الاضطرابات السياسية والأمنية في شرق السودان بقلم:عبد الله علي إبراهيم

الاضطرابات السياسية والأمنية في شرق السودان بقلم:عبد الله علي إبراهيم


07-16-2021, 11:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626475723&rn=0


Post: #1
Title: الاضطرابات السياسية والأمنية في شرق السودان بقلم:عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 07-16-2021, 11:48 PM

10:48 PM July, 17 2021

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




نقل لي معتز مكاوي هذا الخبر عن أوضاع العمال في شركة مروج عن "نشرة عمال السودان". وتضمن نداء للتضامن مع بخيت التوم الذي شردته الشركة لأدواره القيادية في طليعة مطالب عمال مروج.

وخطرت لي ملحة من زمن الشباب. كان بوسط الخرطوم مقصفان للأنس الليلي، رويال والشرق. كان رويال، عند مستشفى الخرطوم، لطلاب الجامعات والعامة المتيسرة نوعاً. أما الشرق، على شارع الجمهورية، فقد كان للأفندية. وكانت عادة أحد رواد رويال، متى انبسط، صاح: "يا باسط". وفي ليلة ما سمع أحد رواد رويال تصادف أن كان بالشرق الصيحة: "يا باسط". فقال ناس رويال جو.

فدحين ناس الطبقة العاملة جو.



سقط البشير ولكن لم يسقط جهاز القمع الذي كان يستخدمه في قمع الناس، ساءت أوضاع العمال بينما تحسنت أوضاع أصحاب العمل. هذا باختصار ما تعلمناه خلال سنتين من تحالف "المدنيين" مع العسكر.

بخيت التوم هو عامل سوداني ألهمته ثورة ديسمبر وشعاراتها ليدافع عن الظلم الذي تعرض له هو وزملاءه في شركة مروج للمواد الغذائية، ما أدى إلى فصله من العمل ومن ثم اعتقاله وتوجيه تهم إليه. سنسرد لكم هذه الوقائع في الفقرات التالية.

في ١٥ ابريل ٢٠٢٠ أبلغت شركة مروج عمالها بأن عليهم البقاء بالمنزل وعدم القدوم للعمل بسبب الإجراءات الاحترازية لوباء كورونا ابتداء من نفس التاريخ. قالت لهم إدارة الشركة بأن الترحيل سيتوفر لعدد معين من العمال، وعلى أولئك العمال الذين لا يشملهم الترحيل أن يعتبروا أنفسهم في إجازة، كان بخيت من ضمن العمال الذين أعطتهم الشركة "إجازة". بعد ذلك اتصلت إدارة الشركة بعدد من العمال وأبلغتهم بأن عليهم معاودة العمل. انتشر الخبر وسط باقي العمال ظناً منهم بأن الشركة ستعود لمستوى إنتاجها المعهود بعد انخفاضه بسبب إجراءات كورونا.

عاد العمال جميعاً للعمل بعد عيد الفطر، ولكنهم فوجئوا بعد أسبوع بأن الشركة قد فصلت جزءاً منهم متهمة إياهم بالتغيب خلال الفترة التي طلبت منهم عدم القدوم للعمل، بالرغم من أنها كانت تصرف لهم مرتباتهم خلالها! الأدهى والأمر أنها جعلتهم يعملون طوال هذا الأسبوع دون أن تخطرهم بقرار فصلهم! بعد أن اشتكى العمال الشركة في مكتب العمل، قرر مكتب العمل عدم قانونية الفصل وعاد العمال للشركة بعد خمسة أشهر من السعي لنيل حقهم ومتابعة الإجراءات المكتبية.

كان بخيت ضمن هؤلاء العمال وحالما عاد للعمل بعد قرار مكتب العمل، أيقن أن الحل لمواجهة كل هذا الاستغلال والظلم هو أن يتوحد العمال ليدافعوا عن حقوقهم. شرع بخيت بعدها مع زملائه في التخطيط لقيام نقابة في شركة مروج، ما جعله يقع تحت أنظار الإدارة التي بدأت تفكر في التخلص منه مرة أخرى.

