إفتح صفحة جديدة وإنتظر ..! بقلم:هيثم الفضل

إفتح صفحة جديدة وإنتظر ..! بقلم:هيثم الفضل


06-08-2021, 05:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623126391&rn=0


Post: #1
Title: إفتح صفحة جديدة وإنتظر ..! بقلم:هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 06-08-2021, 05:26 AM

05:26 AM June, 07 2021

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الديموقراطي

سفينة بَوْح –



ما زال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو يُصرُ على إجترار مرارات الماضي ، رغم أن كل مؤشرات النجاة من عواقب الماضي تدفع الجميع بما فيهم القائد حميدتي إلى عدم الإرتكان إلى إجترارهِ دون تضحية الإدلاء بشهادات وإجابات شافية وناجعة قادرة على تعديل (الثوابت) التي بُنيَّت في عقول الناس بالشواهد والإثباتات وربما أيضاً الشائعات ، وقادرة أيضاً أن تُمثِّل (شفاءاً) ناجعاً للجراح النازفة والأحزان المُتدِّفقة في قلوب العامة وأفئدة أُسر الشهداء والجرحى والمفقودين.

فالحصافة والحكمة والدبلوماسية كأدوات للسلامة والخروج من الأزمات ، كانت أوجب ما يمكن أن يتبعهُ القائد حميدتي كلما ثارت حولهُ الشكوك أو تناوشتهُ الإتهامات أو أرهقتهُ العداوات (أو كما قال) ، فقد عجب معظم المراقبون المتخصصون في الشأن السياسي الحالي ، من ذلك الخطاب العاطفي الذي ألقاه القائد حميدتي في حفل تأبين أحد شهداء الحركة الشعبية ، والذي أكثر وإستزاد فيه من إستعطاف العامة وبثهُم شكواه المتعلِّقة بكثرة الإتهامات وإستهدافهُ بالشائعات ، ومحاولة تشويه صورتهُ أمام الشعب السوداني ، وفي ذات الوقت لم يبذل في ذلك الخطاب جهداً في الإدلاء بدليلٍ واحد حتى وإن كان ضعيفاً ليدافع به عن نفسه ، وفي ذات الصياغ ظل يُكرِّر مرةً تلو الأخرى أنهُ كان السبب وراء نجاح الثورة ، مُتناسياً أن الثورات لا يجب أن تُنسب فضيلة إنجازها إلا للشعوب والأمم ، وفقاً لقاعدة أن كل مافي السودان من خيرات وسوءات ستظل مآلاته ملكاً للشعب السوداني بما في ذلك الجيش وقوات الدعم السريع (إن صح فعلاً وقولاً وقانوناً ودستوراً) أنها جزءٌ لا يتجزأ من الجيش السوداني) ، وأن الشعب السوداني عندما تُحكى قصة نضالهِ وتضحياته وإضطلاعه بأعباء ثورة ديسمبر المجيدة وإنجازها ، لا يمكن أن تُبتدر روايتها إلا من وحي نضالاتهِ في كرري وأم دبيكرات وأكتوبر وأبريل ، فثورة ديسمبر كانت ثمرة لنضالات الشعب السوداني التي بدأت تحارب نظام الإنقاذ البائد منذ إنقلالب 89 وقبل ذلك بعقود تحت طائلة إستهداف رسوخ نظام ديموقراطي دائم ومتواتر ومُحصَّن ضد الإنقلابات العسكرية وغيرها من أشكال الحكم الشمولي.

على القائد حميدتي وغيرهُ من الذين تدورُ حولهم الشُبهات والإتهامات في قضايا وطنية وإنسانية وسياسية كثيرة لا حصر لها ، أن يوقِنوا أن (أجدى) سبيل للنجاة من العواقب المعنوية والمادية والقانونية والسياسية هو الإنحناء للعاصفة ثم الصمت والإمتناع عن إجترار زكريات الماضي المرير ، عليهم أن يتركوا الكلمة للقانون والقضاء واللجان المتخصِّصة التي في نهاية الأمر عاجلاً أم آجلاً ستُدلي بدلوها وتُبريء من تشاء وتُجرِّم من تشاء ، فتوجيه الرأي العام لن يُجدي طالما كان الأمر بيد القضاء والعدالة التي نفترض أنها الآن على أعتاب دخولها حظيرة النزاهة والإنحياز للقيَّم والأخلاقيات المهنية ، عليهم إن كانوا بالفعل مخلصين للوطن والشعب أن يفتحوا (صفحتهم) الجديدة ويعملوا بجد من أجل إخراج البلاد من مأزقها الحالي ، وأن يتركوا (صفحة الماضي) للتاريخ والعدالة التي لا مناص سيعلو صوتها فوق صوت الظُلم والإستبداد ، هكذا وعد رب العباد ، وهذا ما جرت عليه قوانين الطبيعة وسُنة الكون.

<إفتح صفحة جديدة وإنتظر.docx>
<هيثم الفضل.jpg>