بوغبا يزيح زجاجة بيرة لهينكن ورونالدو يبعد زجاجتي كوكاكولا.. بقلم:د.أمل الكردفاني

بوغبا يزيح زجاجة بيرة لهينكن ورونالدو يبعد زجاجتي كوكاكولا.. بقلم:د.أمل الكردفاني


06-17-2021, 01:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623931355&rn=0


Post: #1
Title: بوغبا يزيح زجاجة بيرة لهينكن ورونالدو يبعد زجاجتي كوكاكولا.. بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 06-17-2021, 01:02 PM

01:02 PM June, 17 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





التوجه نحو ماركسية جديدة اصبح ضرورة، في ظل سيطرة الرأسمالية على حياتنا، بدءاً من تحديدها لخياراتنا في المأكل والمشرب وانتهاء بمن يحكمنا (كما حدث في السودان).
في ظل تلك السيطرة الرأسمالية، تأتي المقاومة التي بدأها مارادونا والتي اسفرت عن تدميره الممنهج. واخيراً في موقفين جريئين، يهزم كرستيانو رونالدو أكبر وأقدم واجهات الرأسمالية الإمبريالية في العالم بإبعاده لزجاجتي كوكاكولا من المنصة أثناء انعقاد مؤتمر صحفي.
في رواية (اللجنة) للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، تخضع كوكاكولا لتشريح تاريخي يعكس اللعبة الإمبريالية الكبرى في السيطرة على الشعوب.
للأسف لا ينال الروائيون الأذكياء أي تقدير، لأن المؤسسات الرأسمالية توجه الشعوب نحو (الترفيه) وتبعدهم عن (الفهم). وتلك المؤسسات هي التي تسيطر على سوق الإعلام. هي التي تحدد ما يجب على العوام قراءته وما لا يجب. وهي التي تقهر أي صوت تنويري، مثل ما فعلت بصنع الله وباسكال بونيفاس، وحاولت مع نعوم تشومسكي وآخرين.
اللاعب بول بوغبا أزاح منتج شركة هينكن للخمور وهي أحد أهم رعاة بطولة يورو ٢٠٢٠. وكذلك فعل كرستيانو رونالدو في موقفين متباينين، بوغبا لأنه مسلم، ورونالدو لأنه يرى المياة الغازية غير صحية. وهكذا تراجعت أسهم كلا الشركتين، وقيل بأن الخسائر بلغت أربع مليارات دولار.
لكن.. هل كان موقف اللاعبين طائشاً؟
إنه موقف طائش لو نظرنا لمستقبل اللاعبين، صحيح أن كلا اللاعبين قد اقتربا من الإعتزال فبوغبا يبلغ الثامنة والعشرين من العمر وكرستيانو في السادسة والثلاثين، لكنهما لم يقدِّرا قوة المؤسسات الرأسمالية الكبرى التي يمكن لها (ليس فقط تشويه سمعة من تريد)، ولكن ايضاً إلقاءه في السجون. لذلك لم تتقدم أي من الشركتين الراعيتين للبطولة بأي دعوى قضائية. غير أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة. لقد فضلت الشركتان عدم إثارة المسألة قانونياً، لأن ذلك سيكلفهما المزيد من الخسائر في مواجهة لاعبين يتميزان بشهرة عالمية. غير أن الإنتقام لا بد أن يحدث.
كان مارادونا قد التقى بالرئيس الكوبي فيديل كاسترو، العدو اللدود للقوة الرأسمالية الأكبر في العالم. وكانت لمارادونا مواقف (آيدولوجية) قوية ضد السيطرة الرأسمالية على أوروبا. لذلك لم يهنأ كثيراً بحياة مستقرة. لقد تعرض مارادونا لاستهداف مستمر، انتهى بمقتله (القتل بالإهمال)، من قبل ابنته وطبيبه، وقد بدأت محاكمتهما مؤخراً.
يمكن لكوكاكولا وهينكن أن يدخلا في معركة قانونية طويلة وشاقة، لأننا هنا نتحدث عن عقود رعاية، غير أن عقود الرعاية هذه لا تشمل سلوك اللاعبين، وهكذا فأثرها نسبي، لا يمتد إلى أي طرف ثالث. غير أن هذه الشركات تستطيع رفع دعاواها ضد الجهة المنظمة للبطولة والمتعاقدة معها، وبالتالي ترجع هذه الجهة على المنتخبات، ليكون لهذه المنتخبات أيضا حق توقيع عقوبات على اللاعبين. وهذه مسألة شائكة تحتاج لسنوات من العمل القضائي الشاق. لذلك فصمت كلاً من الشركتين هو التقدير السليم. مع ذلك، فهاتين الواقعتين، تنذران بالخطر، وسوف تؤخذان في الإعتبار مستقبلاً، ليتم وضع قوانين تلزم اللاعبين بعدم الإضرار بإتحادات الكرة ولا بالأندية التي يوقعون معها نتيجة (قناعاتهم أو معتقداتهم) الخاصة. وهكذا تُستخدم العقود لانتهاك حرية التعبير. فللرأسمالية أزقتها المظلمة التي تهرب بها من القيم التي تفرضها على الآخرين.

Post: #2
Title: Re: بوغبا يزيح زجاجة بيرة لهينكن ورونالدو يبع
Author: مازن سخاروف
Date: 06-17-2021, 02:39 PM
Parent: #1

سلام يا كردفاني

كنت في ردي أريد ذكر رواية "اللجنة" على هامش حديثك فوجدتها مطمورة ناظرة عجاف السنين فتؤتي الناس أكلها وهم لها من الشاكرين :)

صنع الله ابراهيم اعتذر حين رشح لجائزة نجيب محفوظ (راجع "حروف الثقافة في مصر"), ولم ينل ما يستحقه من تقدير لأنه على النقيض من الجيل المنقسم بين معسكر الناصريين ومعسكر الإنفتاح, تجد صنع الله إبراهيم "يسلخ" الإثنين.

عندنا في بريطانيا الدولة منذ العام الماضي تمنع رسميا معاداة الرأسمالية بنص القانون: في تشريع لمنع تدريس الأيديولوجيات "المعادية للرأسمالية" (1) في المدارس. وهو تطور مثير جدا.

مارادونا l'enfant terrible الذي "خرب الرصة" في مملكة المال والأعمال في عالم كرة القدم, يعتبر ظاهرة عجيبة بكل المقاييس. فعندما ذهب إلى إيطاليا إختار نادي نابولي المتواضع وليس ميلان وإي سي ميلان في ذلك الزمن. أحد أصدقائي الإيطاليين ذكر أن مارادونا يعتبر قديسا في تلك المدينة, ولا أقل! كان بمثابة حلم الفقراء, دون المن والأذى و"الشيطنة النفسية" المصاحبة في العادة لأحلام الفقراء الآتية من الخارج.

هل ل"بوغبا" و"رونالدو" العمق الفكري الذي كان لمارادونا؟ ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا.

تحياتي

سخاروف

----------------
(1) بكلمات أدق, منع المدارس من إستخدام مواد من أي جماعات معادية للرأسمالية (بالأحرى ذات أيديولوجيات تدعو إلى إزالة الرأسمالية). حيث تُصنف "ضد الرأسمالية" كموقف سياسي متطرف يعادل التزكية على نشاط ضد القانون! راجع, على سبيل المثال, صحيفة القارديان بتاريخ 27 سبتمبر 2020

Schools in England told not to use material from anti-capitalist groups
theguardian.com/education/2020/sep/27/uk-schools-told-not-to-use-anti-capitalist-material-in-teaching