إلى عثمان ميرغني وآخرين بقلم: الريح عبد القادر محمد عثمان

إلى عثمان ميرغني وآخرين بقلم: الريح عبد القادر محمد عثمان


06-06-2021, 02:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1622944786&rn=1


Post: #1
Title: إلى عثمان ميرغني وآخرين بقلم: الريح عبد القادر محمد عثمان
Author: الريح عبد القادر محمد عثمان
Date: 06-06-2021, 02:59 AM
Parent: #0

02:59 AM June, 05 2021

سودانيز اون لاين
الريح عبد القادر محمد عثمان-لاهاي
مكتبتى
رابط مختصر




إتحاد الطلاب الكيزاني فرع مصر



كتابُ الظلام.. لا يعرفون أنّ من عادات الفجر أن يُفجّرَ ظلمةَ الليلِ ضياءً، وأذاناً وصلاةً وسلاماً!
إنهم يفيقون في الليل ليتفيقهوا: يكتبون الأشعار الفجّة في هجاء الثورة والثوار، ويسجلون البربوغاندا، ويدبّجون الافتتاحيات الظلامية.
بعضُهم يضرّج صحيفةً كاملة بلون الكذب.
وبعضهم آثر أن يكون من ثعابين الكراكير وضبوب الأسافير.
لكن، رغم أنوفهم جميعاً:
ما أجمل الخرطوم الآن في المستقبل، وما أجمل المستقبل الآن في الخرطوم!
تستطيع النفوس المتواضعة، الضامرة، أن ترى الوعد جلياً، رغم صفوف الرهق اليومي؛
لكنّ النفوس المتورّمة، المثقلة بأحقادها وأطماعها وأوهامها، فلا ترى حتى في مجرى النيل المتدفق إلا سراباً.
الثورةُ نيلٌ يتدفق! يا بلادي!
ولئن كانت الخرطوم تعج بالشانئين والشامتين، فتلك مرحلة طبيعية.
ففي فترات الثورات الكبرى، يكثر اللاثوريون!
وفي القيامات الكبيرة، يكثر القاعدون، القائلون "هَلُمَّ إلينا"!
والقائلون إن الثورة عورة؛
ويكثر الواهمون، الزاعمون أن الثورة بدونهم ليست بثورة؛
ويظهر كذلك الحكماء المزيّفون، والناصحون الماكرون.
سمعت ذات مرة متحدثاً غير لبقٍ يزعم أن قوله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛
وقال آخر "لا أريكم ألا ما أرى".
وجاء صحفي من أقصى المدينة شانئاً؛ وجاء كاتب من أقصى المدينة شامتاً؛
جاءوا بإفك عظيم: قالوا إن الثوار لن يعبروا، وأن الشعب "غلط وهم صاح".
يخوّفون الناس من دهياءَ مظلمةٍ إنْ لم يسمعوا كلامهم!
وقالوا إن الكوكب الغربي "أبو ضنب" قد ظهر فعلاً!
يا عجبي! كيف لا يبصر كتاب الظلام عزيمة الثوار!
إنهم يجهلون عادات الشمس، ولا يعرفون أن الصبح دؤوبْ، وأن الظلام رويداً رويداً يذوبْ.
وأن البرهان (ولا على كيفو) ماشي. وكذلك كباشي. وأن حميدتي ح يحرد، أو يقنع.
إنهم لا يعترفون أن الخرطوم لم تشهد أبداً أفضل مما يمور فيها من ثورةٍ الآن.
في الخرطوم، الأمرُ صائرٌ إلى نصابه وأصحابه. ولن تعود الكلمة فيها للجنة الأمنية، ولا للدعم السريع، ولا للحركات المسلحة. ولا للناصحين الماكرين، والحكماء المزيّفين!
الكلمة في الخرطوم الآن ممهورة بدماء الشهداء.
أجل، انفضّ اعتصام "القيادة"، لكن آلت "القيادة" للشباب، والأمر صائرٌ إلى نصابه، وسيعود السلاح إلى قرابه.
لن تذهب أدراج الرياح كلمةٌ قالها الشهداء الميامين بدمائهم!
قالوها يوم أنْ صار القولُ جرحاً في فم قائله.
أجل، في فترات الثورات الكبرى، يكثر اللاثوريون!
الذين لا يرون شباب الثورة، ولا أجنة الثورة.
ولا يعلمون أن الأرض تنبت ثورةً ومقاومة.
عجبي! كيف لا يرون الخرطومَ، طفلةَ اليوم، عروسَ مستقبلٍ واعدٍ، وأخضر، غير مخضبٍ بلون الدم؛ تقف ممشوقة القوام، تشرئب للصباح، مملوءة الساقين أولاداً وبناتٍ ثوريين؟
لا يعارض الثورة إلا هالك!
الثوارُ قالوا ذلك، وإذا قالوا فهو كذلك!
لأن الكلمة لهم وحدهم!
من غيرهم للهَمّ الكبير، وللعمل الكبير، وللوطن الوثير: شباب الخير، شباب الثورة!
من غيرهم سيخوض الوحلَ ليعبر!
من غيرهم؟ لله درهم!