هل هي خطيئة الأغبياء أم هي فضيلة الأنبيـــاء ؟؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أـحمد

هل هي خطيئة الأغبياء أم هي فضيلة الأنبيـــاء ؟؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أـحمد


06-16-2021, 07:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623826362&rn=0


Post: #1
Title: هل هي خطيئة الأغبياء أم هي فضيلة الأنبيـــاء ؟؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أـحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 06-16-2021, 07:52 AM

07:52 AM June, 16 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

هل هي خطيئة الأغبياء أم هي فضيلة الأنبيـــاء ؟؟؟

هؤلاء القادة والرؤساء بدولة السودان منذ استقلال البلاد قد ضربوا قمة البلاهة والمهازل في إدارة البلاد ،، ولم يتوفر بينهم في يوم من الأيام ذلك القائد الملهم الفطن اللبيب الذي يحسب الحسابات من منطلق الأرباح والخسائر ،، أو من منطلق الحيطة والحذر ،، وكافة السياسات والخطوات والممارسات التي تمت في البلاد منذ لحظة الاستقلال تؤكد مدى الضحالة في جوهر القرارات ،، كما أنها تؤكد مدى الضحالة في معدلات التفكير لدى هؤلاء القادة والرؤساء بالبلاد ،، وهي تلك الصورة القاتمة التي عمت البلاد خلال الستين عاماَ الماضية !! ،، وبالمختصر المفيد فإن الناظر المتعمق لأحوال السودان خلال الستين عاماَ الماضية يكتشف أن تلك الحكومات المتعاقبة التي حكمت البلاد بقيادة هؤلاء القادة والرؤساء كانت تتخبط عشوائياَ في الكثير والكثير من تلك الخطوات والقرارات ،، ولم تتخذ تلك القرارات والخطوات من منطلق تلك الاستراتيجيات المدروسة السليمة التي تتصف بالنظرة المستقبلية البعيدة المدى ،، وهي تلك الدراسات المستقبلية البعيدة المدى التي تراعي القوة والثبات مهما تعصف رياح التبدل والتغير ،، وتعطي الأولوية القصوى للمصلحة العلياء للبلاد في كل الحالات ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن هؤلاء القادة والرؤساء كانوا ومازالوا يمثلون مجرد مظهر من مظاهر القيادة والرئاسة الشكلية !! ،، حيث كانوا يقودون البلاد بطريقة عشوائية بمنتهى البساطة وبحسن النوايا المفرطة !،، وهي تلك الطريقة البدائية المتخلفة التي لا تليق بالقادة المهرة ،، ولا تستند إطلاقاَ على تلك الدراسات والأسس والمخططات العبقرية السليمة ،، وفي نفس الوقت لا تراعي تلك الأبعاد المستقبلية على المدى البعيد .

وتعالوا لنقف سوياً ونأخذ مثالاَ واحداَ من تلك الأمثلة العديدة التي تتحدث عن ذلك النوع من الممارسات والقرارات العشوائية المتخبطة ،، وهي تلك الأمثلة التي تؤكد مدى الفداحة التي لحقت بدولة السودان بأسباب تلك الخطوات والقرارات العشوائية البليدة والغبية من هؤلاء القادة والرؤساء منذ استقلال البلاد ،، فهؤلاء القادة والرؤساء في تلك الحكومات المتعاقبة منذ خروج المستعمر البغيض في خمسينات القرن الماضي كانوا يعرفون جيداَ أن هنالك مناطق وأقاليم سودانية بعينها كانت تتصف بالتمرد وعدم الاستقرار والقلاقل ،، ورغم ذلك فإن هؤلاء القادة والرؤساء في تلك الحكومات المتعاقبة لم يحسبوا جيداَ حسابات ذلك التمرد والقلاقل فكانوا يجتهدون ليلاَ ونهاراَ للاستثمار وبذل المليارات والمليارات من الأموال في تلك المناطق الغير مستقرة والغير مؤكدة الولاء !!،، ويتجلى ذلك المثال عياناَ وبياناَ حين يجري الحديث حول ذلك التنقيب والبحث عن النفط والبترول في تلك المناطق والأقاليم السودانية التي كانت ومازالت تتصف بالقلاقل والتمرد ,, والمثال أمامنا يتجسد في قصة ذلك النفط والبترول الذي تم اكتشافه في تلك الأقاليم الجنوبية لدولة السودان في السابق ،، حيث تلك الأقاليم التي قد اشتهرت بالتمرد والقلاقل منذ اللحظات الأولى لاستقلال البلاد ،، ورغم ذلك فإن هؤلاء القادة والرؤساء لم يحسبوا حسابات التمرد والقلاقل في يوم من الأيام ،، بل كانوا يهدرون الجهود تلو الجهود ويصرفون المليارات تلو المليارات من أموال الشعب السوداني للتنقيب والبحث عن ذلك النفط والبترول في تلك المناطق المتمردة والغير مستقرة بالسودان !!،، والمؤسف حقاَ أن هؤلاء القادة والرؤساء كانوا يعرفون جيداَ حقيقة ذلك التمرد والقلاقل التي تجري في تلك الأقاليم السودانية الجنوبية ،، وهي تلك الأقاليم الجنوبية التي كانت تمارس حالات التمرد وعدم الاستقرار منذ خمسينات القرن الماضي ،، ورغم ذلك فإن هؤلاء القادة والرؤساء ( البلهاء ) لم يفكروا في لحظة من اللحظات احتمالية انفصال الجنوب عن الشمال في يوم من الأيام !! ،، وتلك الصورة قد مثلت قمة البلادة والبلاهة لهؤلاء القادة والرؤساء بدولة السودان ،، حيث هؤلاء القادة والرؤساء الأغبياء الذين بذلوا تلك الجهود الكبيرة وصرفوا تلك المليارات والمليارات من أموال الشعب السوداني من أجل التنقيب واستخراج النفط والبترول في تلك الأقاليم والمناطق الجنوبية المتمردة ،، والمحصلة كانت قاتلة للبلاد وللشعب السوداني في نهاية المطاف ،، حيث حدث ذلك الأمر الجلل عندما تم فصل الجنوب عن الشمال !! ،، وبفضل تلك السياسات الغبية لهؤلاء القادة والرؤساء فإن الشعب السوداني قد خرج خاسراَ وفاقداً لعائدات النفط المستخرج من آبار تلك المناطق والأقاليم الجنوبية المتمردة ،، وكل الدلائل والبراهين تؤكد بأن تلك الخطوات والمقدرات والإمكانيات والأموال التي بذلت في ذلك النفط بجنوب السودان كانت غير صائبة وغير حكيمة من الألف للياء ،، ودولة السودان الشمالي قد تكبدت الكثير والكثير من تلك الجهود والأموال والمقدرات بأسباب تلك السياسات الرعناء الغير عاقلة بكل القياسات .

