هل من المنطقي أن يخرب الكيزان المظاهرات ضد حمدوك؟ بقلم:د.أمل الكردفاني

هل من المنطقي أن يخرب الكيزان المظاهرات ضد حمدوك؟ بقلم:د.أمل الكردفاني


06-13-2021, 03:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623595381&rn=1


Post: #1
Title: هل من المنطقي أن يخرب الكيزان المظاهرات ضد حمدوك؟ بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 06-13-2021, 03:43 PM
Parent: #0

03:43 PM June, 13 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




وعادت ريما لعادتها القديمة، نفس ما فعله الكيزان في بداية الاحتجاجات الشعبية أواخر ٢٠١٨ عبر بث المخربين، واعتبارهم شيوعيين. نفس هذا يحدث اليوم من مطاريد الشيوعيين ويعتبرون المخربين كيزان. وكلا القولين غير منطقي؟
فلا الشيوعيون من مصلحتهم تخريب ثورة ضد البشير، ولا الكيزان من مصلحتهم تخريب ثورة ضد حمدوك.
لكن الأبله ليس من يقول، إنما الأبله حقاً هو من يستمع.
فسقوط حمدوك ليس من مصلحة أطراف كثيرة، فليس من مصلحة الرأسماليين سقوط حمدوك، وليس من مصلحة الغرب سقوط حمدوك، بل ودعوني اقول ما هو أخطر: ليس من مصلحة البرهان وحميدتي سقوط حمدوك، لا ليس هذا فحسب، فليس حتى من مصلحة الكيزان سقوط حمدوك.
سقوط حمدوك من مصلحة الشعب فقط.
لماذا:
الرأسمالية لا ترغب في سقوط حمدوك، لأنها رأسمالية ترتبط بالفساد المستشري في الدولة وترتبط بجهاز الأمن، وترتبط بالمخابرات الأجنبية. هذه الرأسمالية ستفقد ميزاتها إذا تحولت الدولة لدولة مؤسسات وقانون، ومكافحة حقيقية للفساد. دعونا نسأل عن أسماء رأسماليين نشأوا وارتبطوا بنظام الكيزان، وهم حتى لم يشار إليهم مجرد إشارة ولم تراجع أموالهم المليارية التي اكتسبوها بصفقات فاسدة كصفقات الحديد والقمح والبترول...لماذا؟
ليس من مصلحة الكيزان سقوط حمدوك: لأن إسقاط الشعب لحمدوك يعني أنه سيأتي بقيادات ورجال دولة حقيقيين، يخرجون السودان من فوضاه القانونية والإدارية. أما بقاء حمدوك فيعني بقاء الدولة في حالة تردي مستمر في كل القطاعات، وبالتالي سيتمكن الكيزان من مقارنة الماضي الذي كانوا أسياده بالحاضر البئيس. فاستمرار حمدوك يخدم الكيزان أكثر من ذهابه.
مخابرات أوروبا لا ترغب في سقوط حمدوك: ببساطة لأنه يخدم أجندتها، وأهم اجندتها هو تقويض أي شعور جماهيري بنجاح حكومته القومية، مما يدفع بجماهير الشعب للبحث عن احتلال خارجي، وهذا يعزز دعم طلب حمدوك للبعثة الدولية. كما أن اوروبا وامريكا لديهم سياسة واضحة وهي تفكيك السودان، وتطبيق الاتفاقيات الإبراهيمية (التطبيع مع إسرائيل) وهذا لن يتأتى بوجود حكومة قوية مدعومة من الشعب. وإنما بحكومة ضعيفة وشخصية ضعيفة كقرزاي السودان (حمدوك) الذي ينفذ كل ما يؤمر به بدون حتى إبداء تساؤل.
سقوط حمدوك ليس من مصلحة الانتهازيين والعملاء واللصوص، فبيئة هؤلاء هي البيئة القذرة التي خلقها حمدوك بدلاً عن ان يخلق بيئة تتمتع بقيم وطنية حقيقية عبر تعزيز الحوار المجتمعي.
الجيش لا يريد إسقاط حمدوك، فشخصية كئيبة كشخصية حمدوك هي أفضل واجهة مدنية وهمية للعسكر. تخيل لو كانت هناك حكومة مدنية مشكلة من شخصيات تاريخية قوية كمنصور خالد والصادق المهدي أو حتى نقد بل والترابي وجون قرنق. هذه كانت قيادات قوية بالفعل ولديها خبرات طويلة جداً بالعمل السياسي، ويمكن لأي واحد منهم أن (يكرفس) العسكر بجملة واحدة. لكن العسكر وجدوا ارجوزات امثال حمدوك ومن تبعه ف(اتفسحوا) وقدلوا واتخوجلوا، وقد خلت الساحة من الأسود وامتلأت ب############ان الحقل.
فمن من مصلحته سقوط حمدوك؟
إنه الشعب فقط..
فمن مصلحة الشعب ان يسقط حمدوك، وأن يؤسس الشعب لبرلمانه الثوري الشعبي، وأن يشكل حكومته من قوميين وطنيين، وأن يبدأ في عمليات إصلاح شامل (قانوني، إداري، محاسبي، مالي). ومن مصلحة الشعب أن تأتي حكومة منتخبة، تؤسس لمؤتمر دستوري قومي جامع، تحل فيها كافة القضايا الخلافية. ومن مصلحة الشعب أن توجد حكومة قادرة على صناعة دستور دائم وليس وثيقة الدمورية التي كتبها القحاطة من أزلام الشيوعيين والبعثيين وتجمع الوهميين.
من مصلحة الشعب وجود رئيس وزراء قوي، مؤمن بقدرات الشعب وخاصة الشباب، وقادر على وضع برنامج إقتصادي متفائل ومنطقي في نفس الوقت. من مصلحة الشعب أن يحكمه رجال دولة لا نشطاء حقوق إنسان وفمنيستات ولا عملاء لاجهزة المخابرات، ولا منتفعين من الرأسمالية اللصة.
لكن أيهم أقوى؟
هل الشعب أقوى من الراسماليين واوروبا والكيزان والجيش والفاسدين والعملاء؟
بالتأكيد لا..
لذلك لن يسقط حمدوك.. بل ستتم حمايته من جميع أعضاء هذه العصابات الإجرامية التي تجمعها مصالح مشتركة وإن بدت في العلن مختلفة. وسيتم تخريب أي احتجاجات جماهيرية شعبية، وسيتم قتل المزيد والمزيد من الثوار واعتقالهم واختلاق البلاغات الكاذبة والمحاكمات الصورية ضدهم..
#وشكرا حمدوك..