حكاية قلم التروبن بقلم:صلاح الباشا

حكاية قلم التروبن بقلم:صلاح الباشا


05-10-2021, 00:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1620602430&rn=0


Post: #1
Title: حكاية قلم التروبن بقلم:صلاح الباشا
Author: صلاح الباشا
Date: 05-10-2021, 00:20 AM

00:20 AM May, 09 2021

سودانيز اون لاين
صلاح الباشا-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر




كلمات .... وكلمات
صلاح الباشا
****
للأجيال من التلاميذ الذين كتبوا بقلم التروبن بالحبر
وللاجيال الحالية التي تستعمل القلم الجاف .
هذه حكاية جميلة وانيقة قرأتها قبل قليل وراقت لي ان انقلها بحذافيرها لانها قد اعادتني لاجمل ايامي في زمن الدراسة بالمدارس الوسطي وهي المرحلة التي تعقب الاولية التي كانت تمتد الي اربع سنوات .
ارجو ان تستمتعوا بها .. بالذات ( الكوامر كحالنا )
إنه أدب الذكريات .
قلم تروبن .
كتب :احمد طه
قبل سنوات تلقيت اتصالا من عمنا الدكتور عبد الباري من السعودية ، و لم يسبق له من قبل أن اتصل علي ، و بعد التحايا و السؤال عن الأحوال طلب مني أن أشتري قلم تروبن لابنته أماني المقبولة بجامعة الخرطوم .
بعد انتهاء المكالمة أحسست بصعوبة المهمة الموكلة إلي ، فلا أكاد أذكر متى كانت آخر مرة أرى فيها قلم تروبن .
ابتدأت مشوار البحث عن القلم في المكتبات المجاورة لجامع فاروق ، أولى المكتبات التي أدخلها كانت كبيرة ، بها جميع أنواع الأدوات المكتبية التي تخطر على البال ، و كان يديرها شاب أنيق و بشوش ، و بعد أن حييته سألته إن كان يوجد لديهم قلم تروبن
- قلم شنو يا خال ؟
- قلم تروبن !
- مافي قلم إسمو تروبن
- لا في! إنت قول ما عندي ، أو ما سمعت بيهو
- معليش ياخي .. ماعندنا والله
- طيب .. مافي مكتبة هنا صاحبها زول كبير في السن شوية
- أيوه في ( و خرج معي من مكتبته و أشار إلى مكتبة في ناصية البناية)
شكرته و يممت صوب المكتبة التي أشار إليها ، كان يديرها رجل قبطي فوق الستين من عمره ، يلبس نظارة طبية سميكة ، بعد التحية سألته عن القلم الذي أبحث عنه ، نظر إلي الرجل مليا ثم قال :
- ياخي انت بتبالغ ! ، لكن شوف ، أنا حأوصف ليك محل لو ما لقيت فيهو القلم دا تاني ما تتعب و ماتضيع وكتك
- كتر خيرك ياخي ، تكون خدمتني جدا
- تعرف تقاطع شارع عبيد ختم مع شارع القسم الشرقي ؟
- أعرفه جدا
- أها من التقاطع دا تتجه شرقا كأنك ماشي شارع الستين ، قبل ما تصل شارع الستين بحوالي خمسين متر عاين على شمالك ، في بناية على شمالك تفتح على الزلط و البوابة بتاعتا من قزاز مظلل و مرسوم عليها صليب .
- ياخي عاجز عن الشكر ، وصفك واضح جدا

وصلت المكان الوصفو الرجل و وقفت أعاين للبناية ، مافي لافتة مافي أي علامة توري
إنو دا محل تجاري ، ممكن يكون سفارة أو شركة ، أي حاجة تانية ما عدا محل أدوات مكتبية
على أي حال توكلت على الله و دفرت باب القزاز و دخلت ، لقيت نفسي في صالة واسعة مكيفة تكييف خطير مع إضاءة خافتة ماعدا فاتارينات العرض ذات الإضاءة الجيدة ، كل فترينة تبلغ حوالي متر و نص في نص متر من الزجاج السميك
موزعة بنظام داخل الهول ، و المحل كلو خواجات ، وبين كل شبر و التاني كاميرة مراقبة ، مافي زول أزرق غيري ، الحقيقة لله دخلتني خوفة ، الله يسامحك يا عبد الباري ، فجأة جاني واحد من السيكيوريتي
- أي مساعدة ؟
- و الله أنا بفتش في قلم معين
- طيب تعال معاي
ساقني لي آخر الصالة و وقفني قدام أحدى الفترينات ، تبارك الله ، أقلام باركر حبر جاف و سايل أقلام شيفر، أقلام تانية ما عرفتها ، و الزول واقف جنبي زي الديدبان ،
و دا الشي الوجعني
- يا سيد القلم الأنا عايزو هنا مافي ( و الغريبة ما سألني إنت عايز شنو)
- طيب تعال معاي تاني لو سمحت
و وداني لي فترينة تانية ، بالله بس أعاين فيها عيني وقعت في قلم التروبن الما يغباني
- أهو دا القلم الأنا بقتش فيهو
الراجل فتح الفترينة و طلع القلم و قال لي تعال معاي ، و قفني قدام كاونتر من الرخام خلفه خواجية عيونا خدر و مدّ ليها القلم.
المره عاينت للقلم و بقت تطقطق في الكيبورد بتاع الكمبيوتر القداما ، و تاني تعاين ليهو و تطقطق ، لامن أنا شفقت ، دي شنو المصيبة الوقعت فيها دي !
- ميتين و سبعين جنيه يا سيد !

اتهجمت هجمة من أمها ، ياخي الميتين و سبعين دي تجيبلها كبش يقول يا أنا من سوق تنقاسي ، أقوم أرميها في قلم ؟

غايتو بس حمدت الله إنو كان معاي تلتمية جنيه في جيبي ، و السترة و الفضيحة متباريات ، أخير انستر مع عمّي

تذكرت هذه القصة اليوم و أنا بمكتبة الهدى بكريمة عندما جاء أحد شيوخ السويقات من كبار السن و قال لصاحب المكتبة : عليك الله اديني قلم كوبيا .

تعليق :
كان سعر قلم التروبن ٢٥ قرشا أي ربع جنيه ونطلق علي تلك العملة الورقية( طرادة) حمراء اللون تسر الناظرين .