تلقيت شيكات قادتني يافعة للحج بقلم:عواطف عبداللطيف

تلقيت شيكات قادتني يافعة للحج بقلم:عواطف عبداللطيف


07-21-2021, 04:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626880607&rn=0


Post: #1
Title: تلقيت شيكات قادتني يافعة للحج بقلم:عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 07-21-2021, 04:16 PM

03:16 PM July, 21 2021

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر



ظللت أتلقى شيكات الي مزدلفة ومنى الصفا والمروة في وقت لم أكن املك مالا وربما لميتعامل اي من اسرتي بالشيكات … أمي بت كانور فسرت ذلك خيرا موعودا .. فكلمااحكي لها بانني حلمت بورقة " شيك " مكتوب عليها أمكنة مباركة تسارع لعمل " البليلة" من اللوبيا والذرة الشامية وتوزعها للاطفال والجيران فقد ارتبط بوجدانها ان " الجودبالموجود " ومعتقدها الصدقة بالبليلة والتمر فضائل رمضان والسنة النبوية …
أخي محمد طيب الله مرقده كان يلح لخطوبة بنت الجيران ووادد امي و بأنه ينوي برهابالحج فرحت كثيرا وقالت له يا وليدي سأمسك شباك النبي وادعوا لك ونرجع العمرةلشراء " الشيلة " فقلت احج مع امي وفي ذلك الزمان لم يكن مسموح لغير المتزوجاتولاقل من اربعين عاما بالحج .. فدسست صورتي مع اوراق أمي وحينما استلمنا جوازبأسمي صادر من وزارة الداخلية وبه تاشيرة الحج لم يصدق أحد ذلك واكملنا الاجراءاتبسهولة ودون وسيط او رشوه .. وفي كامل الصحيان وليس حلما غادرنا مطار الخرطوموذاكرتي مختزنة بكيفية اداء المناسك والفروض ووصلنا لمكة المباركة ليلا فأخذنا الدليللاداء طواف القدوم وما ان رجعنا طلب من الفوج التحرك للسكن فتسابق الكل لكني عقدتيدي بيد أمي ودخلت لمكتب المطوف " أنا ما أروح سكن بعيد عنك أمي كبيرة وأنا صغيرة" زين .. زين .. وبجوار مكتبه أسرة سودانية تفترش الارض دعونا للجلوس معهم وكلماوصل حجاج اخذهم الدليل للسكن في امكنة بعيدة .. انتصف الليل وانقطع ضجيجالباصات واستلم المطوف جميع " كوتته "
وجاء بنفسه وهو يحمل رزمة مفاتيح ونادي أسمي وتلك الاسرة كان رجلا طيبا وقورا منهيئته .. تبعناه فاذا ببيت من الطين به غرفتين خصصت واحدة للرجال واخرى لي واميواثنين من الحاجات سقف الغرفة قصير جدا وارضيتها
حصير تملكني أحساس انها كانت لأحد صحابة رسول الله " رضوان الله عليهم " .. ولمنغفوا طويلا نادى المنادي لصلاة الصبح .. تسارعنا فاذا سكنا اقرب لباب السلام وإنتاخرنا وجدنا انفسنا منتظمين مع المصلين بالحرم وكأننا بأحد أروقته .. أدينا الفروضبتجلي وقبلنا الحجر الاسود وطفنا وسعينا
وبالمدينة المنورة مارست نفس الموال .. لا أسكن بعيدا عنكم .. فطلب المطوف من أحدالصبايا مرافقتي لايجار سكن قريب وشدد عليه ان يقف عند الباب و ادخل أنا لست الدار لمشاورتها لايجار غرفة أسفل سكنهم .. امراة سعودية شابة رحبت بي بحرارة واتصلتبزوجها التاجر فوافق .. قالت لي أي وقت لا تجدون حذاء زوجي جوار الباب ادخلوا عليووضعت لنا بثلاجتها طنجرة كبيرة للثلج .. واكرمتنا بفواكه متنوعة واصرت ان ناخذهاودلة قهوة لامي ..
كم هي أرض الحرمين حينما يتغلغل حبها بالدواخل وكأن بها جاذبية تحتوي الانسانوتدقدق بين مفاصله ومشاعره ومن يحط رحاله بمقامها ربما لا يعرف النوم سبيله فمابال وقد حملني اليها حلما تجسم في وريقة " شيك " ولم تقف المادة ولا الاجراءاتالصارمة وقتها حائلا ان أحج بيت الله وانا يافعة وأعكف يدي بيد أمي المبروكة وبذاتكرمها ورضاها طافت وسعت وقبلت الحجر الاسود بهمة وحيوية وشربنا ماء زمزم حتىالارتواء ولم ينقطع دعاؤها عفيتك يا عطوفة من شيل حكري ولبن شطري .. ودخلنا لمدينةجدة كانت غاية السعادة حينما زرنا قريبها عثمان صاحب أشهر مطعم سوداني بسوقشريف والذي اغترب منذ صباه واكرمنا بجولة لشراء هدايا الاهل وكان اقيمها جهاز راديوواسطوانات لاخي طيب الله ثراهم واسكنهم الفردوس الاعلي .. ويبقي للحديث بقية
عواطف عبداللطيف
[email protected]