وراجين الهلال يجيب بطولة قارية..!! بقلم:كمال الهِدي

وراجين الهلال يجيب بطولة قارية..!! بقلم:كمال الهِدي


04-30-2021, 09:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1619815187&rn=0


Post: #1
Title: وراجين الهلال يجيب بطولة قارية..!! بقلم:كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 04-30-2021, 09:39 PM

09:39 PM April, 30 2021

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات




يبدو أننا نغرق في الأحلام حين ندعو جمهور الكرة للتخلي عن العصبية المُفرطة في تشجيع الناديين الكبيرين.
فما يحدث داخل كل معسكر على حدة يدعو للرثاء، ويجسد مآسي المفاهيم التي نعيشها منذ سنوات ليست بالقصيرة.
ففي المريخ دارت معارك بلا معترك حقيقي وأختلف أنصار النادي الأحمر خلافاً محتدماً بلغ حد الإساءات والاعتداءات الجسدية.
والسبب أن هناك من يرون أن سوداكال غير جدير بقيادة ناديهم، وكأن من سبقوه أظهروا حنكة إدارية قادت المريخ نحو منصات التتويج القارية.
فالحال من بعضه، ومن الطبيعي أن تتدهور الأوضاع الإدارية في أنديتنا طالما أننا قبلنا بعدم المؤسسة في إدارة هذه الأندية وانسقنا وراء أوهام روجت لها قلة تكسبت دائماً من رجال المال.
ما يجب أن نفهمه هو أن التدهور يأتي تدريجياً، وما لم نسع لاتباع المنهج السليم والأساليب الإدارية الصحيحة سنشهد في كل يوم وضعاً أسوأ مما سبقه.
هذا ما يحدث في المريخ، أما في الهلال فقد استمرأ الأنصار الخلاف حول هوامش الأمور.
وقد صارت لديهم خميرة عكننة دائمة عنوانها قائد الفريق الأسبق هيثم مصطفى.
حتى يومنا هذا لا يريد معجبي ومنتقدي هذا النجم الكبير (السابق) استيعاب حقيقة أنه قضى سنواته في الملاعب بخيرها وشرها قبل أن يترجل عن صهوة جواده مثل الكثير من نجوم النادي السوامق الآخرين.
صحيح أن أيام البرنس الأخيرة في ميادين الكرة لم تكن هادئة وشهدت معارك وأزمات عديدة.
وأياً كانت الأسباب فقد ساهم هو نفسه في تلك النهاية غير المرجوة بتجاهله لنصائح المخلصين وإرخاء أذنيه لمن استخدموه كورقة في معاركهم المفتعلة مع رئيس النادي آنذاك.
لكن تلك أحداث مضى عليها زمن طويل.
ومن غير المنطقي ولا المقبول عقلاً أن نظل أسرى لماضي لاعب واحد لدرجة أن نختلف حوله بهذا الشكل الذي يقسم أنصار النادي الواحد بين معسكرين دون مبرر مهضوم.
يفترض أن يفهم محبو هيثم أنه كان جزءاً من هذا الهلال الكبير ولم يكن كل النادي.
حتى رسول البشرية (صلى الله عليه وسلم) عندما رحل عن هذه الفانية وأختلف المسلمون بعد وفاته خرج عليهم صديقه الصدوق أبو بكر (رضي الله عنه) وخطب فيهم خطبته الشهيرة قائلاً “ من كان يعبد محمداً فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت".
فبأي فهم يريدنا أنصار هيثم أن نختزل فيه هذا الكيان العريض!!
هم يقولون إن البرنس (قيثارة) الكرة السودانية وصانع الألعاب المتفرد.
لا نختلف حول قدرات هيثم كثيراً.
لكن لابد أن يفهم هؤلاء أن قيثارات عديدة قد مرت على ملاعبنا السودانية ونادينا الكبير.
فقد لعب للهلال إبراهيم هارون (الديسكو) أحد أمهر وأحرف لاعبي الوسط الذين لبسوا شعار هذا النادي.
والديسكو لمن لم يشاهدونه يمرر باص القون دون أن يلتفت باتجاه المهاجم ويحدد وجهة الكرة قبل أن تصله.
هذا النجم الحريف ظل ينثر فنه الجميل حتى بعد أن ترجل وصار يلعب في ميادين الأحياء في عمر كبير.
هناك أيضاً كسلا والنقر والدحيش وقاقرين والتاج والطبق الطائر والراحل شيخ إدريس كباشي (رحمه الله) وطارق وتنقا وبشة وغيرهم.
ترجل كل هؤلاء إما طوعاً أو قسراً، فهل توقفنا في محطة أي منهم مثلما نفعل مع هيثم الآن!!
بالطبع لا.
فلماذا إذاً اختلف الوضع مع هيثم!!
كل ما في الأمر أن إعلامنا الرياضي ولأسباب يعرفها بعض رجاله ساهموا في صناعة هذه الأسطورة.
هذا بجانب أن هيثم والعجب ظهرا في وقت قلت فيه المواهب لدرجة أننا صرنا نحتفي بمن يلعب الباص الصحيح، مع أن التمرير الصحيح للكرة من أساسيات مهاراتها.
منتقدو هيثم أيضاً يجب أن يفهموا أن الفتى صار جزءاً من تاريخ النادي.
وأياً كانت طريقة مغادرته للهلال لن يستطيع هؤلاء أن يمسحوا تاريخه بجرة قلم.
فلِم لا نريد أن نتجاوز هذه المحطة!!
الهلال لم ولن يكون ملكاً لأحد مهما علا شأنه لكن جماهير النادي لا يفترض أيضاً أن تتعامل مع نجومهم السابقين بشيء من الحقد والكراهية.
فكبروا عقولكم يا أهلة ودعكم من تجديد هذا الخلاف كلما استجد حدث طرفه هيثم.
عن نفسي فقد كنت من منتقدي الطريقة التي تصرف بها هيثم قبل شطبه من الهلال.
ناشدته وقتذاك عبر أكثر من مقال بأن يبتعد عن إجراء ذلك الحوار الشهير لمعرفتي بأنه شرك كان يُنصب له.
لكنه لم يكن يسمع إلا لمن استغلوا فيه هوى النفس الأمارة بالسوء.
إلا أن ذلك الموقف لا يعني أن أكن له عداءً.
قد كان الأمر والموقف يتعلق بالهلال، ولم يكن أمراً شخصياً، لذلك إعتبرته منتهياً منذ لحظة انتهاء علاقة هيثم بالهلال (كلاعب).
فكل ما أتمناه أن يحسن كافة الأهلة التعامل مع هذا الأمر حتى لا نبدو صغاراً في تفكيرنا فنؤذي نادينا.
الإصرار على تجديد هذا الجرح كلما أتينا على سيرة هيثم يعكس خللاً مفاهيمياً لدينا يجب أن نعترف به ونعمل على إصلاحه، وإلا فلا تحلموا بالبطولات يا أهلة قبل أن تحققوا الوفاق فيما بينكم.