشر، فماذا هو فاعل في ذلك المقصد وهو في هذا العمر الصغير!!

. لنقل أن الطفلين الذين تحدثا في الفيديو عن المصاعب التي واجهتهما في الصحراء واعتداءات تجار البشر عليهما، لنقل أنهما وصلا لإحدى المدن الإيطالية مثلاً وهما في حفظ الله وأمانه، فكيف سيتصرفان هناك وما الذي يمكنهما فعله وبأي الوسائل سيكسبا قوت يومهما!

. هؤلاء فلذات أكبادكم يا أهلنا وسيسألكم عنهم رب العباد في ذلك اليوم المشهود، وبالطبع لن تشفع لكم مبررات خائبة من شاكلة " الحياة صارت جحيماً لا يُطاق في بلدنا".

. منذ أيام تحسرت على حال بعض بنتاتنا اللاتي ملأن وسائل التواصل الاجتماعي بغزل مفضوح وسافر وقبيح في ابن الفنان الكبير محمد الأمين حين ظهر الشاب (عادي الملامح) بجوار والده.

. يومها قلت لنفسي كيف تسمح بعض الأسر السودانية لبناتها بنشر مثل هذه العبارات الفاضحة مع كتابة أسمائهن كاملة وغير منقوصة.

. فإذا بي أفاجا بعد يومين اثنين بفيديو الطفلين موضوع هذا المقال.

. كل العشم أن تراجع بعض العائلات حساباتها وتتذكر أن الظروف الاقتصادية الخانقة ليست مبرراً لإهمال الأبناء وتربيتهم.

. حكومتنا ومختلف مؤسساتها مسئولة أيضاً بشكل مباشر عن حماية هؤلاء الصغار والشباب من مثل هذه المصائر المجهولة، والرحلات المحفوفة بمخاطر جمة.

. قد يقول قائل أن بعض هؤلاء الصغار ربما يتخذون قرارات الهجرة دون علم ذويهم، وهذا أيضاً مؤشر لإهمال وقصور كبيرين في التربية.

. فلا يعقل أن يتخذ طفل في الخامسة عشرة من عمره خطوة بهذه الخطورة دون علم أهله لو كانت الأسرة متماسكة ويقف أعضاؤها على تفاصيل بعضهم البعض.

. نسأل الله اللطف ببلدنا وأهله.