تلك البالوعة المجهولة التي يقع فيها الجهلاء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

تلك البالوعة المجهولة التي يقع فيها الجهلاء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


05-18-2021, 04:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1621352095&rn=0


Post: #1
Title: تلك البالوعة المجهولة التي يقع فيها الجهلاء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 05-18-2021, 04:34 PM

04:34 PM May, 18 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

تلك البالوعة المجهولة التي يقع فيها الجهلاء !!

يقال أن الأعمى تحسس في الأرض بيديه فوجد حفرة من الحفر فظن أنها حفرة آمنة تنوء بالأمن والأمان من القاع حتى الفوهة ،، وحينها بدأ يدس مدخراته وأمواله ومقتنياته الغالية في تلك الحفرة ،، وما كان يعلم ذلك الأعمى إطلاقاَ بأن تلك الحفرة لها أخاديد جانبية تؤدي إلى قاع بئر عميقة ،، وحين تمطر الأجواء كانت المياه تجرف محتويات تلك الحفرة إلى أعماق البئر السحيقة ،، ثم بعد ذلك لا يعرف أحد مصير تلك المقتنيات حتى قيام الساعة ،، وبالمثل فإن دولة السودان تماثل تلك الحفرة الخادعة بكل القياسات ،، وقد أثبتت التجارب بدولة السودان أن كل من يجتهد ليستثمر أمواله في تلك الدولة المنحوسة يخرج خاسراَ ونادماَ في نهاية المطاف ،، ومجالات الاستثمار بدولة السودان هي مجرد مجالات تخدع الناس في الداخل والخارج بمجرد الإغراءات والثرثرة بالألسن ،، وأبناء السودان هم أفشل الناس في مجالات الاستثمار ،، ولا يجيدون إطلاقاَ تلك الدراسات العلمية والتخطيط السليم في مجالات الاستثمار ،، وتلك التجارب السابقة بدولة السودان منذ استقلال البلاد قد أثبتت أن كل من يجتهد ليستثمر أمواله بدولة السودان هو بمثابة ذلك الأعمى الذي يضع أمواله في تلك البالوعة المجهولة ،، حيث تلك البالوعة التي تبتلع الوارد إليها دون مثقال ذرة من تلك العوائد والفوائد بالمقابل !! ،، وأبناء السودان فقط يجيدون تلك الثرثرة الفارغة عن الاستثمار ،، ولا يملكون مثقال ذرة من تلك المؤهلات والمقدرات التي تجعل من تلك الاستثمارات أمراً مفيداَ لكافة الأطراف والجهات ،، ومنذ لحظات الاستقلال وقبل لحظات الاستقلال قد أنشئت في البلاد الآلاف والآلاف من تلك المشاريع الاستثمارية والشركات المساهمة والمؤسسات والتعاونيات في كافة أرجاء البلاد ،، وقد ساهم وشارك أبناء السودان في تلك المشاريع الاستثمارية والشركات والمؤسسات والتعاونيات بالمليارات والمليارات من الأموال ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك المشاريع الاستثمارية العديدة التي أقيمت وأنشئت في البلاد وتلك الشركات المساهمة العديدة بالآلاف والآلاف قد تلاشت عن الوجود وانتهت وكأنها لم تقم في يوم من الأيام ،، والمصيبة الكبرى أن أموال المستثمرين في تلك الشركات والمشاريع الاستثمارية تضيع هدراً كل مرة دون فلس واحد في المقابل ،، ولدى أفرد الشعب السودان الآلاف والآلاف من تلك الأوراق التي تثبت ملكية الأسهم في المئات والمئات من تلك الشركات الاستثمارية التي كانت قائمة في البلاد ذات يوم ،، وقد تلاشت تلك المشاريع والشركات الاستثمارية عن الوجود بأفعال الأغبياء والبلهاء والفاسدين من أبناء السودان ،، حيث هؤلاء الأبناء الذين لا يتقون الله في حقوق المساهمين والمشاركين في تلك المشاريع والشركات الاستثمارية ،، حيث يصرفون حقوق وأموال المساهمين والمشاركين والمستثمرين بذخاً وترفاَ وإسرافا في الرواتب والأجور والامتيازات ،، وفي نهاية المطاف يشلعون تلك المشاريع حتى النخاع ،، وبعد ذلك يهجرونها مجهولة المكان والمصير ،، تلك هي مصائر الآلاف والآلاف من تلك المشاريع الاستثمارية التي كانت قائمة في البلاد في يوم من الأيام ،، وعليه فإن ذلك الإنسان الغبي البليد الأبله هو الذي يفكر في يوم من الأيام أن يشترك ويساهم بأمواله ومدخراته في مجالات الاستثمار بدولة السودان .

واليوم حين عجز هؤلاء المسئولين بدولة السودان عن إغراء وجذب ذلك المواطن السوداني بالمساهمة في مجالات الاستثمار لجئوا ليمارسوا نوعاَ من الخداع والتضليل للآخرين في بلاد العالم ،، وهؤلاء بمنتهى البلاهة يظنون أن الآخرين في تلك الدول العالمية يمكن تضليهم بتلك الإغراءات الاستثمارية المقترنة بالتباشير الواهية الفارغة ،، ويجهلون كلياً أن هؤلاء في الخارج لديهم تلك القياسات والمهارات التي تحفظ حقوقهم من تلاعب أبناء السودان في نهاية المطاف ،، وفي نفس الوقت لديهم تلك المقدرات السلطوية التي تعيد أموالهم وحقوقهم المسلوبة من أعماق البالوعات ،، وحين يتحدث هؤلاء المسئولين عن جذب انتباه العالم الخارجي للاستثمار بدولة السودان فإن العارفين بعيوب وأسرار السودان يتأسفون على ذلك المآل الذي ينتظر هؤلاء المخدوعين القادمين من خارج البلاد للاستثمار بدولة السودان ،، فيا ليت أبناء السودان يتبدلون ويرتقون في مجالات الاستثمار بذلك القدر الذي يؤكد الجدية في الأمر ولا يضيع حقوق المستثمرين في نهاية المطاف ،، أما هؤلاء المواطنين في داخل البلاد فلو أقسم المسئولون واضعين أيديهم فوق المصحف الشريف بأن الدولة سوف تتكفل بحقوقهم وسوف تغرقهم بالأموال والأرباح في نهاية المطاف لما صدقوا ذلك المقال في يوم من الأيام ،، بل يعرفون جيداَ بأن ذلك مجرد خدعة من الخدع المعهودة في هذه البلاد منذ استقلال البلاد ،، وجاهل وجاهل وجاهل وغبي كل من يصدق حرفاَ واحداَ يتحدث عن الاستثمار وفوائد الاستثمار في هذه البلاد ،، عن فوائد الاستثمار بدولة السودان ،، وهي دولة السودان التي تمثل البالوعة العميقة التي تبتلع كافة الواردات إليها دون عوائد أو فوائد في المقابل .

المعضلة الكبرى في دولة السودان تتجسد في ذلك الإنسان المهمل ( السبهلل ) الذي يجيد الثرثرة باللسان ولا يجيد تلك الجدية في الأداء والإنتاج ،، مجرد غوغاء ينادي بالاستثمار في دولة السودان وهو يجهل كلياً كيفية الأداء الناجح في حال الاستثمار !! .. وبالمختصر المفيد فإن أبناء السودان لا يجيدون إلا تناول الأفكار وترديدها كالببغاوات ،، ولا يجيدون إطلاقاً تلك المخططات والدراسات التي تحقق الجدوى في نهاية المطاف .