هــل تنتقم الأوطان من شعوبها ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

هــل تنتقم الأوطان من شعوبها ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


07-06-2021, 09:16 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1625559393&rn=0


Post: #1
Title: هــل تنتقم الأوطان من شعوبها ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 07-06-2021, 09:16 AM

08:16 AM July, 06 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

هــل تنتقم الأوطان من شعوبها ؟؟

الشعب السوداني من أكثر الشعوب فوق وجه الأرض التي تضع الأوطان في أحداق العيون ،، وكالآخرين من شعوب العالم كان دائماَ يرجو ذلك التقدم والازدهار للوطن السودان منذ لحظة الاستقلال ،، ولو أنصف أبناء السودان في قيادة البلاد بتلك الطريقة المهنية والعبقرية العالية الماهرة لكانت دولة السودان اليوم في مقدمة تلك الدول التي تقود العالم ،، ولكن يا أسفاً على تلك الكلمة ( لكن ) التي ظلت تلاحق البلاد منذ لحظات المولد والنشأة ،، حيث تلك الدولة الموبوءة بكافة أشكال وألوان العراقيل والخوازيق ،، والموبوءة بكافة جماعات المخازي والبدائية والتخلف ،، ولا توجد دولة فوق وجه الأرض تماثل دولة السودان في معدلات البدائية والتخلف ،، حيث لا فرق إطلاقاَ بين ذلك المثقف الواعي المدرك والمؤهل أعلى درجات التأهيل وبين ذلك الإنسان الأمي العادي الذي لا يعرف القراءة والكتابة !! ,, الكل بمنتهى البساطة والأريحية يستقبل الصباح عند شروق الشمس ويودع النهار عند غروب الشمس !! ،، ولا جديد تحت السماء لأكثر من ستين عاماَ ،، ومن المؤسف حقاَ أنه لا يوجد بدولة ذلك المثقف السوداني الواعي الذي يهتم بأحوال البلاد من منطلق تلك الوطنية الصادقة العالية ،، وبنفس القدر لا توجد بدولة السودان تلك الأفكار الجماعية الواعية الموحدة لكافة أبناء السودان في كافة مناطق البلاد ،، والتي تعمل جاهدة من أجل رفعة وتقدم السودان للأمام ،، وهذه الدولة منذ نشأتها تشتكي من قلة الحادبين على مصالح البلاد العليا ،، حيث لم يلتقي أبناء السودان في ( ورش عمل ) خالصاَ من أجل ذلك الوطن الكبير في يوم من الأيام ،، وذلك دون تلك النزعات الشخصية الذاتية الموبوءة بالأنانية المفرطة ،، ودون تلك المناوشات والمناكفات التي تهدر الأوقات في تلك المنافسات التافهة !!

أبناء الدول في كافة أرجاء العالم يتهافتون من أجل الرقي والتقدم بأوطانهم وبلادهم نحو الأمام ،، وأبناء السودان طوال السنوات تلو السنوات يهدرون الأوقات في تلك المهازل والتهاون والاستهتار ،، وقد أصبحت معروفة لكافة شعوب العالم تلك المهزلة التي تدور في أرض السودان منذ استقلال البلاد ،، حيث تلك المهازل المعهودة مع الأحزاب السودانية ،، ثم تلك ( الانقلابات العسكرية ) التي تعني الكبت والتنكيل ،، ثم تلك الانتفاضات تلو الانتفاضات التي لا تملك ثمار الحصاد ،، وتلك التجارب بنفس الوتيرة لسنوات وسنوات ،، والخلاصة لا خير إطلاقاً في تلك المراحل ( الحزبية المدنية ) حيث دائماَ وأبداَ ذلك الهلاك والمهلكة !! ،، ولا خير إطلاقاَ في تلك المراحل ( العسكرية ) حيث ذلك الكبت والديكتاتورية وبيوت الأشباح !!،، وبنفس القدر لا خير إطلاقاً في تلك الانتفاضات تلو الانتفاضات ،، حيث تلك الأرواح العزيزة للشهداء الأبرار التي تفقد دون جدوى وعائد في المقابل ،، وهي تلك الانتفاضات التي تسرق ثمار حصادها بأيدي البعض من أبناء السودان ،، وبتلك الوتيرة المخزية الفاضحة الكالحة يواصل الشعب السوداني مشوار البناء منذ لحظات الاستقلال ،، وهي وتيرة لا تماثل إطلاقاَ ممارسات تلك الشعوب الواعية في أرجاء العالم ،، والصورة برمتها تمثل مجرد مجموعات ( غوغاء ) من البشر الذين يدعون بأنهم أصحاب وطن كالآخرين في أرجاء العالم !!! ,, ومع الأسف الشديد فإن ذلك الوطن المزعوم قد انهار كلياَ في نهاية المطاف !! ،، والشعب السوداني في هذه الأيام السوداء الكالحة يحصد ثمار تلك الأخطاء التي دامت لأكثر من ستين عاماً علقماَ وحنظلاَ بكل القياسات ،، وكل العلامات والإشارات تؤكد بأن تلك الدولة التي نهشوا عظامها طوال السنوات بعد الاستقلال بدأت تنتقم حالياَ من أبناءها بطريقة مريرة وقاسية للغاية ،، والشعب السوداني يجري عليه ذلك المثل الشعبي الذي يقول : ( البتسوي الكريت في أشجار السنط تلقاها في جلدها !! ) ،، بمعنى أن تلك ( الغنماية ) التي تتسلق أشجار السنط طوال حياتها لتأكل أوراقها دون تلك الحسابات للعواقب الوخيمة فإن أشجار السنط تنتقم منها بعد موتها عند دباغة جلدها بمادة ( القرض !! ) ،، والقرض يمثل ثمار تلك الأشجار !!!

وفي هذه الأيام السوداء الكالحة فإن ذلك ( الوطن السودان ) يماثل تلك الأشجار للسنط ,, حيث ذلك الوطن الذي يجازي الشعب السوداني بأشد ألوان الأوجاع والويلات والحسرات المريرة القاسية ،، وبالمختصر المفيد فإن الشعب السوداني في هذه الأيام الكئيبة يحصد ثمار التهاون والاستهتار والتلاعب بذلك الوطن الكبير لأكثر من ستين عاما بعد الاستقلال ،، وبنفس القدر فإن لفحات الوطن في هذه الأيام تماثل ثمار ( القرض ) الذي يدبغ جلود الشعب السوداني بمنتهى الانتقام !!! ،، وإذا كانت تلك الأشجار للسنط تنتقم من الأغنام بعد موتها فإن ذلك الوطن ( السودان ) ينتقم من الشعب السوداني وهو مازال على قيد الحياة !!!!