هلالاب نعم لكن الوطن أولاً بقلم:كمال الهِدَي

هلالاب نعم لكن الوطن أولاً بقلم:كمال الهِدَي


06-07-2021, 02:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1623072053&rn=0


Post: #1
Title: هلالاب نعم لكن الوطن أولاً بقلم:كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 06-07-2021, 02:20 PM

02:20 PM June, 07 2021

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات


هلالاب نعم، ونعشق هذا الكيان، لكنه، أي هذا الهلال يأتي بعد الوطن وليس قبله بكل تأكيد.
بعض اخوتنا الأهلة يعيشون حالة انفصام غريبة هذه الأيام.
والسبب هو تلك اللجنة التي فقدت ثقتي بها وعرفت ألاعيبها منذ أشهر طويلة.
أعني لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام المفسدين التي تحظى بمساندة ودعم الكثير من السودانيين، بالرغم من قصورها وتقصير جُل أعضائها في حسم الكثير من الملفات.
والمؤسف حقيقة أنه حتى الملفات التي حُسمت (إعلامياً) يعلم الله وحده بما وصلت له فعلياً.
وسر ذلك هو عاطفتنا الجياشة ومواقفنا الانطباعية.
فما أن صار وجدي ومناع رمزين ومُفككي صواميل (مزعومين) لم يعد لدى غالبيتنا أدنى رغبة في مراجعة المواقف أو طرح الأسئلة، وأصبح كل ما يتفوهان به مُقنعاً لأكثرية السودانيين بالرغم من أن الواقع المُعاش يكذب ما نسمعه في مؤتمرات اللجنة.
لست بصدد قصور هذه اللجنة اليوم فقد كتبت وبالمستندات أكثر من مرة حول ألاعيب تمت في فصل بعض الموظفين بحجة أنهم كيزان مع افساح المجال واسعاً للترقي الوظيفي للكيزان الحقيقيين في بعض المؤسسات.
لكنني أتيت على سيرتها اليوم بسبب حالة الهيجان التي سادت وسط الأهلة بعد الاعتقال المتكرر لرئيس ناديهم السوباط ونائبه الجديد العليقي.
غضب الأهلة للاتهامات المتكررة لرئيس ناديهم التي يرون أنها غير مسنودة.
من حق هؤلاء الأهلة أن يرتابوا في أهداف الاعتقال.
فالسوباط، هذا الاسم المعروف تماماً حالياً والذي لم أسمع به شخصياً كرجل مال قبل الثلث الأخير من فترة حُكم المقاطيع ظل يمارس أعماله بكل حرية حتى لحظة تنصيبه رئيساً للهلال.
وبعدها أُعتقل لأول مرة بأمر اللجنة، قبل أن يفرج عنه دون اثبات شيء ضده.
ونائبه الحالي العليقي الذي عمل في شركات البترول ووصل فيها لأعلى المناصب لم أسمع به شخصياً ولم تقترب هذه اللجنة منه، إلا بعد أن عُين كنائب لرئيس لجنة (التطبيع).
ما تقدم يثير الشكوك نعم، وهذا لا أختلف مع غالبية الأهلة حوله.
لكن ما لم يرق لي في حديث بعض هؤلاء الأهلة هو أنهم نصبوا أنفسهم قضاة ومدافعين عن السوباط والعليقي وحاولوا التأكيد على براءتهما من كل ما نُسب لهما.
بل وذهب بعض الزملاء الأعزاء لأبعد من ذلك بطرح أسئلة من شاكلة: هل السوباط هو تاجر العملة الوحيد في البلد!! هذا بالطبع إن سلمنا بصحة الاتهام الموجه له بإتجاره في العملة.
وهذا سؤال لا يجوز، فلا يهمنا ما إذا كان هناك عشرة ، ألف، أو مائة ألف تاجر عملة آخرين، لأن هذا لا يرفع التهمة عن السوباط لو أنهم فعلاً أثبتوها ضده.
هناك أيضاً زملاء أعزاء كتبوا عن مواقف الأهلة القوية ضد الأنظمة الشمولية، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر.
أما أن الهلال ظل على الدوام عصياً على الأنظمة الشمولية فهذا ما أختلف معه جملة وتفصيلا.
فقد غاص الهلال في الوحل خلال السنوات الأخيرة من حُكم الكيزان البغيض.
وقَبِل الأهلة للأسف بأن يرأس ناديهم ربيب الكيزان الكاردينال الذي استفاد من فساد النافذين في حُكم اللصوص والمقربين من (الساقط) البشير لأبعد مدى.
وأستعان الكاردينال بمنسقة ومديرة لقناته (الهلال) تفاخرت بانتمائها للمؤتمر اللا وطني، وإن نسينا فلن ننسى تكريمها من رئاسة جمهورية الفساد في ذلك العهد الكريه مكافأة لها على سب الثوار والإساءة لكافة أهل ا لسودان.
