حركة وطنية سودانية أم حركات وطنية في كتاب فرنسي عن الاشتراكية في أفريقيا بقلم:عبد الله علي إبراهيم

حركة وطنية سودانية أم حركات وطنية في كتاب فرنسي عن الاشتراكية في أفريقيا بقلم:عبد الله علي إبراهيم


05-19-2021, 00:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1621382335&rn=0


Post: #1
Title: حركة وطنية سودانية أم حركات وطنية في كتاب فرنسي عن الاشتراكية في أفريقيا بقلم:عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 05-19-2021, 00:58 AM

00:58 AM May, 18 2021

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




صدر عن دار فرنسية، Editions de la Maison des sciences de l’homme كتاب "الاشتراكية في أفريقيا" الذي قصد إلى وضع التجربة الاشتراكية في القارة في سياق عام لتاريخ الاشتراكية في العالم وفي ظرف الحرب الباردة على وجه الخصوص. وهو من الكتب التي توافر عليها أهلها في مناسبة مرور قرن على الثورة الروسية في ٢٠١٧. وشَرُفت بكتابة فصل في الكتاب عن الحزب الشيوعي السوداني عنوانه "بلد حيث لا طبقة عاملة فيه". وناديت فيه بضرورة اعتبار الحركة الوطنية السودانية حركات وطنية افترقت فيها حركة الطبقة العاملة والحزب الشيوعي عن الحركات الوطنية الأخرى مثل الحركة الوطنية للبرجوازية والبرجوازية الصغيرة في مؤتمر الخريجين وحركة القوميين الجنوبية الوطنية. وعرضت لهذه الغاية لموقف الحركة النقابية من مساواة الأجور بين الشمال والجنوب التي كانت أول ما عرضته من مطالب على حكومة الحكم الذاتي في ١٩٥٤ طلباً لإزالة آثار الاستعمار. ولم يْجد ذلك فتيلا عند قوميّ البرجوازية والبرجوازية الصغيرة. بل ولغوا في السودنة كما هو معروف. وسميتُ موقف العمال "إيثاراً" وموقف الأفندية الأفندية "إثرة". وشتان. ورأيت لزوم هذه التفرقة بين الحركات الوطنية السودانية لنبلغ فهماً أفضل للسياسات العرقية في البلد. وخلصت إلى:

"مما افسد فهم سياسات العرق (وسياسات المستضعفين السودانيين عامة) أن الوطنية العمالية والشيوعية لا ترد في تحليل تلك السياسات التي طغى المجاز العربي والإسلامي في فهمها. وقد نبه إلى خطل الاقتصار على ذلك المجاز في فهم سياسة العرق في السودان كل من مارتن دالي، المؤرخ الأمريكي للسودان، والدكتور أحمد العوض سكينجا ذو الاختصاص الدقيق في تاريخ الحركة العمالية التي نشأ في قلبها النابض: مدينة عطبرة، مركز نقابة عمال السكة الحديد. فانتقد دالي اقتصار تداول المسألة العرقية على صفوة الحكم والرأي. ففي تعليق له خاتم لمدالاوت حول مأزق السودان جرت في واشنطون في 1987، ورعاها مركز ودرو ويلسون، كتب المؤرخ عن خيبة أمله ألا يكون بين المنتدين ممثل للعمال والحركة النقابية. فالمنتدون كانوا سيفيدون من رأي مستمد من خبرة الطبقة العاملة متى ناقشوا المسائل المتصلة بالتطور الاقتصادي والاجتماعي. أما سكينجا فقال إن فهم تاريخ السودان ناقص طالما استبعدنا منه الرواية الشيوعية. ونبه إلى أن العلاقة بين الحزب الشيوعي والحركة العمالية تثير مسائل غاية في الأهمية: "فهي في المقام الأول تٌكَذِب النعرة المتأصلة التي ترى أنه لا يمكن لنا فهم النزاع في مجتمع مسلم إلا بمنظار الدين".

ومن حسن الطالع أنني سبق وعربت هذا الفصل وصدر بعنوان "حركة وطنية أم حركات وطنية: تاريخ ما أهمله التاريخ عن جنوب السودان" (المصورات للنشر، ٢٠١٦) ضمن سلسلة "كاتب الشونة (رقم ١٢).


<الاشتراكية في أفريقيا>