منه العوض وعليه العوض بقلم:علاء الدين محمد ابكر

منه العوض وعليه العوض بقلم:علاء الدين محمد ابكر


06-30-2021, 05:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1625070190&rn=1


Post: #1
Title: منه العوض وعليه العوض بقلم:علاء الدين محمد ابكر
Author: علاء الدين محمد ابكر
Date: 06-30-2021, 05:23 PM
Parent: #0

05:23 PM June, 30 2021

سودانيز اون لاين
علاء الدين محمد ابكر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



المتاريس



𝖠𝗅𝖺𝖺𝗆9770@𝗀𝗆𝖺𝗂𝗅.𝖼𝗈𝗆

تكمن اهمية المال في انه وسيلة لتحقيق مطلوبات الحياة وليست غاية تسطيع من خلاله تحقيق العديد من الاحلام
ومن المعروف متي ماوجد الانسان نصيبه من العيش الكريم فانه لن يركض خلف المال
والفقر في الماضي كان يختلف عن الفقر اليوم حيث كان الفقير في سالف الازمان رث الثياب معاق الجسد يعجز عن العمل لذلك كان يجد العون من افراد المجتمع عكس اليوم فربما تجد شخص نظيف الثياب سليم البدن ولكنه يعاني من شظف العيش و يرجع ذلك الي. نمط اسلوب الحياة الذي نعيشها اليوم حيث تسلطت فئة من الناس تحت اطار مايعرف بالدولة علي موارد الطبيعة سيطرت عليها ومنعت العمل فيها الا بتصديق منها وبالتالي صار من غير المتاح للفرد من ممارسة المهن التقليدية القديمة مثل الرعي والزراعة والصيد فانتشر بالمقابل الفقر ومع منع حركة الناس من التواصل في ارجاء الارض الا بعد استصدار اوراق العبور والسفر الاوراق رسمية وجوازات السفر لتصير ارض الله ضيقة فتحول الانسان من الصراع مع الطبيعة في الزراعة والصيد والرعي الي مصارعة اخيه الانسان علي لقمة العيش و اجبر علي العمل بالاجور والرواتب فكثرت المتاجر والاسواق التي يعمل فيها كل من هب ودب لا هدف له الا الاغتناء السريع بكل السبل فطهرت طبقة رجال المال من التجار الجشعين وبما ان الانسان يعشق المال لاجل التفاخر والدفاع عن نفسه توجب عليه ان يسلك كل الطرق المشروعة والغير مشروعة التي تودي الي كسب المزيد من المال فالمال قوة لايستهان بها ومن خلاله يستطيع الانسان قهر اعداءه وحماية نفسه واسرته من المخاطر عن طريق التقرب من السلطان او الاستعانة بمرتزق ينافح عنه مقابل اجر معلوم
وبما ان السودان ليس استثناء من ذلك الاسلوب العالمي الجديد في الصراع الاجتماعي فقد تلاحظ في الفترة الاخيرة تغير حال العديد من الناس من حالة العدم والفقر الي حالة الاغتناء وفي المقابل تحولت فئات اجتماعية من حالة الاستقرار المادي الي حالة الا شي بسبب جشع التجار وسياسات الحكومة التي لا تهتم بحالهم حتي خيل لي ان هناك تحالف خفي بين الاثنين ( الحكومة والتجار) وهو ان صح ذلك الاعتقاد فانه يعتبر عار علي جبين الحكومة وخيانة لدماء الشهدأء فالحكومة مناط بها حماية الشعب من جشع التجار وليس التحالف معهم وكل ثورات التغير التي خرجت علي مدار تاريخ السودان كان يطالب فيها الشعب بالعيش الكريم بداية من انتفاصة ابريل 1985 و وانتهاء الي ديسمبر 2018 باستثناء ثورة اكتوبر1964 التي لم تكن تحمل طابع اقتصادي وانما كانت سياسية في المقام

ان من ضمن اسباب اندلاع حركات التمرد ضد الدولة في السودان التهميش الاقتصادي فهو يعتبر عامل رئيسي فيها

اذا لن ينصلح حال هذا السودان الذي يحتاج الي اعادة صياغة في كل شي بداية من منح الشعب كامل حقوقه المشروعة والاعتماد على الذات في بناء الدولة السودانية التي لاتزال تتعثر نحو الوصول الي دولة القانون والعدالة الاجتماعية