توقف الجميع حائرين عند سواحل المحيط !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

توقف الجميع حائرين عند سواحل المحيط !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


04-25-2021, 09:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1619340445&rn=1


Post: #1
Title: توقف الجميع حائرين عند سواحل المحيط !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-25-2021, 09:47 AM
Parent: #0

09:47 AM April, 25 2021

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

توقف الجميع حائرين عند سواحل المحيط !!

بالجد والجد هؤلاء أذكياء ،، وأمهر الناس بدولة السودان ،، يتقدمون عقلياَ وتخطيطاَ في كل المواسم والأزمان ،، ويتفوقون على العامة والخاصة ،، كما يتفوقون ببون شاسع على هؤلاء أهل الفلسفات في الفارغة ،، وما أكثر أهل الفلسفات بدولة السودان !! ،، هؤلاء يمتازون بتلك العقليات الكبيرة الماهرة بذلك القدر الكبير المستحيل الذي يعجز الآخرين عن المجاراة ،، حيث يتواجدون عند المغانم والمكاسب في تلك المواسم الخصبة المتاحة ،، ثم يغادرون تلك الحقول عندما توشك على الجدب والقحط ،، يقطفون ثمار الخيرات قبل غيرهم في غفلة الجهلاء من الناس ثم يتركون تلك الفتات لتمثل ( الطعم ) لهؤلاء الأغبياء من الناس ،، يظن البعض بجهالة شديدة أن هؤلاء كانوا يجهلون ذلك المصير في نهاية المطاف ،، والحقائق تؤكد بأن هؤلاء بمنتهى الذكاء والمهارة كانوا يرجون ويتمنون أن تأتي تلك النهاية بأيدي هؤلاء الأغبياء ،، كانوا يمهدون بشطارة فائقة لكي يتخلصوا ويتخارجوا من مستقبل كئيب يلوح في الآفاق ،، وقد أدركوا تماماَ بأن الأوضاع في البلاد قد وصلت مرحلة الانهيار ،، ويظن البلهاء من الناس أن هؤلاء كانوا يتشبثون بالسلطة والحكم في السنوات الأخيرة ،، بل كانوا يجرون تلك المناورات السياسية الذكية بالقدر الذي يوحي بأنهم يريدون البقاء ويريدون مواصلة المشوار ،، ولكن في حقيقة الأمر فإن هؤلاء كانوا يمارسون نوعاَ من التقليص والتصفيات والترتيبات لإفضاء الساحات للجهلاء الذين يجهلون مدى سوء الأحوال في البلاد ،، والمراقب الحصيف يكتشف أن هؤلاء في الشهور الأخيرة كانوا ينسلخون من المواقع والمناصب رويدا ورويداَ ولم يتبق في المواقع والساحات السياسية إلا القليل والقليل جداَ من جماعاتهم ،، والذين تبقوا منهم في تلك المواقع كان من قبيل الضرورة المؤقتة ،، وكانوا يمثلون ( أكباش الفداء ) التي تفرضها الواقع والضرورة وتفرضها لزوم التسليم والتسلم .

هؤلاء قد نهبوا كل شيء متاح وممكن خلال سنوات طويلة ،، ثم عرفوا في نهاية المطاف أن الذبيحة والوليمة لم تتبق منها إلا تلك العظام النخرة ،، وكانوا يعلمون علم اليقين بأن الحفلة قد انتهى موسمها ،، وفي مرحلة من المراحل كانوا يتمنون بشدة ذلك الإسقاط السريع بالقدر الذي يريحهم ويخلصهم ويزيل عن كاهلهم تلك الجنازة الهالكة المهلكة !!.. وهي تلك الجنازة التي قد أصبحت في حاجة شديدة لمن يتولى أمرها ويقوم بواجب دفنها ،، وكالعادة في دولة السودان يتواجد هؤلاء البهاء لأداء تلك المهمة في كافة الأوقات ،، وبالتالي فإن أصحاب الشأن الأذكياء حين أدركوا جيداَ بأن دورهم ومشوارهم قد انتهى بذلك القدر الأكيد قد تراجعوا بمنتهى الذكاء تراجعاَ ناعماَ وتكتيكياَ مدعين الهزيمة ،، وقد جاء دور هؤلاء البلهاء من الناس ليحملوا جنازة البحر كالعادة فوق أكتافهم ،، وفعلاَ بمنتهى البلاهة والغباء تحملوا عبئ تلك الجنازة الهالكة المهلكة ،، والمضحك في الأمر أن هؤلاء الجهلاء أهل ( المدنية ) وأهل الفلسفات الفارغة قد توقفوا عند سواحل المحيط حائرين ويجهلون كيف يجتازون المحيط وتلك الجنازة قد أوشكت على التعفن ،، القاتل الحقيقي للجنازة تخلص من الجريرة بمنتهى المهارة والذكاء ،، والأغبياء من الناس أصحاب الفلسفات الفارغة قد تحملوا عبئ تلك الجنازة وهم ليسوا قاتلي تلك الجنازة !! ,, والعجيب في الأمر أن هؤلاء يتغنون بالانتصارات ويظنون أنفسهم بأنهم فوارس بني عبس ،، ولا يدركون إطلاقاَ بأنهم أبله الناس فوق وجه الأرض ،، وتلك الحقيقة تؤكد أن هؤلاء الناس هم أذكى الناس بدولة السودان ،، وأن هؤلاء الآخرين هم أغبى الناس بدولة السودان ،، وتلك هي مشكلة السودان منذ استقلال البلاد ،، حيث تلك الحلقات الدائرة التي يفوز فيها أهل الذكاء دوماَ ويعاني فيها أهل الغباء والدراويش وأهل الفلسفات دوماَ طوال السنوات ،، وعزة الله فإن مثقال من الذكاء والمهارة أفضل من ألف ألف قنطار من الجهل والغباء .