في الخامس عشر من فبراير ٢٠٢١ نظّم العمال إضراباً في الوردية الأولى استمر ليوم واحد، طالبوا فيه الإدارة بالتالي:

١- فصل الأجر الإضافي من اليومي، حيث لا تفرق الشركة بينهما عند دفع مرتبات العاملين ما يجعلهم عرضة للاستغلال وعدم تلقي ما يستحقونه من أجر إضافي

٢- المطالبة بحوافز كورونا

٣- الحصول على فروقات سنة ٢٠٢٠ المالية

استدعت الإدارة بخيت بسبب تظلُّم قدمه لمكتب العمل يحتوي على نفس مطالب الإضراب المذكورة أعلاه. بالرغم من أن جميع هذه المطالب مشروعة قانونياً، تجرأت مروج على فصل بخيت. ليس ذلك فحسب، بل فصلت أخاه يوسف لأنه كان الشخص الذي قدم الورقة التي تحتوي على مطالب الإضراب للإدارة.

كتب بخيت مقالاً نشر بتاريخ ٢٥ مايو ٢٠٢١ بنشرة عمال السودان بعنوان (فردوس جهنمية). يذكر بخيت في هذا المقال ظروف العمل القاسية في مروج والتي وصفها بالجحيم وتناقضها مع صورة مروج البراقة في الإعلام ما يجعل البعض يعتقد بأن العمل فيها هو فردوس. كما تحدث كذلك عن الفصل الذي تعرض له هو وزملاءه.

في السابع من يوليو ٢٠٢١ تم اعتقال بخيت بعد بلاغ تقدمت به شركة مروج ضده بسبب مقاله، اتهمته فيه بإشانة السمعة تحت المواد ٢٥ و٢٦ من قانون جرائم المعلوماتية ٢٠٢٠. الغريب في الأمر أن هذا القانون غير متاح للاطلاع عليه، رغم ذلك يتم توجيه التهم وفقاً إليه.

إن ما حدث لبخيت يمكن أن يحدث لأي عامل ينتقد بيئة عمله، بل يمكن أن يحدث لأي شخص ينتقد أي شيء لا يعجب السلطة أياً كان مجاله.

نعلن في نشرة عمال السودان دعمنا اللامشروط وتضامننا الكامل مع بخيت التوم. فمعركته ضد مروج تمثل كل عمال السودان، وانتصاره فيها سيكون انتصار لكل العاملين بأجر، كما نطالب ب:

شطب البلاغ الموجه ضده فوراً.

الاعتراف بحق عمال مروج في التنظيم النقابي وعدم استهدافهم بسببه.

إسقاط جميع آليات تكميم الأفواه التي يستخدمها أصحاب العمل في مواجهة العمال بمباركة الدولة، وضمان حق الجميع في التعبير عن مظالمهم والإشكالات التي تواجههم.

حق الناس في المزيد من الشفافية والمشاركة في وضع القوانين التي تؤثر على حياتهم والتي يتم اجازتها بعيداً عنهم واستخدامها ضدهم لاحقاً.

ندعو كل المهتمين بأمر العدالة وحقوق العمال للمشاركة في حملة (كلنا بخيت) وذلك بنشر قصته وتفعيل الهاشتاغ #كلنا_بخيت. وذلك لتأكيد رقابة الرأي العام على تجاوزات الدولة وأصحاب العمل ضد العمال، فالتأمين الصحي وتوفير أدوات السلامة والإجازة السنوية وغيرها هي حقوق قانونية. لا ينبغي أن نسمح بتحويل المطالبة بهذه الحقوق الى جريمة يعاقب عليها "القانون".

لن ينكسر قلم بخيت، وستظل نشرة عمال السودان منبراً لكل العمال للتعبير عن مظالمهم والمطالبة بحقوقهم العادلة.

عاش نضال عمال السودان!

عاش نضال الطبقة العاملة!