+ حميتي والبرهان ؟ في يوم الجمعة 4 يونيو 2021 ، في الخرطوم ، في حفل تأبين القائد مبارك نميري أحد قادة حركة مني اركو مناوي الذي اغتيل قبل يومين بشمال دارفور، القى حميتي خطاباً كاشفاً ، نشره على صفحته في الفيسبوك . يمكنك يا حبيب مشاهدة خطاب حميتي على الرابط ادناه :
نختزل في النقاط ادناه إستعراضنا وتحليلنا لبعض البعض من الإشارات المدغمسة التي ارسلها حميتي لبعض الجهات التي يتهمها حميتي بوضع المتاريس في طريقه ، بل تصفيته لصالح وبواسطة الرئيس البرهان . واحد : في يوم السبت 5 يونيو 2021 ، كشف القائد ياسر عرمان ، وهو أدرى ، عن وجود توتر شديد بين الجيش وقوات الدعم السريع، بسبب رفض حميتي دمج قواته في الجيش ، من بين اسباب اخرى . طالب القائد ياسر عرمان بعدم السماح بوقوع قتال بينهما ، ومشيرًاً إلى أن طلقة واحدة يمكن أن تفجر البلاد لأنها ترقد فوق برميل بارود. إستمر الطرفان ، الجيش والدعم السريع ، في إبقاء قواتهما في حالة استعداد قصوى 100% منذ يوم الاثنين 31 مايو 2021 ، ولا تزال قوات الطرفين في حالة إستعداد قصوى ، تحسُباً لاي مواجهة متوقعة بينهما ، خصوصاً تجرؤ الرئيس البرهان على إعتقال حميتي خلسة ، كما صار متوقعاً . اتنين : هدد حميتي الجميع ، وبطرف خفي جنرالات الجيش الكيزانية ، إن المساس به يعني ( فرتقة البلد ) ؟ إستنجد حميتي بالشعب السوداني مُذكراً في حارة آفتها النسيان ، بانه الشخص الوحيد في لجنة البشير الأمنية الذي رفض فض الاعتصام يوم الخميس 11 ابريل 2019 ، يوم خلع الهالك البشير. أشار حميتي إلى ان ضباط لجنة البشير الامنية من الكيزان ، ولاحقاً اعضاء المجلس العسكري الانتقالي خططوا لإبعاده من السلطة بعد نجاح الثورة ، بحصر دوره في أن يكون مقاتلاً في الخلا لمحاربة حركات الكفاح المسلح في دارفور بعيداً عن الخرطوم ، ويحتكروا هم السلطة في الخرطوم . لكنه وقف ( تود ) ضد مخططاتهم الكيزانية ، وأكد إنه لن يتعرض لمثل هذه الخديعة مستقبلاً ، بل سوف تستمر قواته في التواجد المُكثف في الخرطوم ، ويستمر شخصه الكريم ماسكاً بخيوط عجلة السلطة . والمديدة حرقتني ! ردد حميتي مع نانسي عجاج : بلداً هيلي نا.. دموعها.. دموعي نا.. أساها...أساي أنا.. ضميرها..ضميري نا.. كل آمالي نا.. السلام يملاها..يطلع من هنا.. والحمام يتشابا ... خليك شوية يا حبيب مع نانسي عجاج على الرابط ادناه :
تلاتة : اوضح المراقبون إن الصراع الحالي بين الجيش وقوات حميتي للدعم السريع ، هو صراع نفوذ شخصي بين الرئيس البرهان ونائبه حميتي ، إذ يحرض الرئيس السيسي صديقه الرئيس البرهان لإحتكار السلطة ، وتصفير حميتي ، لان ريسين غرقوا المركب . وللرئيس السيسي اسبابه الشخصية الاخرى ، كما سوف نوضح في النقطة التالية . تمعن يا حبيب في الصورة ادناه التي ترى فيها الرئيس البرهان يحدر ( عينك يا تاجر ) لنائبه حميتي ، وفي وضح النهار ، وضباط حميتي في جانب وضباط البرهان في الجانب المقابل .
هذه الامر لا يستبعد حسد ضباط وصف ضباط وجنود الجيش من مخصصات زملائهم في الدعم السريع ، التي تفوق وبكثير مخصصاتهم المالية ، وبالتالي نقمة قوات الجيش من قوات الدعم السريع . اربعة : السيسي زعلان يطرشق من حميتي لانه وقف على الحياد في أزمة سد النهضة ، ولم يهاجم اثيوبيا كما المنصورة ، حتى لا تتاثر إستثماراته المليارية في اثيوبيا ، او كما يتهمه السيسي . في المقابل ، يتهم حميتي السيسي من طرف خفي بإطلاق الإشاعات المغرضة ضده ، وإنه جنرال خلا ، ولا يحق له ان يكون نائب الرئيس البرهان في المجلس السيادي الانتقالي ، وإنه ليس بسوداني بل تشادي كما إتهمه الشيخ موسى هلال من قبل . يتآمر السيسي مع إدارة بايدن إلى جرجرة حميتي الى المقصلة في محكمة لاهاي حيث يتربع حميتي على المركز التاسع في قائمة اوكامبو ال 51 ، التي بدات بالقبض على كوشيب ، والتي تخطط فاتو بن سوده لضم احمد هارون لكوشيب في قضية واحدة ، لان الاتهامات الثلاثينية بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبها الاثنان واحدة ، وفي وقت واحد ، ومكان واحد . في يوم الجمعة 4 يونيو 2021 ، صرح الرئيس بايدن بأن محاربة الفساد سوف تكون عمود الخيمة في فترة ادارته التي سوف تنتهي في يناير 2025 . بعدها تحفظ متنفذون في ادارة بايدن على امبراطورية حميتي المالية والعسكرية المهولة ، وعزمهم على تفكيك هذه الامبراطورية ، خصوصاً ضمان عودة ميليشيات الدعم السريع لثكناتها ، وإحتكار حكومة حمدوك للسلطة التنفيذية ، وإقتصار دور الرئيس البرهان ونائبه حميتي وبقية الشلة العسكرية في المجلس السيادي الانتقالي على المهمات السيادية التشريفاتية ، وليس الحكم . خمسة : تقف حركات الكفاح المسلح في صف الجيش تكتيكيا ، لانه الاقوى ، ولأن بعض قادة حركات الكفاح المسلحة يجدون انفسهم مع العقيدة الكيزانية في الجيش ، وضد العقيدة العلمانية في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير ، وضد حميتي الذي اراهم نجوم الضهر خلال الثلاثينية الظلامية ، وإن كانوا يظهرون الود لحميتي ، كما جاء في الآية 8 في سورة التوبة : كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ . ستة : يحتاج الشعب السوداني لقوات حميتي للدعم السريع قوية ومتماسكة ومستقلة وغير مرتبطة بايدولوجية إسلاموية لضمان توازن الضعف مع الجيش الكيزاني وحركات الكفاح المسلح الحربائية . عموما الوضع في غاية السيولة فالقوى العسكرية الثلاثة : الجيش وقوات حميتي للدعم السريع وحركات الكفاح المسلحة متربصة ببعضها البعض . وفي الراهن العسكري ، لا يملك اي منهم فرصة الحسم العسكري . وفي هذا خير كثير ، فتوازن الضعف وتدافع القوى العسكرية بعضها ببعض ، يحفظ السلام الشامل العادل ، ويُبعد خيار الإنقلاب العسكري ، ويؤمن التحول الديمقراطي الكامل ، أو كما قالت الآية 251 في سورة البقرة : ... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ...