رسالة إلى المناضل عبد الواحد نور الذي أسماه الشماليون مستر نو بقلم:د.أمل الكردفاني

رسالة إلى المناضل عبد الواحد نور الذي أسماه الشماليون مستر نو بقلم:د.أمل الكردفاني


05-24-2021, 01:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1621858071&rn=0


Post: #1
Title: رسالة إلى المناضل عبد الواحد نور الذي أسماه الشماليون مستر نو بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 05-24-2021, 01:07 PM

01:07 PM May, 24 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




هذه الرسالة إلى المناضل الثابت على موقفه منذ عهد الكيزان وحتى امتداهم الشمالي الحالي، عبر الواجهة الصورية المسماة قحط.
وإذا كان الشماليون قد اطلقوا عليه مستر نو، كما يطلقون على باقي رموز الهامش أسماء استخفافية من هذا القبيل مثل حميرتي وغيره، كنوع من الاغتيال الأدبي، رغم أنهم ابدا لم يحاولوا إطلاق صفة على البرهان، وهو ليس بروفيسور، ولم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، لكنهم يحترمون أهلهم. إذا كان الأمر كذلك. فإن مستر نو تعتبر شرفاً لم ينله شمالي واحد، فقد أثبت مجرى الزمان بأنهم بلا عقائد حقيقية ليقولو دائما "NO". وملاحظة طفيفة وهي أنه رغم اختلاف أهل دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق مع المركز، لكن يحسب لهم انهم لم يحاولوا إطلاق مسميات تهين رموز وقيادات الآخر كما أدمن الشماليون هذه الخصلة الذميمة من ضمن خصالهم الأكثر ذمامة الأخرى.
أما بعد..
السيد المناضل عبد الواحد..
إنني في البدء ساحاول ترتيب العلاقات الاستراتيجية التي نشأت بين الغرب والشماليين منذ الثورة الأخيرة، والتي وضح جلياً أن تعليمات الغرب فيها قد جاءت بعدم القيام بمؤتمر جامع يشمل كل قوى الهامش مع القوى الشمالية (دعنا نسمِّ الأشياء بمسمياتها الحقيقية). وبالتالي فهذه الثورة شمالية بامتياز، واقصد في نتائجها، لأن قوى دارفور والهامش الاخرى كانت قد شاركت قبل الثورة ومنذ عام ٢٠٠٣ في النضال لاسقاط حكم الشماليين (فرع الحركة الإسلامية).
لذلك؛ لقد اعادتنا الثورة للمربع الأول؛ اي سيطرة شمالية على مصادر السلطة والثروة، ثم شراء ذمم مناضلي الهامش بمناصب صورية، بغرض حرق قضاياهم العادلة قبل حرقهم هم أنفسهم. ولذلك فإنني أراك قد أحسنت صنعا بأن قلت لهم (NO)، التي كرهوها وهي تحرق خططهم لامتداد سيطرتهم على المشهد منذ الإستقلال وحتى اليوم.
قبل أيام وبعد تعيين السيد أركو مناوي، كرئيس للسلطة على دارفور، ذهب مناوي بالفعل ليحكم، ولكن كما فعلوا دوماً، تركوه بلا مال. وليشعر السيد مناوي كمهمش بالعجز عن القيام بأي مهام تنموية في دارفور بدون الرجوع للمسيطرين على السلطة والثروة، فقد حجبوا عنه ادوات العمل.
لقد التقيت بالمهمشين طويلاً، ولكنني للأسف خرجت بنتيجة مخيفة جداً، وهو أن الحرب النفسية التي قادها الشماليون عليهم، أورثتهم الشعور بعدم قدرتهم على فعل شيء إلا بالرجوع إلى المركز. كان للسيد أركو مناوي تجربة قاسية فيما سبق، وأعتقد بأنه وللمرة الثانية سيخوض تجربة اكثر قساوة، بعد أن طالب المركز بدفع أموال لإعادة تنمية دارفور، وقد دبج الشماليون كالعادة بوسترات تسخر منه (الحرب النفسية)
لذلك أنا أثمن على موقفك البطولي (وإن كنت لا تحتاج لتثمين من شخصي الضعيف)، غير أنني ادعوك، لكي تقود حواراً بين قوى الهامش أجمعين، ليس دارفور بولاياتها المختلفة فقط، بل أيضاً الولايات الاخرى من جنوب كردفان والنيل الأزرق بل وحتى الشرق، لسحب مصالح هذه الشعوب من المستضعفة والمسروقة من تحت الضغط الشمالي على صدرها. ويجب أن يكون ذلك مؤتمراً جامعاً، باستثناء ولايات الشمال لأن هؤلاء لديهم جيشهم وحكوماتهم. ويكون هدف ذلك المؤتمر، تحديد موقف موحد، بين قوى الهامش ضد السيطرة التي استمرت منذ الاستقلال وحتى اليوم على كامل القوة (تحالف قوة المال+قوة السلاح). وأرجوا أن لا يستثني ذلك حتى الموقعين على اتفاق جوبا، فهؤلاء مغلوبون على أمرهم في نهاية الأمر.
إن كل ما عمل عليه الشمال طوال الحقبة السابقة وحتى اليوم، هو زرع الفتن بين المكونات الإثنية المختلفة في الجنوب والشرق والغرب، وذلك بغرض الإمساك بكل خيوط اللعبة في يده. رغم أنها لعبة دموية وقاسية ولصوصية وتفتقر لأي قيم أخلاقية. وهذه نقطة يجب أن تكون محورية في أجندة ذلك المؤتمر.
كما أتمنى أن ترسل برسالة إلى المناضل د.عبد العزيز الحلو للتنسيق حول هذا المؤتمر الجامع، بما له من عقلية فذة وتجارب ثرية مع أنظمة الحكم الشمالية.
إن أهم ما يجب أن يتم تناوله في اجندة ذلك المؤتمر -والذي أعتقد بأنه لا أحد قادر على القيام به مثلك- هو التصالح الإثني، والعدالة الإنتقالية، ووضع مشروع لتحالف دولة جديدة بالتراضي المؤسس على حرية الإرادة والإختيار، وبناء جسور للتعاون الإقتصادي بين الولايات المختلفة، وتحفيز استثمار ثرواتها الهائلة التي سُرقت طوال أكثر من ستين عاماً وذهبت لشركات الرأسماليين الشماليين المتحالفين مع العسكر تحت غطاءات حزبية. إن كل أقاليم الهامش أقاليم ثرية، فالشرق يُدخل كل عام ما لا يقل عن خمسمائة مليون دولار من بوابته البحرية، والذهب يُستخرج من أراضي الشرق بالأطنان ليذهب لشركات الرأسماليين الشماليين. أما دارفور فلا حاجة للتذكير بما تملكه من ثروات، اليورانيوم والذهب والثروة الحيوانية والغابية..الخ. وكذلك النيل الازرق.
وإن كنت انبه إلى أنه غالبا ما ستتم محاولات دؤوبة لشيطنة أي تحالف لقوى الهامش لبناء تلك الدولة الكونفيدرالية، إذا بدأت تلك القوى بالتحرك لبناء نفسها اقتصادياً، معتمدة على ثقتها في نفسها، وفي قضاياها العادلة.
هذا ولكم الشكر..