Post: #1
Title: قرنق والذين غدروا به: د. منصور خالد وأشياء أخرى
Author: مازن سخاروف
Date: 05-29-2021, 07:39 PM
07:39 PM May, 29 2021 سودانيز اون لاين مازن سخاروف-UK مكتبتى رابط مختصر
(1) السودان وخازوق الإختراق الأمني
من البداية ودون رتوش. الركيزة الأساسية في افتراض هذا الموضوع أن جون قرنق لم يجد من يخلص له النصح.
فمجلسه كان مخترقا من اصحاب الأجندة وعلى رأسهم منصور خالد. (1)
جون قرنق تخلى عن شيئين: 1. المقاومة لأجل سودان موحد 2. المبادئ الإشتراكية
من المسؤول الأول: في رأيي د. منصور خالد, الحصان الأسود للسياسة الإستعمارية الرئاسة كما الفرع, أي بريطانيا ثم الولايات المتحدة بهذا الترتيب.
اللاعبون الأساسيون:
1. قرنق 2. د. منصور خالد 3. ريك مشار 4. د. لام أكول 5. المخابرات البريطانية وأذرعها الطويلة
هذا الموضوع مجرد "فتحة أضان" .. شخبطات بقلم الرصاص, ومجهود متواضع عسى ولعل يساهم في توعية الأجيال أن مشكلة النخب السودانية, جنوبية كانت أو شمالية ليست في إدمان الفشل, ولكن في إدمان الخيانة للمخابرات البريطانية وربيباتها, أمريكية, إلخ
----------- (1) هناك أقلام من جنوب السودان ترى بأن منصورا هو "مطوّع" قرنق. لكن الوقائع التاريخية هي الأهم.
|
Post: #2
Title: Re: قرنق والذين غدروا به: د. منصور خالد وأشياء
Author: مازن سخاروف
Date: 06-01-2021, 10:19 AM
Parent: #1
2. السودان وخازوق الإختراق الأمني: كتيبة لام أكول, عبقري الهندسة* الذي ضل طريقه إلى رمال السياسة
"بيت جنوب السودان بيت منقسم" قرنق (3)
ربما يتساءل قارئ, إذا كان بيت السودان منقسما على نفسه, فمن الذي أوقع فيه الشقاق والخلاف؟ هذا سؤال مستوى إجابته سقف طموحات عال جدا. ورغم أنه ضمن "صلاحيات التحري" في سفرنا هذا, لكنه لن يستطيع سوى خدش القمة من جبل الجليد. لكنا سنحاول أن نلقي من الضوء ما يكفي ليس فقط لتوجيه الباحثين ولكن كذلك لتحديد منطقة الخطر, التي مرارا وتكرارا يُمر عليها مرور الكرام. أي, من دك كوتشينة البيت الجنوبي الذي رغم كل ما عليه من مآخذ كان يسعى لوحدة السودان وليس تقسيمه؟
د. لام أكول أحد اللاعبين الأساسين في زعزعة البيت الجنوبي, الممثل الأفضل نسبيا لكفاح مسلح من أجل "سودانوية" جامعة. "في كتابه بالإنجليزية الجيش الشعبي\الحركة الشعبية لتحرير السودان: داخل ثورة أفريقية" (4) الذي يبدو أنه كان مقدما للنشر في بداية عام 1996 يقول في المقدمة (الترجمة أدناه من النسخة العربية التي تضمنت مقدمة الطبعة الإنجليزية الأصل):
Quote: الفترة التي تم تغطيتها تنتهي باسقاط نظام منقستو هايلي مريام في إثيوبيا في مايو 1991م. آمل مخلصا أن يثير هذا العمل نقاشا حول المواضيع ذات الصلة بهذه الحركة والتي شكلت السياسة في السودان منذ عام 1983 بشكل كبير ... لام آكول, نيروبي - أغسطس 1995
|
المأزق الأول في خلفية النشر يبدو واضحا من الفترة الزمنية توقيع المؤلف حين إكمال الكتاب في 1995, وبين تاريخ الطبعة الأولى في عام 2001 . فيبدو جليا أن المؤلف "عدل عن رأيه" في النشر وانتظر ست سنوات أخرى ليخرج الكتاب إلى العالم. ربما تسربت بعض النسخ إلى المعارف والأصدقاء, لكن هذا لا يعني سوى أن لام أكول لسبب أو آخر تراجع عن مسؤولية النشر في تاريخه.
