هل انا مع أم ضد إسرائيل؟ بقلم:د.أمل الكردفاني

هل انا مع أم ضد إسرائيل؟ بقلم:د.أمل الكردفاني


05-19-2021, 01:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1621426847&rn=0


Post: #1
Title: هل انا مع أم ضد إسرائيل؟ بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 05-19-2021, 01:20 PM

01:20 PM May, 19 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




دعونا أولاً نسلم بحقائق مبدئية:
١- إسرائيل تمارس إحتلالاً لدولة أخرى..هذا لا شك فيه..فقبل ١٩٤٨ لم تكن هناك دولة اسمها إسرائيل.
٢- إسرائيل دولة تستند ولا تستند إلى الدين. فكلمة يهودي في قانون الجنسية الإسرائيلية غير محددة المفهوم. فهل أنت اسرائيلي عرقاً أم ديناً؟ أم عرقا ودينا؟ وهذه مشكلة أدت لهشاشة هوية الدولة الإسرائيلية.
مع ذلك..
فبالنسبة للاحتلال، سنجد ان جميع الخيرين ومحبي العدالة يرفضون الاحتلال. غير أنهم تجاهلوا حقيقة هامة، وهي أننا -بالفعل- نتاج إحتلالات تاريخية. فلا يوجد شعب خالص النقاء، ولا توجد دولة لم تتعرض لاحتلال أنتج سلالات بشرية مهجنة، وفتح الباب لاحتلالات تالية.
فكما كانت هناك هجرات، كان هناك تهجير. والهجرات والتهجير، ليست بالضرورة جغرافية بل هي في الغالب جينية.
لقد اختلطت الأنساب عبر التاريخ وتمازجت الأعراق، اما الأعراق اليوم فهي (اللقطة الأخيرة) في ذلك المشهد.
من هم اليهود؟
إنهم في الواقع أخمينيون، وهم في الأساس عرق فارسي مجهول الأصل، وهم من حولوا الزرادتشية لليهودية، وألفوا التوراة، وصنعوا ديناً جديداً، تكذب قصصَه كل الشواهد الأركيولوجية التي اكتشفها علماء الآثار.
الاختلاق العظيم هذا، ألقى بثقله على المؤرخين الأوروبيين الذيم لووا عنق الحقيقة، وزوروا التاريخ ليأتلف بقصص التوراة، بدلاً عن الاعتراف بتناقضها مع التاريخ.
مع ذلك فلا بأس أن نقبل بذلك، ففي نهاية الأمر هذا لن يقدم ولن يؤخر في الحقائق التي تنتجها الطبيعة البشرية، وهي أن واقعنا الآن وغداً وبعد غد، هو نتاج الصراع الإنساني الأزلي والسرمدي.
لذلك أضحى علينا النظر إلى إسرائيل من هذه الزاوية.
فإسرائيل ليست دولة شاذة عن محيطها لأنها محتلة فقط، بل ازداد شذوذها اليوم لأن محيطها نفسه تحول من محيط ديني لمحيط علماني. وبقيت هذ الدولة الدينية الوحيدة، مثل الفاتيكان وسط إيطاليا. لكن هل إسرائيل دولة دينية، أم علمانية؟ هذا سؤال يصعب الإجابة عليه، لأن أغلب تشريعات إسرائيل علمانية ولا علاقة لها بالأحكام الموسوية إلا قليلاً، مع اتساع دائرة المد العلماني، ومحاصرة المتدينيين اليهود، ولكن مع ذلك تستمر الحكومات الإسرائيلية في تجاهل مشكلة تحديد معنى يهودية دولة إسرائيل. الهوية مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لإسرائيل، والصهونية العلمانية تستأصل ذاتها وتفرغ نفسها من قيمتها.
ولكن ما هو موقفي من إسرائيل؟
الصواب ما هو موقفي من القضايا العادلة للشعوب؟ كالشعب الفلسطيني؟
أنا أيضاً لم أتمكن من تحديد موقفي بوضوح. فمن ناحية عاطفية لا يمكنني إلا الوقوف مع الطرف الضعيف. ولكن من ناحية منطقية (منطق تاريخي) فالشعب الفلسطيني في موقف أفضل من الهنود الحمر في أمريكا، ومن السكان الأصليين في استراليا الذين تعرضو للإبادات الجماعية والقمع والبطش، ولكنهم اليوم أفضل من اقاربهم في أمريكا اللاتينية وشرق آسيا. لا أحد يعرف ما هو الأفضل في المستقبل؟ لا أحد يستطيع أن يحسم أن هذا الشيء الآن هو شر أم خير؟ مفضٍ إلى الظلم أم العدل؟ إن التاريخ يرفض تلك الأحكام الجازمة.. لأنه يبدأ بقصة وينتهي بحكاية قصص أخرى مختلفة تماماً ....