ماذا كان يضير هؤلاء القادة والرؤساء في تلك الحكومات المتعاقبة لو أنهم تعمقوا في التفكير والتدبير واستثمروا تلك الجهود والأموال الطائلة في التنقيب والبحث عن النفط والبترول في تلك المناطق والأقاليم السودانية ( العديدة ) الهادئة والمستقرة ؟؟ ،، والحكمة كانت تقتضي منهم أن يتجنبوا ذلك النوع من الإهدار لمقدرات الدولة والشعب السوداني ،، حيث أهدروا في الفارغة الكثير والكثير من الجهد والأموال من أجل التنقيب عن النفط في تلك المناطق التي تتصف بالقلاقل والتمرد ،، وحتى لو قبلنا جدلاَ بأن الأقدار هي التي قد أعمت أبصار هؤلاء القادة والرؤساء فإن الضرورة كانت تقتضي من هؤلاء القادة والرؤساء أن يتمسكوا بتلك المناطق التي تمتاز بآبار النفط المستخرج لأطول فترة ممكنة ومتاحة ،، ولا يسلموها للآخرين بمنتهى التساهل والعفوية والبلاهة ،، وذلك بالقدر الذي يعوض البلاد والشعب السوداني عن تلك الخسائر الجسيمة في المقدرات والجهود والأموال المبذولة .

ظاهرة التحفظ وعدم الاستثمار في تلك المناطق التي تشهد القلاقل والتمرد هي ظاهرة معروفة في الكثير والكثير من دول العالم ،، وأبناء السودان الذين يتواجدون في دول الخليج العربي يعرفون جيداَ تلك الحقيقة ،، حيث يرون ويشاهدون عياناَ وبياناَ كيف أن تلك الحكومات في تلك الدول لا تبذل الجهود والاستثمار والتعمير في تلك المناطق التي تتصف بالعصيان والتمرد وعدم الموالاة ،، وفي نفس الوقت فإن تلك الحكومات الخليجية تقدم الكثير والكثير من تلك الخدمات للمناطق والأقاليم التي تتصف بالولاء والهدوء والاستقرار ،، ومثل ذلك الأمر يحدث في تلك الدول الخليجية لأن القادة والرؤساء في تلك الدول لديهم تلك المهارات القيادية الفائقة ،، بجانب هؤلاء المستشارين الذين يخططون على المدى المستقبلية البعيدة ،، وهؤلاء القادة والرؤساء في تلك الدول الخليجية يعرفون جيداَ كيف يتقون ذلك الوقوع في مثل تلك الهفوات القاتلة التي تضر بالبلاد ،، ولا يتخذون تلك الخطوات العشوائية الغبية القاتلة كما يحدث من قادة ورؤساء السودان ،، وفي نهاية المطاف فإن تلك السلوكيات والقرارات الغير صائبة لهؤلاء القادة والرؤساء بدولة السودان قد أضاعت البلاد وكبلت أقدامها عن التقدم نحو الأمام منذ الاستقلال ،، وطوال السنوات تلو السنوات بعد الاستقلال فإن هؤلاء القادة والرؤساء يهدرون الأوقات في تلك المجاملات والترضيات والتنازلات لهؤلاء وهؤلاء دون عائد يفيد البلاد في لحظة من اللحظات ،، وكل ذلك يحدث في البلاد في الوقت الذي فيه يشقى ويعاني ويكابد أهل المناطق والأقاليم السودانية التي تتصف بالسلمية والهدوء والاستقرار !!! ،، فيا عجباَ ويا عجباَ من أحوال دولة السودان التي تمارس فيها حالات التناقضات والظلم والإجحاف بكل المعايير ،، حيث ينعم فيها أهل التمرد والقلاقل ويشقى فيها أهل الولاء والسلام والوئام !!!!!!!!!