يا لهواننا ،، فلقد لدغنا من جحر مرتين!. بقلم:حسن الجزولي

يا لهواننا ،، فلقد لدغنا من جحر مرتين!. بقلم:حسن الجزولي


05-18-2021, 01:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1621342030&rn=1


Post: #1
Title: يا لهواننا ،، فلقد لدغنا من جحر مرتين!. بقلم:حسن الجزولي
Author: حسن الجزولي
Date: 05-18-2021, 01:47 PM
Parent: #0

01:47 PM May, 18 2021

سودانيز اون لاين
حسن الجزولي -السودان
مكتبتى
رابط مختصر



ما وراء الخبر


* على إثر الأحداث التي شهدتها ساحة القيادة العامة والعيد على الأبواب، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بطرفة "مؤلمة وتحز في النفس نوعاً" مفادها أن شاباً تعرض لعضة كلب مسعور، فطلب منه الطبيب أن يتأكد ما إن كان الكلب حياً أم مات، وعند ذهاب الشاب لموقع الكلب للتأكد، أقدم الكلب على عضه للمرة الثانية!.
* وكما يطلع القارئ، فالطرفة من نوع التراجيديا المتهكمة والتي تجسد المأساة التي تتكرر للمرة الثانية بعد أقل من سنوات معدودة، كواقعة يندر أن يشهد بها التاريخ كوقع الحافر على الحافر، في شكل ملهاة!.
* وهو ما يجعل ـ بل قل ما يرغم ـ كافة الدوائر المسؤولة، أن تتعامل مع الحدث بحساسية جنائية وقانونية فوق العادة، على الأقل تعبيراً عن انفعال إنساني مشروع.
* وكان الجميع يتوقع التعامل المتحضر مع ما حدث بثقافة "الاستقالة" عن المنصب، تحملاً لمسؤولية يقر بها ذوي الشأن الذين يمثلهم أقله كل من وزيري الداخلية والدفاع، إضافة "لوالي" الخرطوم، الذي لم يكلف نفسه من موقع مسؤوليته وواجبه بالرد الشافي على الخطاب الذي وجهته له أسر الشهداء حول رغبتها في قيام إفطار رمضاني جماعي بالموقع الذي حددته له!، ولعمرنا هي استقالة عودنا فضاء الاعلام العالمي والاقليمي الواسع النطاق على إعلامنا بها في جميع دول العالم من قبل المسؤولين الذين يحترمون مواقع مسؤولياتهم في مثل هذا النوع من الحوادث!.
* وإن ما يزيد من الاحساس بالغبن الذي وقع على جماهير الثوار، هي المهانة والاحتقار والاستهتار الذي تكرر وقع الحافر على الحافر وفي نفس المكان والزمان وبذات آداة الجريمة وبكل تفاصيل المشهد، في حين أن الناس كانت في انتظار نتائج ما ستفسر عنه التحقيقات "الموعودة" وهم في أحر من جمر الانتظار ومد "حبال الصبر" لسنتين!.
* وفوق هذا وذاك أن ما يغذي درجات الاحتقان، هو ما تم التعبير عنه بالوعود "الممجوجة" حول تشكيل لجان التحقيق "المنبثقة"، في ذات الوقت الذي تناولت فيه مواقع التواصل الاجتماعي تسريبات تتعلق بأن ثمة تصريحات من قيادات "الجيش" مفادها أن ما وقع هو نتيجة "لتسرب" عناصر دخيلة إلى صفوف القوات العسكرية بمحيط القيادة، يتم ذلك قبل أن تجف دماء الشهداء الزكية، مما يشي بأن ثمة أبواب جديدة ربما سيتم فتحها في "مشاوير المماطلة والتسويف"!.
* على المسؤولين هذه المرة أن يكونوا على قدر ما وعدوا به، وعلى السيد رئيس الوزراء أن يفي ـ هذه المرة ـ بكل ما جاء في بيانه حول الأحداث مقروناً بخطابه لمناسبة الأعياد.
* عليك بكل ذلك سيادة دكتور عبد الله حمدوك، سيما وأنت القائل في كل حين ومحفل أن " العدالة التي تتأخر تتحول إلى ظلم، والحق الذي لا يُوفى كاملاً يُرجِّح كفة الباطل"، وزدت على ذلك قائلاً " إن بطء أجهزة العدالة في كشف الجرائم وتقديم المجرمين للمحاكمات صار متلازمة تدعو للقلق"!.
* ولا نزيد على ما قلناه سوى بما درجت الفرجنة على التعبير عنه في مثل هذه الملمات بجملة " كفاية يعني كفاية" وبما درجت على قوله السنة مقولاتنا الشعبية الرصينة من أن الناس في مثل هذا الشأن تخاف من جر الحبل ، إن هم ذاقوا لدغة الثعابين!.
* كفاية يعني كفاية لأننا قد لدغنا من جحر مرتين ،، رغم كل إيماننا العميق ،، فهلا انتهيتم؟!.