مطاردة إفطارات الإسلاميين ومفصولي العمليات بالبمبان..الغرض الحقيقي؟ بقلم:د.أمل الكردفاني

07:17 PM April, 29 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

قد لا يبدو المقصود من هذه التصرفات واضحاً؟ ليس فقط لأنها غير قانونية، ولكن اعتقد ان هذا التصرفات التي تحاصر الاسلاميين وهم ليسو قلة وغيرهم مثل الضباط المفوصلين من الامن والجيش والشرطة ستؤدي إلى نتائج خطيرة جداً. فوق انها غير مجدية من ناحية مستقبلية. فلا يمكن أن تحاصر مجموعات ضخمة من البشر، وأنت تفترض أنهم لن يقوموا بأي رد فعل.
لذلك أعتقد ان المقصود من ذلك هو تخريب اتفاقية جوبا، عبر خلق جسم مناوئ، من الكيزان السابقين ومن الضباط المفصولين في الجيش والشرطة والأمن. وهكذا تحفيز ضرب مكون الهامش لمنع تمدد صلاحيات ومُكنات الحركات المسلحة وأهل الغرب وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
نحن جميعنا نعلم انه لا يوجد بيت شمالي يخلو من إسلامي وشيوعي وبعثي وخلافه. في الوقت الذي لا تمثل فيه تلك الآيدولوجيات قضية ذات اهمية بالنسبة للقوى المهمشة وهذا ما يمنح هذه الاخيرة هامش حركة اكبر وتمدد لا بأس به في الواقع الراهن على الأقل، وهو ما حدا إلى تكوين ما يسمى بقوة درع الشمال.
إذاً فهناك سياسات خفية، أعتقد تحت قيادة البرهان وجهاز الأمن لدفع الشماليين نحو التفاوض من اجل تحالف جهوي واسع النطاق.
سنلاحظ أن الشماليين يصرون إصرارا مستمراً على ان شرق السودان جزء منهم، وهذا طبعا ليتجنبوا خطر انفصال الشرق الذي يمثل الوريد الناقل للدم المؤكسد، فالشرق متنفس الشمال الوحيد، وبغيره سيقعون في مصيدة اللجوء الاضطراري لمصر. كما ان ولاية البحر الاحمر توفر للحكومة قرابة مليار دولار بسبب عمليات الصادر والوارد، بل وتخدم الاثيوبيين في نفس الوقت.
وهنا يمكننا أن نرى ان هناك توجهاً مؤكداً نحو فصل الشمال عن الغرب، ويراد ان يتمتع الشمال بمزاياه الراهنة اي (المنفذ البحري في الشرق)، والصمغ العربي في الغرب.