حمدوك ، حميدتي ، و البرهان و الفرصة التاريخية للعبور بالسودان (1) بقلم:د. محمد حسن فرج الله

حمدوك ، حميدتي ، و البرهان و الفرصة التاريخية للعبور بالسودان (1) بقلم:د. محمد حسن فرج الله


06-16-2021, 05:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623862218&rn=0


Post: #1
Title: حمدوك ، حميدتي ، و البرهان و الفرصة التاريخية للعبور بالسودان (1) بقلم:د. محمد حسن فرج الله
Author: محمد حسن فرج الله
Date: 06-16-2021, 05:50 PM

05:50 PM June, 16 2021

سودانيز اون لاين
محمد حسن فرج الله- السعوديه
مكتبتى
رابط مختصر




حمدوك
يمتلك خبرة طويلة في ملف صناعة وادارة التنمية ولديه رصيد ممتاز في العلاقات مع المنظمات و الصناديق و الهيئات الدولية و هو عليم بأضابير و دروب هذا الملف ، و شخصيته متزنة ولا يجنح للانتصارات الشخصية و مقبول لدي اكثر ممسكي اطراف المتناقض السياسي السوداني ، و يساعده علي ذلك أنه صفحته بيضاء غير مثقلة بالتاريخ و لا بالماضي و صراعاته السياسية ، و هذه ليست ميزة كاملة لأن خلو تجربته من المحتوي المحلي و قطيعته مع واقع المجتمع السوداني لفترة طويلة حرمه من الإحاطة الكاملة بداينميات المجتمع السوداني و تعقيداته.

البرهان
من رحم المؤسسة العسكرية التي لا يمكن تجاوزها في أي معادلة سياسية ، أثبتت الفترة الانتقالية أنه مرن و ذو وعي سياسي و ثقافي جيّد كما أنه متحدث بارع و حضوره الشخصي ممتاز و يمتلك المقدرة علي تعديل مواقفه متي ما عنّت له احداثيات و منصات رؤية مختلفة و هذه مزايا نادرة في منتسبي المؤسسات العسكرية التي تقوم فلسفتها علي الضبط و الربط و الصرامة.

حميدتي
من رحم الريف السوداني ، و يمثل قطاع كبير من السودانيين الذين كانوا علي الدوام علي هامش الحياة السياسية ، سريع التعلم ، و لديه جرأة في مخاطبة القضايا المعقدة و المضي قدماً في تنفيذ ما يؤمن به ، مقبول من حركات الكفاح المسلح بارادتهم الحرة ، يملك القدرة علي مخاطبة قوي الريف الشعبية في السودان و هذه الميزة مهمة ، فقد ساعدت الانقاذ علي البقاء ثلاثين عاماً

تلطخت صورة البرهان و حميدتي باحداث مأساة القيادة العامة مما أقام حواجز نفسية شاهقة صعّبت عليهم التواصل مع السودانيين و لكن هذه العقبة يمكن اجتيازها بالمكاشفة و إنفاذ القانون و بالحرص علي ضمان تحييد العنف في الحياة السياسية السودانية في المستقبل و بالطبع بعد رد الحقوق أو بعد تقبل الضحايا و ذويهم للمكاشفة و طلب العفو و من عفي و أصلح فأجره علي الله.

الواقع السوداني معقّد و مأساوي ، و أهل السودان عاشوا لقرن كامل في شظف طويل ضربتهم فيه كوارث وازمات و حروب مهلكة مع طيوف عابرة قصيرة من الانفراجات الاقتصادية المؤقتة التي لم تتوقف فيها الحروب ( نيفاشا 2005 - 20011 )
و الرسالة الي هذا الثلاثي تحديداً لأنهم علي مقعد القيادة الحقيقية ، و لأنهم يملكون المقدرة إن أرادوا هي أن آن الأوان لتحكيم صوت العقل و التركيز علي المستقبل و فرصه بدلاً عن الإستغراق في الماضي وجراحاته والمضي قدما الي تقديم مشروع وطني يجمع و لا يفرق ، أساسه الأول الوحدة الوطنية و مدخلها هو التسامي علي رغبة التشفي و التعالي علي شهوة السلطة و البعد عن تحدي القيم الدينية و الاجتماعية و أساسه الثاني الإستقرار الأمني و طريقه لابد أن يمر عبر توحيد كل البنادق في جيش وطني واحد و في اعلاء سلطة القانون و فرض هيبته ، و أساسه الثالث الرفاه الاقتصادي الذي لا تقوم سيقانه الا علي الشفافية و دعم الانتاج و محاربة الفساد و الصحافة الحرة و الاتزان في العلاقات الدولية و تشجيع الابتكار و توظيف العلوم و التكنلوجيا و تفجير الهمم و الطاقات. و هذا المشروع الوطني لابد أن تكون تجلياتها النهائية في دولة ديمقراطية عزيزة تحترم الإنسان و كرامته و تتيح له مساحة الإطمئنان ليعمر الأرض و يمارس ما يؤمن به من معتقدات
بلا خوف ولا تضييق.

الخيارات الأخري ضيّقة و صفرية ، السؤال الآن ليس هو كيف يكون السودان بل هل يكون السودان أو لا يكون ، و بأيديكم تُكتب الإجابة !



د. محمد حسن فرج الله
إستشاري الطب النفسي