Post: #1
Title: مجرد التلميح بوقف التطبيع كان يبرد جوف الشعب السوداني !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 05-17-2021, 06:40 AM
06:40 AM May, 17 2021 سودانيز اون لاين عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان مكتبتى رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
مجرد التلميح بوقف التطبيع كان يبرد جوف الشعب السوداني !!
حكومات عربية عديدة بدأت التطبيع مع دولة اليهود ،، ولكن في خضم تلك الأحداث الدموية التي تجري حالياَ في الضفة الغربية وفي غزة فإن البعض من تلك الحكومات بدأت تلمح وتهدد دولة اليهود بأنها سوف توقف وتعطل عملية التطبيع المزمع إذا لم تتوقف دولة اليهود عن تلك العمليات الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق ،، وهي تلك العمليات التي فيها تقذف وتدمر المباني على رؤوس الأطفال الأبرياء وتلك الأسر الفلسطينية بالضفة وفي غزة ،، ومن تلك الحكومات التي هددت دولة اليهود بإيقاف التطبيع معها : حكومة ( الأردن الشقيق ) وكذلك حكومة (المغرب الشقيق ) ،، وكان الشعب السوداني يرجو أن يقع مثل ذلك التهديد من قبل حكومة السودان الحالية ,, حتى يكون لها موقفاَ يشرف مقامها بين تلك الحكومات الشجاعة التي تتجلى عند الشدائد والمحن ،، الشعب السوداني كان يرجو ذلك حتى ولو كان بمجرد اللسان دون المضي حتى النهاية ،، فمثل تلك المواقف الشجاعة تؤكد قوة الدول والحكومات عند الشدائد والمحن ،، وفي نفس الوقت تشرف مقام الشعب السوداني الذي يرفض ذلك التطبيع جملةَ وتفصيلاَ ،، وهو شعب ( اللآت الثلاثة بالخرطوم ) .
الشعب السوداني يعرف جيداَ بأن تلك الحكومة الانتقالية الحالية المؤقتة لا تملك تلك الشجاعة الكافية لتتوقف عن التطبيع كلياً ،، فهي مقيدة كلياَ بقيود الجبن والخوف ،، وعاجزة كلياً عن تلك القرارات الشجاعة بكل القياسات ،، ولكن مجرد التلميح بالألسن بإيقاف ذلك التطبيع كان سوف يشرف تلك الحكومة ويؤكد بأنها حكومة من رحم انتفاضة بطولية عظيمة بكل القياسات ،، وهؤلاء المسئولين في تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة مجرد هواة في عالم السياسية ولا يملكون تلك المقدرات السياسية العميقة ،، والمعروف للعالم أجمع أن ( السياسة ) لا تعرف تلك الثوابت في المواقف في عالم الدهاقنة والفطاحل من السياسيين ،، بل تعرف جيداَ تلك التقلبات التي تواكب الأحداث والمجريات ،، وعليه لا يشترط في عالم السياسية ذلك الالتزام الحرفي لقرار من القرارات كما يفعل هؤلاء البلهاء من أبناء السودان ،، بل يمكن في عالم السياسية تغيير المواقف والقرارات ألف مرة ومرة حسب المجريات والأحداث !!،، وعليه فإن تلك الحكومة السودانية الحالية إذا كانت ماهرة وشاطرة في سياساتها لتشددت في المواقف أحياناَ ،، ولتراجعت وتراخت في أحيان أخرى ،، ولا تكون إطلاقاً بتلك الجامدة في قراراتها وأقوالها كالصخرة !!
وحين يجري الحديث عن تلك الوزيرة للخارجية السودانية يجدها الشعب السوداني تلك المتناقضة في مواقفها وتصريحاتها ،، فهي تلك الوزيرة التي تطلق تلك التصريحات النارية التي لا يرغبها الشعب السوداني في أكثر الأحيان ،، ثم هي تلك الوزيرة التي تلتزم بالصمت عندما يريدها الشعب السوداني أن تتحدث وتصرح !! ،، كم وكم كان يشرف تلك الوزيرة المحترمة لو أنها صرحت بأعلى صوتها وقالت أن دولة السودان قد أوقفت التطبيع مع دولة اليهود بأسباب تلك المذابح التي تجري للشعب الفلسطيني في هذه الأيام ،، ومع الأسف الشديد فإن تلك الدول الثلاثة الخائبة التي لم تهدد دولة اليهود بإيقاف التطبيع معها إذا لم تتوقف عن ذبح وقتل الشعب الفلسطيني الشقيق هي : ( دولة السودان ، ودولة الإمارات العربية ، ودولة البحرين ) ،،، والمؤلم والموجع في الأمر أن دولة السودان تحسب ضمن تلك الدول ( الأقزام ) حجماً وتاريخاَ ،، ولا تحسب ضمن تلك الدول ( العملاقة ) حجماَ وتاريخاَ وأمجاداَ !!!!!! ،، دولة تفترض أن تكون هي الرائدة لقيادة الدول العربية والأفريقية ،، وليست تلك الدولة التابعة الذليلة المهانة في نهاية المطاف !!!!!
|
|