رمزية إغتيال رجل الأمن بقلم:د.أمل الكردفاني

رمزية إغتيال رجل الأمن بقلم:د.أمل الكردفاني


06-04-2021, 01:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1622810186&rn=0


Post: #1
Title: رمزية إغتيال رجل الأمن بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 06-04-2021, 01:36 PM

01:36 PM June, 04 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




منذ الثورة، والقناصة الأشباح يُردون العديد من المحتجين قتلى، ففي كل تظاهرة هناك عملية قنص تتم لواحد أو إثنين من فئات مختلفة، منهم الطبيب ومنهم الطالب، ولكن البارحة كان هناك جديد، فقد كان ضحية ذلك القناص الشبح، رجل أمن.
رجل أمن يحمي المتظاهرين. وهذه في حد ذاتها قصة أخرى. إذ يبدو أن هناك أجنحة داخل النظام الراهن، لا تقبل الخروج على النظام. وترفض بلبلة الوضع الذي يبدو لها مستقراً ومحققاً لأقصى طموحاتها ومصالحها.
الرسالة هنا ليست للمحتجين، بل للأمن نفسه. وإن كان هناك إحتمال آخر، وهو التضحية ببعض الأمنجية، لإبعاد الشبهة عن جهات معينة. تماماً كما حدث إبان الاعتصام، عندما تم التضحية ببعض قوات الدعم السريع، في مسرحية ليلية طويلة، تكشفت مشاهدها في الصباح.
لكن في كل الأحوال، فإن (الجهة) التي تقود الدولة حتى الآن أثبتت أنها جهة إجرامية ودموية، وأنها لا تتورع عن سفك الدماء ولو -فقط- لإخراج بعض مشاهد المسرحية بشكل أكثر واقعية. إن مشهد الدم الأحمر هو أكثر ما يضفي واقعية على أفلام هوليوود وليس القبلات.
هناك (جهة) أو فلتكن (منظمة)، ما بدأت عملها منذ بداية الاحتجاجات أواخر ٢٠١٨، وعملها هو فقط (منح الواقعية للمشاهد). عملها هو القتل..القتل فقط. سماهم المناؤون للإسلاميين بكتائب الظل التي تحدث عنها علي عثمان. لكن المتابع للأحداث، يكتشف أنها لم تعمل على حماية قيادات الحركة الإسلامية الشبابية بقدر ما عملت على قتل شباب الحركة الإسلامية. هناك إتهامات لمليشيات تابعة للبعث تم تكوينها بمعرفة البرهان. وهي اتهامات لا يمكن تأكيدها أو نفيها، ولا إثباتها ولا دحضها. هناك من أسماها كتائب الجيش الأحمر التابعة للشيوعيين. هذا الإسم أطلقه قوش أثناء الثورة بشكل عارض، وتركه ليحلق في الفضاء وحيداً. لكن الشيوعيين نفوا أن تكون لديهم مليشيات. ونفي المتهم لا يعني شيئاً.
غير أنه -وفي كل الأحوال- هناك مليشيات من القناصة. وهم خبراء، ويقتلون بشكل مدروس.
والأكثر تأكيداً بالنسبة لي أن الإستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات لديهم (علم) بهذه المليشيات. ورغم علمهم إلا انهم إما غير قادرين على السيطرة عليها، أو مضغوطين من تلك (الجهة) التي تحرك أحجار الشطرنج، حتى لا يمسوها بسوء. وهناك إحتمال ثالث لا نتمناه، وهو أن يكون الجيش قادر على السيطرة ولكنه غير راغب. وهذا يجعله متواطئاً مع تلك (الجهة). مع ملاحظة أن الجيش قد يكون مرتاحاً جداً من عدم وجود رابط بينه وبين تلك المليشيات، التي تؤدي عملها بعيداً عنه.
الدم يخلق الواقعية للمشهد. لكن من السيئ أن يتجاوز حدود المعقول ليتحول القتل إلى لعبة.
قبل سنتين قلت بأن دماء الشابين الذين أغتيلا في الكلاكلة وامدرمان ستجر وبالها على البلد، عندما فرح أنصار حمدوك بقتلهما وصمتوا ولم يرفضوا قتلهما. قلت وأنا أتذكر ذلك جيداً، أن قبولنا لآلية إغتيال الآخر المختلف ستجر خلفها لعنات وسخط السماء، وأعتقد أننا بعد بضعة أشهر سسنتقل للمرحلة الأكثر خطورة. وهي....
...