اجتماع الشركاء عن الشرق: والغريبة الحل عند الجبهة الثورية من دون الناس بقلم:عبد الله علي إبراهيم

اجتماع الشركاء عن الشرق: والغريبة الحل عند الجبهة الثورية من دون الناس بقلم:عبد الله علي إبراهيم


07-06-2021, 00:55 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1625529336&rn=0


Post: #1
Title: اجتماع الشركاء عن الشرق: والغريبة الحل عند الجبهة الثورية من دون الناس بقلم:عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 07-06-2021, 00:55 AM

11:55 PM July, 06 2021

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




ناقش اجتماع لشركاء الفترة الانتقالية مشكلة الشرق القائمة بزعم محمد الأمين ترق، ناظر شعب الهدندوة، قطع طريق بورتسودان الخرطوم بعد يأسه من الحكومة إلغاء الشق الخاص بالشرق في اتفاق جوبا. وصرح حيدر الصافي، عضو المجلس، بأن "المجلس ناقش باستفاضة قضية شرق السودان والحلول والمعالجات المتعلقة بها . . . وأكد اهتمام المجلس بهذه القضية على المستوى السياسي والأمني وعلى المستويات الأخرى".
وهذا قول مجاني بشكل. فهمنا منه دائماً من الحكومة التي تخرج به أن حار بها الدليل. ومع ذلك لا أريد أن استبق الحكومة عما تزعم عمله سوى من اقتراح قد يعينهم في مسعاهم لحل المشكلة. وأحكى قبل ذلك حكاية:
ضربت عطبرة أزمة خبز في نحو ١٩٨٨. وأصدرت الجبهة الإسلامية القومية في المدينة بياناً نددت فيه بالحكومة والمحافظة لوقوفها عاجزة حيال الأزمة. وكنت أتآنس ليلاً بنادي الوادي مع الفكي طه نصر الدين، كاتب الوقت بالسكة حديد، عن الأزمة والبيان فقال:
-بدل بياننم دا ناس الجبهة كانو يخالو بالحل المطبعجي المعاهم في لجنة حزبهم في البلد.
وكان المطبعجي متعهد الدقيق في المدينة.
وعملاً بحكمة الفكي أقول لمجلس الشركاء وددت لو خاليتو الجبهة الثورية في اجتماعكم بالحل وهو اسقاط كامل اتفاق الشرق من وثيقة جوبا صوب مؤتمر يناقش قضاياه بغير اصطفاء سياسي عشوائي يعتزل قوماً أو أقواماً فيه لا يدهم لا كراعهم. فإن جيئتم للنصيحة، كما نقول، فقضية الشرق، كما تمثل الآن بكلفتها الفادحة على قوام الثورة، من اختلاق الجبهة الثورية لا أكلت لا شربت. لقد اختارت أطرافاً من الشرق عزلاء من السلاح انضمت لها في سياق بذاته لتجعل منها ممثلة، لا قبله ولا بعده للشرق، بيسر مبتذل. وسايرتهم الحكومة في هذا الطعن من الخلف للشرق لأنها كانت تريد خبراً سعيداً بأي ثمن، أو حلفاً جديداً مهما كلف. وكتبنا وقتها نطلب منها ألا تجتمع إلا بمسلح والبقية يمتنعون.
صنعت الجبهة الثورية المشكلة وعليها، بشرف الثوري، أن تشيل شيلتها (To own it up)، بإسقاط نص اتفاق الشرق من اتفاقية جوبا، أو تشوف لينا حللاً آخر.

وهذه كلمة قديمة عن تجميلي للجبهة الثورية أوزار الانتقالية في الشرق:

لربما جاء كلامي للجبهة الثورية (والكتلة التاريخية المكونة من الحركة الشعبية الحلو وآخرين) في أعقاب مقتلة بورتسودان في ١٨ نوفمبر ٢٠١٩ عن فساد فكرة أن تكون الفصائل غير المسلحة، أو المحاربة، للدولة في وسطها، وعلى طاولة المفاوضات مع الحكومة خاصة. فقد سارعت الجبهة، على لسان التوم هجو، لتتبرأ من تضريج المدينة بالدم إثر زيارة الأمين داؤود، رئيس الجبهة الشعبية المتحدة ونائب رئيس الجبهة الثورية. ورغبتُ لو أن الجبهة كانت أكثر حملاً للمسؤولية عما حدث في بورتسودان من هذا التنصل الأخرق.
يؤسفني القول إن الجبهة طرف أصيل في الأزمة. فلم تهيئ لداؤود موضعاً في عضويتها فحسب، بل حل أهلاً في وفدها المفاوض مع الحكومة عن شعب البجا وشرق السودان. وتمثيله للشرق هذا زعم منه ما كان يجب أن ينطلي على الجبهة الثورية. فهي تعلم علم اليقين أن صفة التفاوض عن البجا متنازع عليها بين فرق من مؤتمر البجا وغير مؤتمر البجا. بل ينتمي قسم من هذا المؤتمر إلى منافستها الكتلة التاريخية (الحلو ومحمد جلال). وهكذا سمحت الثورية لشريحة من أهل الشرق (ربما لم تكن الأغزر) التحدث مباشرة إلى الحكومة عن الشرق في غيبة الآخرين عنه لمجرد خلطته في جبهة سياسية اجتمعت حول حركة مسلحة ملحاحة. فلو صدق بيان الثورية من أنها "تقف مع كافة المكونات الاجتماعية لشرق السودان والسودان عموماً، وتدافع عن قضايا أهل الشرق في المساواة والعدالة ورفع الضيم التاريخي عنهم" لما مكنت لفصيل داؤود هذا التمكين حتى عاد عودة الظافر المختلف عليها، وذرفت بورتسودان الدم مرة أخرى.
وأسفت أن تطلب الجبهة الثورية من شعب البجا "الهدوء والكف عن التقاتل القبلي العبثي فيما بينهم، وتفويت الفرصة على فلول النظام السابق، الذين يريدون الصيد في الماء العكر لأجل إثارة الفتن القبلية، ليس في شرق السودان وإنما في كل أرجاء البلاد". كلام ساكت دا. فالصراع ليس عبثياً إلا إذا كان نزاع الحواكير في دارفور عبثياً. ونُصح الجبهة لشعب الشرق أن يفوت على الثورة المضادة الصيد لعكر هي أولى به. وذلك بتسريح كل غير حامل سلاح من صفوفها ونصحه، طالما لم يكن محارباً، أن يعرض مسألته في سياقها المحلي، ويحشد لها الإجماع بالموعظة الحسنة. فقضية مثله تنتمي للديمقراطية لا للسلم حسب تقسيم المسلحين للأمر.
وأول السبل لتُحْسن الجبهة الثورية لنفسها وللوطن أن تنزل من حصان براءتها العالي من المقتلة وأن تعتذر لشعب الشرق الذي اضطرته إلى هذا الموت المجاني لأنها ميزت منهم مستحقاً دون آخرين، وبوأته المقام لرفيع، وقوته فأفترى وأفسد.