الخرطوم تعود الي سبعينات القرن الماضي.. (ذكريات جميلة)!! بقلم محمد سمنّور

الخرطوم تعود الي سبعينات القرن الماضي.. (ذكريات جميلة)!! بقلم محمد سمنّور


06-16-2021, 09:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623873720&rn=0


Post: #1
Title: الخرطوم تعود الي سبعينات القرن الماضي.. (ذكريات جميلة)!! بقلم محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 06-16-2021, 09:02 PM

09:02 PM June, 16 2021

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



في الخرطوم كل من يخرج في مشوار ويعود اليومين دي
يحدثك عن خلو الشوارع من السيارات
وانه جاء من مكان كذا في ربع ساعة او نصف ساعة
بدلا من الساعات والساعات التي كانت تُستغرق للوصول لاقرب المسافات
ده طبعا بالمواصلات

هناك عدة اسباب لقلة الحركة
اولا لازال الناس يتخوفون من ان تكون الشوارع مترّسة
فيخشون من الاضطرار لللفلفة من هنا ومن هناك
وثانيا مسألة ارتفاع سعر الوقود
نتيجة (للتحرير) الاخير!
ثالثا هناك ايضا (الهشاشة) الامنية
خاصة في (ظل) الظلام الدامس
الذي (يركب) الخرطوم في اوائل ساعات الليل
رابعا مشكلة المواصلات
فيمكن القول ان المواصلات العامة اصبحت تقريبا (مافي)
وممكن نقول كل (ناس) رجعوا خطوة الي الوراء
فالذين كانوا يركبون (الترحالات) اصبحوا يركبون الهايص
و(الهايصين) رجعوا الي الحافلات الكبيرة
وناس الحافلات تقريبا قعدوا في البيوت وبطّلوا المرقة!!
الا في الحالات الضرورية جدا جدا

بعضهم عبر عن تمنياته بان يدوم الحال هكذا!
لانه وجد سرعة الحركة شي ممتع
هذه كانت حالة الخرطوم في السبعينات
قبل دخول الحديد الكوري والصيني
لازلت اذكر تلك الايام جيدا
لم اكن حينذاك من سكان الخرطوم
ولكن كنا نأتي لنقضي الاجازة في الخرطوم مع بعض اقربائنا

كان يخرج من الحلة بصين
واحد الدغش والثاني بعد شروق الشمس
والعودة اما في بص الظهر او المغرب
حسب طبيعة شغل الزول
لكن بص الدغش كان بجي (قالب طوالي)
حاملا اكياس الملاح
ويتم توزيع الاكياس من قبل السواق والمساعد
كل مرة يقيف قصاد بيت واحد
عشان كل كيس زول ينزلوا ليهوا البيت!
البصات كانت لواري (اواستن) و سفنجات (بيد فورد)
ولكن لو مرة تأخر احد لسبب او آخر
ممكن عادي يجي راجع بتكسي
اجرة التكسي كانت ربما تعادل تذكرة البص مرتين او ثلاث

كنا نفرح جدا حينما يقترب موعد الاجازة والسفر للعاصمة
اوقات جميلة كنا نقضيها ولا نصدق ان الايام انقضت بتلك السرعة
كنا نزور حديقة الحيوان والمنتزه والسينما
الناس اللي في عمر الشيخوخة الآن يذكرون الاعلان اليومي في كل الصحف
(اين تسهر هذا المساء)
الذي يقدم دعاية للافلام التي ستعرض
في اكثر من عشرة سينمات تنتشر في العاصمة
وكنا كذلك نذهب لاستاد الهلال والمريخ والموردة ودار الرياضة امدرمان
لحضور بعض مباريات دوري الدرجة الاولي
كذلك كنا نستمتع بشرب الببسي كولا واكل الآيس كريم
كانت فعلا عاصمة

الانظمة الدكتاتورية حولت العاصمة الي عاصمة عشوائية
كل يوم حينما تصحو من الصباح
تحمل هم المواصلات:
كيف تذهب الي عملك او مكان دراستك؟
والهم الاكبر منه هو هم الاياب
ساعة الذروة!!

طبعا الوضع ده مؤكد انه مؤقت
غدا يستسلم الناس للاوضاع الجديدة
ويتأقلموا مع القرارات الصعبة
لكي تمضي عجلة الحياة