التفجيرات والإغتيالات: من الذين يخيفهم إرتفاع صوت الشرق؟ بقلم:د.أمل الكردفاني

04:15 PM July, 12 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

أهل الشرق يعتقدون أن الواقع عندهم معقد، لأنهم قابعون في الداخل، حيث يرون الصراعات العرقية، مجموعات ترفض الإعتراف بأحقية أخرى في الوجود، غير أن أهل الشرق، مثلهم مثل أهل الجنوب سابقاً حينما كانت الصراعات القبلية تُدار من الخرطوم، النوير ضد الدينكا، مشار ضد سلفاكير، أتور ضد فلان.. علان ضد جون قرنق، كل تلك الصراعات تم بثها من الخرطوم، جون قرنق وحده تجاهلها ونصب عينيه حكم السودان بأسره. ولذلك نجح، فعادت الخرطوم لتمارس اللعبة في دارفور، وذاتها في الشرق، أهل الشرق يعتقدون أن المسألة تخصهم، وهذا غير صحيح، إنها لا تخصهم، إنها تخص موانئ الشرق وذهب الشرق ونفط الشرق وكل أموال الشرق (الإمارات الشرقية المتحدة). تماما كما تم إنشاء وتحريك داعش من قبل دول وإنشاء وتحريك الحشد الشعبي من قبل دول أخرى في العراق، حيث يتم تدريب هؤلاء وهؤلاء خارج العراق ثم تصديرهم لإدارة صراع صوري ووهمي (شيعي سني)، ولكن هذه مرحلة متقدمة، لم تبلغها أقاليم الهامش عندنا بعد.
أحياء البني عامر تتعرض لإبادة جماعية، تتقدم مليشيات ابو طيرة فتنظف ساحة المعركة وتنسحب لتتدخل عصابات صغيرة، لماذا تتدخل مليشيات حكومية لإبادة البني عامر إبادة جماعية؟
هذا لأن هذه سياسة فرق تسد، إثارة الفوضى كما حدث في دارفور، ليبقى المركز مهيمناً. اهل الشرق ينساقون وراء الإثارة والتجييش العاطفي، بدون وعي بالصورة الأكبر، وهي أن هناك أصواتاً بدأت تعلوا تطالب المركز بحقوق الشرق، وكلما تفتحت العيون وعلت الأصوات سيرسلون المزيد من المليشيات، المزيد من العصابات، المزيد من الإنشقاقات، المزيد من الدماء فيظن أهل الشرق أن المشكلة شرقية شرقية، كما كان أهل دافور يظنونها دارفورية دارفورية.
ترقبوا المزيد من التفجيرات، والاغتيالات، والمليشيات والعصابات، وترقبوا قطوعات شاملة في الكهرباء والماء والخبز والانترنت (حصار إقتصادي غير معلن). رسمي من حكومة البرهان. فللبرهان مآربه كما كان للبشير مآربه.
مع ذلك؛ سيخرج من أهل الشرق رجل تتمركز حوله القبائل، وتحيط بها النظارات، وتحميه جميع العرقيات، ليقودهم يوماً ما إلى الخلاص..وسيتم اغتياله.