إنتحار الحزب الشوعي السوداني (2) إنقلاب هاشم العطا بقلم:علي آدم حمد

إنتحار الحزب الشوعي السوداني (2) إنقلاب هاشم العطا بقلم:علي آدم حمد


07-21-2021, 02:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626875668&rn=1


Post: #1
Title: إنتحار الحزب الشوعي السوداني (2) إنقلاب هاشم العطا بقلم:علي آدم حمد
Author: علي ادم حمد امين الله
Date: 07-21-2021, 02:54 PM
Parent: #0

01:54 PM July, 21 2021

سودانيز اون لاين
علي ادم حمد امين الله-المانيا
مكتبتى
رابط مختصر



مَدَّ اليراع

توقفنا في الحلقة الماضية عند إقناع حركة الضباط الأحرار لعبدالخالق محجوب بالمشاركة في إنقلاب 25 مايو 1969 وذلك بتوفير الزخم والسند الشعبي للإنقلاب وفعلآ هذا ما حدث وقبل الخوض في غمار تلك الأحداث فلا بدا أن نوضح حقيقية هي من الأهمية بمكان وهي أن عبدالخالق محجوب (على مستواه الشخصي ) كان لا يؤمن بالإنقلابات العسكرية سبيل للتغير فهو كان إيمانه القاطع بأن التغير يجب أن يكون بحراك الجماهير والطبقة العاملة ( وهذه واحدة من أهم أدبيات الفكر الماركسي ومرتكزاته) فعبدالخالق كان رجل يمثل (خيار) بالنسبة للماركسيين واليسار في تلك الحقبة وكذلك (عصارة) جيل المثقفين والمتعلمين في ذلك الزمان وبناءآ على هذا وعلى كثيرآ من الأحداث والشواهد فعبدالخالق محجوب لم يكن على علاقة جيدة مع نظام (نميري) ولم تكن هناك علاقة وطيدة من (الأساس) بينه والنميري على الرغم من أن حكومة مايو الأولى كان معظم وزرائها من الحزب الشوعي .

بعدها إنقسم الحزب الشوعي وكعادة الأحزاب السودانية إلى فصيلين ، فصيل معارض لنميري وحكومته بقيادة السكرتير العام للحزب الشوعي عبدالخالق محجوب وفصيل مع النميري بقيادة (أحمد سليمان المحامي ،معاوية إبراهيم سورج ، وفاروق أبوعيسى ) وقيل ( منصور خالد )فيما بعد.

عبدالخالق محجوب تم الضغط عليه كم ذكرنا من قبل مجموعة الضباط الشوعيين داخل تنظيم الضباط الأحرار وبعض أعضاء الحزب الشوعي لقبول الأنقلاب وقبل على مضدد (وشرب المقلب الأول من العساكر) وبعد الإختلاف مع نميري بدأ عبدالخالق محجوب فصلآ جديدآ من النضال و كانت المضايقات والنفي خارج السودان وداخله وأخيرآ تم سجنه بمعصنع الذخيرة .

بالرغم من أن مجموعة الضباط الأحرار كانت تمثل كل قوى اليسار داخل الجيش قلب على تكوينها الشوعيين وهذا يفسر بأن الفكر الماركسي في ذلك الزمان كان يمثل حركة حقوقية تنادي بإسم العمال والكادحين والغلابه و تمدد هذا الفكر و أنتشر بسرعة خصوصآ بعد الثورة (البلشيفية) في روسيا والسودان كغيره من دول العالم تمدد فيه الفكر الماركسي وهذا الحديث يقودنا إلى تمدد حركة اليسار داخل الجيش وأن الحزب الشوعي يرى نفسه بأنه عراب اليسار في مشارق الأرض لذلك فهو الأحق بقيادة حركة إنقلاب مايو 25 ، ويرى ليس من حق اليسار الأخر الممثل في البعثيين والقوميون العرب في تنظيم (أحرار مايو) ليس من حقهم أن يسيطروا على الوضع وهذا من أهم أسباب قيام إنقلاب 19 يوليو 1971 .

على الطرف الأخر كان نظام النميري (يبني) تحالفاته وبسرعة البرق مع كل من مصر ( جمال عبدالناصر) وليبيا (القذافي) وكان الشرق الأوسط حينها منطقة (سخنه) بسبب حروب (أسرائيل والعرب) وكان عبدالناصر مهوسآ بالوحدة العربية لتوفير (القوة) العسكرية اللازمة والدعم المادي لمجابهة إسرائيل وفعلآ وصل الى وحدة مع سوريا وعمل على بناء علاقات جيدة مع كل من السودان وليبيا وأصدرت كل من مصر والسودان بطاقة (وأدي النيل) وأصبحت العلاقات العسكرية والسياسية والإقتصادية بينهم تجري بصورة أفضل في خضم كل هذه الأحداث قام بتاريخ 16 يوليو 1971 (النميري) بفصل (ثلاثة) اعضاء من مجلس قيادة الثورة وهم
1- هاشم العطا
2-بابكر النور
3-فاروق حمدالله
بحجة أنهم يقومون بتسريب محضر إجتماعات مجلس قيادة الثورة إلى الحزب الشوعي .

في الحلقة القادمة ان شاء الله سنتناول تهريب عبدالخالق محجوب من السجن والترتيب لقيام إنقلاب هاشم العطا و(شربه المقلب الثاني)

عيدكم مبارك

الأربعاء 21 يوليو 2021