الرد على اللواء المجذوب حول الترتيبات الأمنية بقلم:د.أمل الكردفاني

الرد على اللواء المجذوب حول الترتيبات الأمنية بقلم:د.أمل الكردفاني


07-22-2021, 12:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626954747&rn=0


Post: #1
Title: الرد على اللواء المجذوب حول الترتيبات الأمنية بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 07-22-2021, 12:52 PM

11:52 AM July, 22 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




نقلت صحيفة المرسال حديثاً عن اللواء ركن أمين إسماعيل المجذوب، انتقد فيه استيعاب جنود الحركات المسلحة واعتبره تقنيناً للبطالة، واعتبر أنه لن يمنح هؤلاء أي رتب عسكرية، بل سيتدرجوا مطبقين لائحة الإنضباط العسكري. بل أضاف فوق هذا أنه حتى قيادات الحركات المسلحة لن تحصل على أي رتب عسكرية بل سيتم اتباع نظام الوحدات.

أولا: بالنسبة للبطالة المقنعة:

سنعود ونتحدث عن استئثار الشماليين بالقوات المسلحة (وهذه حقيقة وليست عنصرية)، وليسأل السيد مجذوب؛ هل يمكن لأي فوراوي أو نوباوي او غيرهم القيام بانقلاب عسكري؟
الإجابة واضحة، ما كان بإمكان هؤلاء أن يقوموا بانقلاب عسكري، لأن الجيش محتكر لضباط شماليين مع تطعيم متنوع من بعض الهامش ولكن بنسبة محددة ودقيقة بحيث لا يستطيعون السيطرة على الجيش. ليس هذا فحسب، بل حتى الجنود لم يتم ترقيتهم ليكونوا ضباط، فالجيش ظل مقسوما إلى أغلبية مقاتلة من الهامش وأقلية قيادية من الشمال. (لذلك لا يمكن الحديث عن بطالة مقنعة) لأن البطالة صنيعة من قيادات مسيطرة على الدولة. جنود قوات الحركات المسلحة (الذين وصفهم المجذوب بالبطالة معتمداً -بخبث- على مسألة التعيينات العشوائية) هؤلاء هم من استطاعوا أن يفرضوا على المجذوب أن يوقع اتفاقية سلام جوبا. رغم دبابات ومدرعات وصواريخ القوات المسلحة، فإذا كان من استطاع أن يفرض عليك توقيع اتفاقية سلام عاطلا فهذا يعني أنك (المدجج بالسلاح والمشرعَن بالقوانين) أكثر عطالة منه.
ثانياً: قلنا دائماً أن الجيش يجب إعادة هيكلته ليكون جيشاً قومياً، عند التقديم للكلية الحربية أو العمل في الجيش يتم سؤالك عن قبيلتك، بل وضرورة حصولك على تزكية من أحد المسؤولين الشماليين (لقد كتبت في خانة من يزكيك= المزكي هو الله). لماذا احتاج لتزكية من شمالي لكي أدخل الجيش كضابط؟
المسألة ليست بهذه البساطة فالمسيطرون على الجيش، والذين يقومون بانقلابات ضد بعضهم ويسمون أنفسهم شهداء (٢٩ رمضان وغيرهم) أما قتلى الآخرين ففي النار؛ هؤلاء لديهم حسابات دقيقة جداً لخلق رجحان في الكم والنوع داخل القوات المسلحة، ولا أريد أن اذكر بعض الأسرار لوقائع تؤكد ما أقول.
ثالثا: الخطأ في اتفاقية جوبا ليست في تحديد عدد الجنود، الخطأ أن اتفاقية جوبا كلها جاءت عرجاء، لأن الجيش أساساً ما كان له أن يتدخل فيها، فالإتفاقية كان يجب أن تكون سياسية، تشمل كل قيادات الحركات بل والسياسيين لمناقشة بناء منظومة قومية شاملة للدولة، فيشارك الجميع (على قدم المساواة وكتفاً بكتف) وليس أن تشارك قيادة الحركات كمتسول يعطيها الجيش الشمالي من أعلى. هذا حل كاذب ووقتي لتحقيق أغراض سياسية. وقد حذرنا منذ وقت طويل (منذ أيام البشير) من مثل هذه الحلول البطريركية التي يرغب فيها الشمال بالحفاظ على سيطرته على مفاتيح الخزن.
رابعاً: أنه حتى لو تم منح جنود الحركات المسلحة رتباً عسكرية، فيجب من باب أولى منح جنود القوات المسلحة (من الهامش) أيضاً رتباً عسكرية والذين حرموا منها لعقود، فكيف تمنح من كان ضدك ولا تمنح من كان معك.
هل رأيتم كيف تدار هذه الدولة باللغوثة والفوضى.
إنني أوصي القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن يقدم لنا كشعوب مهمشة وغير مهمشة، خطة واضحة مفصلة وشاملة لإعادة بناء منظومة عسكرية وأمنية وشرطية تمثلنا جميعا، لنفحصها ونحللها ونقيمها ونعرف حقوقنا والتزاماتنا كمواطنين نحن وابناؤنا وأحفادنا نكون فيها جميعاً سواسية أمام القانون..فلا يكفي أن يكون اسمك المجذوب لتكون سيداً علينا تفرض شروط.
بلا جوبا بلا كلام فارغ..