المحور الآخر والأهم, أيضا من الإقتباس أعلاه, أن لام آكول لم يذكر شيئا عن "تمرد الناصر", وليس لدي على الأقل أي تسمية أخرى لما حدث في أغسطس 1991, أي طعنة من الخلف ضعضعت أركان الحركة الشعبية في فترة من أشد فترات التاريخ المعاصر إضطرابا بالأحداث: ما يشمل حرب الخليج الأولى, والزلزال الذي ضرب الإتحاد السوفييتي. في عرف الكتابة التاريخية يسمى ذلك "النسيان المتعمد" في الإنجليزية بـ a significant omission
ثالثة االأثافي كانت في تكرار نسيان لام أكول لتمرد الناصر في النسخة العربية من كتابه التي صدرت في عام 2009 (5), فيقول في مقدمتها:
Quote: أضفنا في هذه الإصدارة فصلا جديدا عن اتفاقية السلام الشامل. وهي ليست حسب تسلسل الأحداث وطبيعة الكتاب جزء منه (أي السلام, إضافتي, سخاروف). ولكن طلب مني, والطبعة العربية تاتي بعد هذا التطور الهام من تاريخ السودان, ضرورة تضمين هذه الإتفاقية في الكتاب. بما أن النضال كله من اجل السلام, رأيت وجاهة المقترح وقبلت بتضمين الفصل الجديد وهو الفصل العاشر.
... وبالله التوفيق والسداد. د. لام أكول الخرطوم, أغسطس 2008م
|
إن قدرة لام أكول على وصل المقطوع في التاريخ من بعد قطعه يبدو مثل ترقيع الجبة". فإن جاز لنا وصف فصول الكتاب العشرة في مسيرة "الكفاح" من رواية أكول ب"أبناء لام أكول العشرة" (أو التسعة زايد واحد), فهذا أيضا لا يحل المشكلة بإسقاط "الإبن العاق" من "لم الشمل العائلي بعد "السلام". الإبن العاق الذي هو تمرد الناصر بالطبع. I am sorry, Dr. Lam Akol, but I don't buy it.
السؤال الملح هو, هل كتب لام أكول عن ذلك "الوليد العاق" على الإطلاق. نعم, فقد كتب د. لام اكول كتابا منفصلا سماه "إعلان الناصر" (6) والذي صدر بالإنجليزية في عام 2003 لكن المفارقة طبعا في الإسم الذي اختاره للكتاب, أي "إعلان الناصر" وليس حتى "إنشقاق الناصر", ناهيك عن أن يكون "تمرد الناصر".
الملخص: فيما يتعلق بالنخب السودانية, بيع القضية, النسيان, ثم محاولة ترقيع الجبة الممثلة لتاريخ الأحداث هي مشكلة جنوبية بقدر ماهي شمالية. النقد الذاتي في تاريخ السودان يبدو أنه حتى الآن اختراع شيوعي. وحتى داخل البيت الشيوعي فينقصه الكثير. لكنه على الأقل سعى وله أجر المحاولة. وللام أكول أيضا أجر المحاولة (حتى من بعد لأي), حتى لو أن دفعه لمستحقات الهم الوطني "فيه ما فيه". المشكلة في د. ريك مشار الذي لم يدرك لسانه الصباح فسكت عن الكلام المباح فقط, بل يبدو أنه أعطى لسانه إجازة دائمة مفضلا كما يبدو المثل الشهير في حكمة الصمت (7)
مازن سخاروف
---------------- (3) قرنق في اجتماع مع الرئيس الكيني دانيال آرَب موي الساعي للوساطة بين قرنق وبين "مجموعة الناصر", أو بالأصح فصيل الناصر. المصدر, بونا ملوال, "السودان وجنوب السودان: من واحد إلى إثنين". Bona Malwal, Sudan and South Sudan: From one to two, UK, 2015
(4) SPLM/SPLA: Inside an African Revolution, 2001 (2009, 2011, 2018)
(5) الثورة الشعبية لتحرير السودان <ثورة أفريقية>, ترجمة إسماعيل آدم وبشرى آدم, 2009
(6) SPLM/SPLA: The Nasir Declaration, 2003
* د. لام أكول كان, وحسب علمي لا يزال صاحب أعلى معدل تراكمي أو GPA في كلية الهندسة جامعة الخرطوم. فقد أحرز معدل 9, أي تسعين بالمائة, وهو أمر بمقاييس كلية الهندسة قبل التعريب على الأقل يعد عجائبيا. في الذاكرة القريبة لا أمير الروسي ولا أولاد العميد ولاغيرهم بمعدل فوق الثمانية بقليل استطاعوا الإقتراب من تلك القمة المتفردة.
(7) حتى الآن ننتظر د. غازي صلاح الدين وعلي عثمان محمد طه عن روايتهم لـ"شن السلام في السودان". لا نملك إلا أن نقول: "أيها الصامتون! ما بالكم ما بالكم صامتين؟"
|
|