لا شماتة في الموت بقلم:حسين إبراهيم علي جادين

لا شماتة في الموت بقلم:حسين إبراهيم علي جادين


05-24-2021, 02:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1621862268&rn=0


Post: #1
Title: لا شماتة في الموت بقلم:حسين إبراهيم علي جادين
Author: حسين ابراهيم علي جادين
Date: 05-24-2021, 02:17 PM

02:17 PM May, 24 2021

سودانيز اون لاين
حسين ابراهيم علي جادين-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




بعد وفاة الطيب مصطفى ظهرت كتابات تشمت بموته، لا أقول ان الطيب مصطفي بلا خطيئة ولا اتفق معه فيما ظل يكتب ولكن أقول لا شماتة في الموت.
فهل يشمت المرء بأنياب آكله أم يسر العاقل بسلاح قاتله.
أيها المسكين ما الذي تجنيه من شمتك على أصحاب البلاء، هل ستصفق لك الأيادي أم أنك ترفع من منزلتك.
جاء من آثار بديع الزمان الهمذاني في جوابه الى من كتب اليه يهنئه بمرض خصمه ابي بكر الخوارزمي:
الحر- أطال الله- بقاءك – ولا سيما إذا عرف الدهر معرفتي، ووصف أحوال صفتي، إذا نظر علم أن نعم الدهر مادامت معدومة فهي أماني، فإن وجدت فهي عواري، وإن محن الزمان وإن مطلت فستنفد، وإن لم تصب فكأن قد، فكيف يشمت بالمحنة من لا يأمنها في نفسه ولا يعدمها في جنسه، والشامت إن أفلت فليس يفوت، وإن لم يمت فسيموت، وما أقبح الشماتة، بمن أمن الإماتة، فكيف بمن يتوقعها بعد كل لحظة، وعقب كل لفظة والدهر غرثان طعمه الخيار، وظمآن شربه الأحرار، فهل يشمت المرء بأنياب آكله، أم يسر العاقل بسلاح قاتله؟! وهذا الفاضل شفاه الله، وإن ظاهر بالعداوة قليلاً، فقد باطناه وداً جميلاً، والحر عند الحمية لا يصطاد، ولكنه عند الكرم ينقاد، وعند الشدائد تذهب الأحقاد، فلا تتصور حالي الا بصورتها من التوجع لعلته، والتحزن لمرضه، وقاه الله المكروه، ووقاني سماع السوء فيه، بحوله ولطفه.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن حوله من الصحابة وقد أتاهم عكرمة بن ابي جهل رضى الله عنه: سيأتيكم عكرمة مؤمناً مهاجراً فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت.

حسين إبراهيم علي جادين
مستشار قانوني