كل ما تقدم حدث في السنوات الماضية، وقد وصلنا مرحلة أن يغض (بعض) الزملاء الطرف عن أخطاء وقصور وفساد رئيس ناديهم، ويتماهوا مع كل السلوكيات الشائنة، قبل ترتفع أصواتهم بالنقد بمجرد أن أُزيح ذلك النظام البغيض، فكيف نقول أن الهلال ظل عصياً على الأنظمة الشمولية!!
وقد ظللنا ندعو الأهلة حينذاك لأن يثوروا ضد الفساد والمفسدين في ناديهم، وبعد أن فقدنا الأمل في تحقيق ذلك ربطنا الأمر بالثورة الشاملة التي كان لابد أن تنتظم كافة البلاد إن أردنا العيش بكرامة.
أخلص مما تقدم إلى أن الكيزان عرفوا كيف يُطوعوا الهلال ويذعنوا بعض إعلامييه وجماهيره لرغباتهم المريضة عبر استغلال العاطفة لدرجة أن هذه الجماهير التي عُرفت تاريخياً بولائها للوطن أولاً ثم لناديها صارت مُقسمة بين الإداريين وحتى الصحفيين.
وما زال هذا الأثر بالغ السوء باقِ في الهلال إلى يومنا هذا، وهو ما يضاعف من الأزمات التي يواجهها النادي على كافة الأصعدة.
عندما أقرأ لبعض من سلوا أقلامهم بكل حِدة على لجنة (التطبيع) الحالية أصفق يداً بيد حين أتذكر خنوعهم وهشاشة أقلامهم إبان فترة الكاردينال ووقت سطوة الكيزان المجرمين.
وإن أردنا أن نصلح أحوالنا فلابد أن نقر ونعترف بالحقائق وواقع الأمور.
لكل ما تقدم لا أتفق مع فكرة الدفاع المستميت لا عن السوباط ولا العليقي ولا أي كائن في لجنة (التطبيع) أو غيرها.
على المستوى الشخصي لا أستبعد العلاقة اللصيقة بين السوباط والعليقي بنظام (الساقط) البشير، بل يبدو لي أنهما ارتبطا بذلك النظام ارتباطاً وثيقاً وانتعشت أعمالها خلاله، لكنني لست قاضياً لأحاكمهما وبنفس الدرجة أرجو ألا يرتدى الآخرون عباءات القضاة ليبريء أي منهم ساحة أي عضو في اللجنة.
كل ما علينا هو أن نضغط بإتجاه أن تكون لجنة إزالة التمكين محايدة وجادة ونزيهة في تعاملها مع كافة الملفات المناطة بها، وأن يثبتوا التهم على من تحوم حولهم أي شبهات فساد.
أما أن نسخر أقلامنا للدفاع عن متهمين وأناس ارتبطوا بشكل أو بآخر بنظام المخلوع لمجرد أننا أهلة نعشق كياننا ونريد أن نكيد بمنافسينا فهذا ما لا يشبه نادي الخريجين الأوائل الذي نتفاخر به.
حقيقة أخرى لا يمكن حجبها بغربال هي أن ما جري ويجري في الوسط الرياضي حتى يومنا هذا وراءه أيادِ خفية.
ومن يظن أن وجود سوداكال والسوباط وغيرهما كرموز في وسطنا الرياضي حدث بمحض الصدفة يخادع نفسه.
مازلنا نعاني من فساد الثلاثين عاماً الماضية، وحتى يومنا هذا لم تتحقق تطلعات شعبنا في وطن معافى وخالِ من أمراض وأدران تلك العقود الثلاثة.
ولن يتحقق ذلك ونحن ندعو لمليونيات لدعم السوباط أو غيره من الأفراد بدافع حبنا للهلال.
فما الذي نملكه من أدلة دامغة على عدم تورط السوباط او العليقي أو غيرهما في أي صفقات فساد سواءً في الماضي أو الحاضر.. ما هي الأدلة التي نمتلكها سوى بعض كلمات تُكتب في هذه الصحيفة أو تلك، حتى ندعو قطاعاً عريضاً من شعبنا الثائر للخروج في مليونيات دعم رؤساء أو نواب رؤساء أنديتنا!!
المليونيات التي لم تخرج ضد وزير الإعلام السابق المتقاعس أو في وجه أديب المتواطيء الذي استمر في تسويف قضية شهداء الوطن لكل هذه الأشهر الطويلة نريدها أن تخرج لدعم السوباط والعليقي!!
لا والله هذا أمر لا يجوز ولا يشبه الشعار المرفوع (ثورة الوعي).
(عِرفة متين) يا أهلة بالسوباط والعليقي!!
هذه انفعالات عاطفية لا محل لها في سودان اليوم لو رغبنا حقيقة في اكمال هذه الثورة التي فقدنا فيها أرواحاً عزيزة من أجل تغيير حقيقي لا بغرض استبدال مستهبلين وفاسدين وبلطجية بمستهبلين وفاسدين وبلطجية جدد.