وتحدث إبراهيم نايل إيدام، الذي أعرفه، أمام المحكمة..! بقلم:عثمان محمد حسن

وتحدث إبراهيم نايل إيدام، الذي أعرفه، أمام المحكمة..! بقلم:عثمان محمد حسن


04-30-2021, 01:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1619742462&rn=0


Post: #1
Title: وتحدث إبراهيم نايل إيدام، الذي أعرفه، أمام المحكمة..! بقلم:عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 04-30-2021, 01:27 AM

01:27 AM April, 29 2021

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




* شهادة اللواء (م) إبراهيم نايل إيدام التي تلاها المتحري أمام محكمة مدبري انقلاب 1989، والتي روت كيف تم إعدام الدكتور فضل علي فضل، إعداماً خارج اختصاص االقضاء Extrajuicial execution
تكشف الكثير عن سادية د. نافع علي نافع وشعوره بالمتعة عند تعذيب الآخرين حتى الموت أو الإعاقة الدائمة.. وكثيراً ما أدى إلى الجنون..

* وتبدأ الرواية عند وصول إبراهيم نايل إيدام، رئيس جهاز الأمن وقتها، إلى مكان عمله فى الجهاز، والعاملون بالجهاز في حالة اضطراب وذهول، ولما استفسر عن السبب، أجابه نائبه محمد السنوسي :- " أخونا نافع زودها حبتين! جابو الدكتور علي فضل سراً بالليل وشرعوا فى تعذيبه!"..

* لقد بالغ نافع علي نافع وزبانيته ليلتها في تعذيب الدكتور.. ولم يكتفوا بذلك بل غرسوا مسماراً في نافوخه.. ومات فضل شهيداً على يد نافع..

* تلك الأقوال كفيلة بفتح بلاغ تحت المادة 31، القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد ضد نافع علي نافع وشركائه في جريمة قتل الدكتور فضل.. هذا إذا كان لدينا نائب عام ( مالي كرسيهو)!

* لم يكن أمام إبراهيم نايل إيدام يومها سوى أن يعقد اجتماعاً عاجلاً ويذكِّر من اجتمع بهم أن" الثورة دي ما قامت عشان تقتل اولاد الناس".. ويؤكد أن ما فعله نافع لايرضاه الله ولا رسوله..!

* هذا هو إبراهيم نايل إيدام الذي أعرفه.. إنه إنسان! إنسانٌ لا ينتمي في الأصالة إلى طائفة المعتَّلِين دينياً وأخلاقياً، ولتضارب رؤاه مع رؤاهم، أبعدوه من رئاسة جهاز الأمن إلى وزارة الشباب والرياضة!

* وعن إبعاده من الجهاز قال لصحيفة الجريدة بتاريخ 21 ديسمبر 2018:-
" في يوم 2- 5 – 1992م تم تعيين بكري حسن صالح ( رئيساً للجهاش) وكنت يومها في جولة خارج البلاد شملت العراق وكوريا والصين........ لم يتم تسليمي قراراً مكتوباً بإعفائي وبعد عودتي؛ وأثناء اجتماع لمجلس قيادة الثورة قال لي التيجاني آدم الطاهر إنت لسه ما سلمت، قلت ليهو لي منو ، قال لي بكري ، المهم صدر قرار بتعييني في وزارة الشباب والرياضة.."

* أيها الناس، أنا أعرف إبراهيم نايل إيدام، هذا، كإنسان ألقى به الشيطان في وكر إخوان الشياطين، فصار منهم دون أن يكون شبيهاً لهم..

* فإبراهيم نايل ينتمي للدفعة التي دخلت مدرسة خورطقت الثانوية عام 1961 وأنا أنتمي لدفعة 1960 بالمدرسة.. وكانت داخليته (أبوسن) بجوار داخليتي (تكتوك).. وكان من المهتمين بالرياضة لدرجة الهوس.. علاوة على هوسه بالعسكرية (الكديت) لدرجة الجنون.. ولم أكن أعرف له أي نشاط سياسي في تلك الفترة المليئة بالسياسة وبالتجنيد السياسي لللتلاميذ.. ولا أعرف له صلة بأي حزب من الأحزاب، وكل الشائعات التي تنسب انتماءه لطائفة الأنصار، ولحزب الأمة بالذات، محض افتراء..! ولم يكن إبراهيم نايل، بالقطع، شيوعياً في يسار اليسار ولا كوزاً في يمين اليمين!

* وقد قاده عِشقه للعسكرية إلى التميز والتفوق على أقرانه في الكلية الحربية، فكان أول الدفعة التاسعة عشرة والتي تخرجت في عام 15/11/1967م، ونال شرف الدفعة وهو (السيف).. ثم جائزة الرماية (ضرب بالنار).. ثم جائزة السلوك والمواظبة (الضبط والربط) ثم جائزة الرياضة.. أي إنه نال أربع جوائز من الجوائز الخمس التي تمنح لأوائل دفعة الكلية في كل منشط.. وهو ما لم يسبقه إليه أي خريج من خريجي الكلية الحربية، حتى الآن..

* تلاقت العسكرية واحترام إنسانية الانسان في شخص إبراهيم نايل إيدام، أقول لكم..!

* عقب فشل انقلاب هاشم العطا عام 1971، سيّر بعض غوغائيي مدينة واو مسيرات هادرة في أرجاء المدينة.. وكانوا يرددون هتافات صاخبة:- " الموت للشيوعيين.. الموت لطلاب الجامعة..".. وكنت ضمن المعنيين بالموت.. وكان إبراهيم نايل إيدام ضمن القوات المسلحة المقيمة بمنطقة (قرنتي).. وكان اعتقال طلاب الجامعة والكوادر الشيوعية يتم بصورة عشوائية.. وكانت الأجواء أشبه ما تكون بمحاكم التفتيش في أوروبا القرون الوسطى..

* أخبر ابراهيم نايل إبن عمة لي كان زميلاً له في أحد فرق الكرة بالمدينة، بأن إسمي قد ورد ضمن أسماء الأشخاص المطلوب القبض عليهم.. ونصحه بضرورة مغادرتي المدينة إلى الخرطوم على الفور حتى لا أصاب بسوء..

* غادرت المدينة إلى الخرطوم بالطائرة في اليوم التالي، حيث كانت بحوزتي تذكرة ذهاب وإياب (Round Trip Ticket) وهي تذكرة تمنحها جامعة الخرطوم لنا بسبب تعثر وصولنا إلى أهالينا بغير الطائرة..

* أيها الناس، هذا هو إبراهيم نايل إيدام الذي أعرفه.. إنه إنسان مهذب غاية التهذيب..


____________________

حاشية:-
قال إيليا أبوماضي:-
" حُرٌّ وَمَذهَبُ كُلِّ حُرٍّ مَذهَبي
ما كُنتُ بِالغاوي وَلا المُتَعَصِّبِ
إِنّي لَأَغضَبُ لِلكَريمِ يَنوشُهُ مَن دونَهُ وَأَلومُ مَن لَم يَغضَبِ
وَأُحِبُّ كُلَّ مُهَذَّبٍ وَلَو اَنَّهُ خَصمي وَأَرحَمُ كُلَّ غَيرِ مُهَذَّبِ
يَأبى فُؤادي أَن يَميلَ إِلى الأَذى
حُبُّ الأَذِيَّةِ مِن طِباعِ العَقرَبِ"!


اللهم قد بلغتُ اللهم فاشهد..