يلا علينا جايّْ ..! بقلم:هيثم الفضل

يلا علينا جايّْ ..! بقلم:هيثم الفضل


07-12-2021, 05:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1626065350&rn=0


Post: #1
Title: يلا علينا جايّْ ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-12-2021, 05:49 AM

04:49 AM July, 12 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح –




الإعلانات في فضائياتنا وما أدراك ما الإعلانات ، يذكرني أمرها بسوق (أم دفسو) ، وسيناريوهات الحض على الشراء بواسطة الهُتاف والصياح و(يلا علينا جاي) ، وفي أمر إخراجها وحبكتها الدرامية ونصوصها الغنائية الفجة ما يُنبي عن أن من صنعوها لا يفقهون شيئاً عن إتقاد ذكاء الشعب السوداني وسمو ذوقه وقدرته الفائقة على النقد ، وفي ذلك نتيجة سلبية قاتله وفتاكة لمُنتج السلعة لأن إعلانه الذي دفع في إنتاجه و بثه (دم قلبه) ، أتاه بنتيجة سلبية بل مضادة فيما يتعلَّق بإنطباعات المُستهدف أو الزبون ، فبدلاً من أن ينبهر الناس عن طريق تعريف الإعلان بمميزات السلعة مما يدفعهم إلى إختيارها دون غيرها من المعروض في السوق وشرائها ، يتحوَّلون إلى نُقاد ومتهكِّمين لما يرونه من (لعب على الذقون) وعدم إحترام وتقدير لوعي المشاهد وذائقته الفنية الرفيعة تجاه ما يُشاهد ، وأغلب الحبكات الدرامية و التصويرية لإعلاناتنا المحلية لا يتناسب موضوعها مع شكل وموضوع السلعة المراد الترويج لها ، فما وجه العلاقة بين الإفصاح عن متانة وجودة خزان مياه وصورة شابة غيداء مُتزيَّنه تبتسم وهي تحتضنه بحنان وإبتسامة فاتره (المُحتضن سادتي هو الصهريج السعيد المحظوظ) ، وما علاقة أناس يؤدون الصلاة في حديقة عامة وسيدة وقورة تبتسم بلطف ومودة بما يدفعني لشراء صابون بودرة ، ثم ما الحكمة في دفع المستهلك لشراء أثاث من شركة مُعيَّنه لمُجرَّد سماعي لأغنية تمدح في الكراسي وغرف النوم بقافية واحده ومعاني لا تخرج من السماجة وإنعدام الحِس الفني والإبداعي ، أولا يكون ذلك من باب (شكارتا دلاكتا) ، يا أهل الإعلانات ومنتجيها وجب أن تعلموا أن فن صناعة الإعلان أصبح فناً إبداعياً قائماً بذاته ، تحشد له الأموال والإمكانيات والقدرات البشرية الفنية وتُقام له المهرجانات والمسابقات العالمية ، وهو من زاوية أخرى تعبير عن مستوى تطور فن التصوير والإخراج والإنتاج التلفزيوني والسينمائي والإذاعي بالقدر الذي يشير بصورة مباشرة إلى مستوى وعي المستهلك ووعيه وقدرته على توجيه المورِّدين بعرض الأجود والأقل ضرراً وسعراً ، وهو كذلك أي فن الإعلان كناية عن مقدرة وسيطرة الدولة على الإهتمام بالتفاصيل الشكلية التي تضمن أن يظهر السودان بصورة لائقة ومحترمة في الأوساط العالمية على مستوى الجمهور الأقليمي والدولي ، وذلك من منطلق أن كل ما يعرض في فضائياتنا أصبح متاحاً أن يُشاهد في شتى بِقاع العالم ، ومن ناحية أخرى وإذا إفترضنا أن من إهتمامات وأهداف فضائياتنا وعامة مؤسساتنا الإعلامية الأخرى أن تعمل على تطوير وتجويد الفنون كما تدَّعي ، أوجب عليها ذلك أن تكون حريصةً على فرض الإشتراطات الواجب توفُّرها لإنتاج إعلان يحترم عقلية المشاهد أو المستهلك السوداني ويقدم صورة إيجابية عن بلادنا ومستوى وعي إنسانها ، وذلك بعدم قبول كل عمل إعلاني فج وخالِ من أي محتوى جمالي فيما يتعلَّق بالفكرة والصورة والصوت والنص و(الإحراج) عفواً (الإخراج) ، وأن يتحرّر الأمر من حيّزه الضيِّق المتمثل في مُجرَّد اللهث خلف العائدات التي يوفِّرها الإعلان لتلك القناة أو الإذاعة أو غيرهما من مؤسسات البث الإعلاني ، يا هؤلاء كفانا (فقع مراره ووجع قلِب).