Post: #1
Title: الحماسة والعزيمة للشعب السوداني تتراجع مع مرور الأيام !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 05-10-2021, 05:49 AM
05:49 AM May, 09 2021 سودانيز اون لاين عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان مكتبتى رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحماسة والعزيمة للشعب السوداني تتراجع مع مرور الأيام !!
لقد عقلوا جيداَ مكامن العيوب في الشعب السوداني ،، وكانوا أذكياء بذلك القدر منذ البداية ،، ولديهم تلك التجارب الطويلة مع ذلك الشعب الموبوء بداء النسيان والزهايمر ،، وفي نفس الوقت هو ذلك الشعب الموبوء بداء الفتور والتكاسل !! ،، وفي ذلك اليوم المنحوس قد التقوا جمعيا حول قرار ( مذبحة الشباب الأبرياء ) ،، ومن الغريب والعجيب في الأمر أن ذلك اللقاء قد وحد ( الأعداء والأصدقاء ) في بوتقة وخندق واحد ،، الأعداء كانوا هم أعداء الشعب السوداني ،، والأصدقاء كانوا هم أصدقاء الشعب السوداني ،، وذلك التوافق والإجماع بدم بارد على قرار ( مذبحة الشباب الأبرياء ) يظل لغزاَ محيراَ لا يلتقي إطلاقاَ مع العقل والمنطق السليم ،، حيث ذلك التناقض العجيب في مواقف الأطراف بطريقة تمخول العقول !! ،، الكل كان يريد ذلك ( الإسقاط ) ،، والكل كان يدعي بأنه يقف بجانب هؤلاء الشهداء الأبرار ،، ورغم ذلك فإن الكل قد أجمعوا على ذلك القرار الخطير المخيف !!! ،، منتهى التناقض في المواقف بذلك القدر الذي لا يقبله العقل والمنطق بأي شكل من الأشكال !!! ،، ولكن ذلك المتمعن الحصيف اللبق الذي يراقب ويتابع تلك المجريات والأحداث والتبعات فيما بعد يكتشف أن ( المصالح ) لتلك الأطراف في ذلك اللقاء كانت تمثل الأهداف الأساسية لهؤلاء المجتمعين في ذلك اليوم ،، وقد حققوا تلك ( المصالح ) والأهداف المرجوة بمنتهى البراعة والمهارة ،، حيث تمكنوا من تحقيق تلك المناصب والحصص التي يريدونها ،، وذلك دون أن تلاحقهم تبعات تلك الجريرة الشنيعة فيما بعد ،، ولا يظن أحد الأغبياء أن الموافقة في ذلك اللقاء كانت تلزم الإفصاح بالألسن قولاَ وجهراَ ،، ولكن مجرد السكوت وعدم الإخطار لهؤلاء الشباب الضحايا الأبرياء كان من علامات الموافقة ضمنياَ ،، ويقال في الأمثال : ( أن السكوت من علامات الرضا والقبول !!! ) ،، ومن المضحك للغاية أن توجسات الخوف لتلك الأطراف كانت تتمثل في انتقادات العالم الخارجي وليس ذلك الخوف من غضب الشارع السوداني !! ،، فهؤلاء جميعاَ كانوا يعرفون جيداَ بأن الشعب السوداني موبوء بداء النسيان ،، وكذلك موبوء بداء التهاون والتكاسل ونقص الحماس مع مرور الأزمان ،، وقد صدقوا في تكهناتهم وظنونهم تلك عن الشعب السوداني ،، والأيام قد أثبتت بأن ( مليونية ) اليوم ليست كمليونية الأمس !! ،، كما أنها قد أثبتت بأن مؤشرات الحماس لدى الشعب السوداني قد تراجعت إلى أدنى المستويات والدرجات ،، وهنالك عوامل أخرى كثيرة وكثيرة للغاية تجعل من الشعب السوداني يفقد الحماس يوماَ بعد يوم ،، ومن أخطر تلك العوامل عوامل اليأس وعدم التفاؤل بجدوى تقديم المزيد والمزيد من أرواح الشهداء ،، والكل يعتقد جازماَ بأن الحراك والمواجهات لا تعطي ثمارها المرجوة في هذا البلد المنحوس !! ,, وخاصة وأن تلك الانتفاضة الأخيرة تمثل الانتفاضة ( الثالثة ) للشعب السوداني .
في بدايات أحداث ( فض الاعتصام ) بتلك الطريقة الدموية المؤسفة كتبت الأقلام الحريصة في هذه البلاد كثيرا وكثيراَ ،، وتناولت تلك القضية بمنتهى الشجاعة والإقدام ،، وقد أجمعت تلك الأقلام وقالت بأن مصير تلك الأحداث الدموية المؤسفة هو ذلك التسويف والمماطلة والتعكير بذلك القدر الذي يواكب داء النسيان لدى الشعب السوداني ،، ولو اكتفى أهل الشهداء بالدية والأموال دون المطالبة بذلك القصاص والعقوبات لوجدوا من يمطرهم بالأموال والديات بمنتهى الإغراء والمرونة والسهولة !! ،، فالمعضلة الكبرى لدى تلك الأطراف المرتكبة للجريمة تتجسد في تلك العقوبات والقصاص ،، ولا تتجسد إطلاقاً في تلك الحلول التي ترضي أهل الشهداء بالأموال بجانب التنازلات عن العقوبات والقصاص !! ،، ولكن الخوف ثم الخوف ثم الخوف يتجسد في ذلك المصير المعهود حول قضايا شهداء الأمة السودانية في كافة مواسم الانتفاضات !! ،، حيث تلك النهايات المؤسفة والمؤلمة التي تنهي قضايا هؤلاء الشهداء وأهل الشهداء كل مرة دون أي قصاص أو عقوبات أو ديات وأموال !! وبالمختصر المفيد هو ذلك الخروج من المعمعة دون مثقال ذرة من الإجراءات في نهاية المطاف ., تلك هي السمة السائدة لشهداء الأمة السودانية منذ استقلال البلاد ،، حيث تموت القضايا بالتقادم والنسيان ،، ولذلك فإن الحادبين والأوفياء من أبناء الشعب السودان كانوا دوماَ يطالبون من المعارضة السودانية بعدم الزج بهؤلاء الشباب الأبرياء في تلك المواجهات الدموية كل مرة ،، وهي تلك المواجهات التي تنهي حياة الكثيرين من أبناء السودان دون تحقيق تلك الأهداف في نهاية المطاف ،، ودون ذلك القصاص والعقوبات لهؤلاء المجرمين في البلاد ،، فيا أسفاَ ويا أسفاَ على أحوال هذه الأمة المنكوبة بكل القياسات ،، وهي تلك الأمة السودانية التي لا تتعظ بكثرة التجارب السابقة .
|
|